لماذا وإلى أين ؟

ما هي تبعات استدعاء المغرب سفيرته بألمانيا ؟

أعلنت وزارة الخارجية اليوم الخميس 06 ماي الجاري، استدعاء سفيرة المملكة المغربية ببرلين للتشاور، بعدما “راكمت جمهورية ألمانيا الاتحادية المواقف العدائية التي تنتهك المصالح العليا للمملكة”.

دواعي اتخاذ هذا القرار، لخصها بلاغ الخارجية المغربية التي توصلت به “آشكاين” في ثلاث أسباب، في مقدمتها “الموقف الالماني السلبي بشأن قضية الصحراء المغربية”، والذي وصفه المغرب بـ”الخطير”، تم “محاربة ألمانيا باستمرار الدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب ومحاولة استبعاده من دون مبرر من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية الخاصة بالملف الليبي، بالاضافة إلى ” تواطوء  السلطات الألمانية مع مدان سابق بارتكاب أعمال إرهابية، ولا سيما من خلال الكشف عن معلومات حساسة قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية”.

هذا القرار الذي جاء بعد تجميد المغرب لعلاقاته المؤسساتية مع ألمانيا، حسب مراسلة توصل بها رئيس الحكومة وأعضاء الحكومة من وزير الخارجية؛ ناصر بوريطة، يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة في التوقيت الذي اختاره المغرب لإعلان هذا القرار الذي يخص علاقته مع جمهورية ألمانيا الاتحادية.

قرار المغرب تصعيد دفاعي

في هذا الإطار، يرى أستاذ العلاقات الدولية؛ عصام لعروسي، أن “استدعاء السفيرة للتشاور هي خطوة سابقة عن قطع العلاقات، وهو ما يؤكد أن هناك سوء فهم كبير أو أزمة سياسية بين البلدين”، معتبرا أن “القرار الصادر عن المغرب يكشف أن ألمانيا لا تقف موقف الحياد وأنها متورطة في لعبة تناقض الاقطاب الاقليمية في المنطقة حتى لا يلعب المغرب أدوارا إقليميا هامة ومعتبرة”.

وفي ما يتعلق بتوقيت إعلان هذا القرار من طرف المغرب، أوضح لعروسي في تصريح لـ”آشكاين”، أن “المغرب اعتمد التدرج في علاقته مع ألمانيا، حيث لفت انتباه الحكومة الالمانية في البداية إلى مجموعة من القضايا خاصة المتعلقة بالصحراء المغربية، وبالتالي بعد كل المواقف العدائية لألمانيا ضد المغرب، جاء هذا قرار في هذه الفترة للحسم، خاصة أن هذا القرار هي الخطوة الاخيرة قبل قطع العلاقات الدبلوماسية”.

وخلص أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن “قرار المغرب لا يمكن اعتباره تصعيدا هجوميا ضد ألمانيا، وإنما هو تصعيد دفاعي من أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح، خاصة أن الدولة الالمانية تهدف لجعل المنطقة المغاربية منطقة متفرقة ومشتتة وتجعل من ملف الصحراء شوكة في خاصرة الوحدة المغاربية”.

المغرب اختار أفضل توقيت

من جهته، قال المحلل السياسي وعضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث التشاركية؛ كريم عايش، إن “المغرب أعلن سابقا رفضه لمعاكسة ألمانيا لمصالحه؛ خاصة فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية وإقصائه من المبادرات التفاوضية في الملف الليبي، وهي أمور لا يمكن أن تمر عن طريق الصبر وانتظار التبرير”، معتبر أن “الخطوات الدبلوماسية لا تتحقق بالبلاغات فقط، ولكن بالتواصل والمشاورة وتبني الخطوات التي تترجم ما اتفق عليه على الارض”.

المحلل السياسي كريم عايش

وأكد عايش في تصريح لـ”آشكاين”، أنه “لم يكن من توقيت أفضل من هذا للضرب على الطاولة بخصوص احترام القواعد الدبلوماسية أولا، واحترام سيادة المغرب على أراضيه ووحدته الترابية ثانية، خاصة أن مناورات اسبانيا بقبول زعيم البوليساريو المسلحة بهوية مزورة على أراضيها أضاف لتوتر العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا بعدا آخر”.

ويرى المتحدث، أنه “بعد هذا القرار ينتظر أن يتم السعي لوضع أرضية تفاهمية وايجاد اتفاق مبدئي يبدد الخلاف، بالرغم أن الواقع أثبت أن السلطات الالمانية لم تجتهد ولم تسع إلى فهم ردود الافعال المغربية، كما لم يشفع لها تاريخ العلاقات المغربية الالمانية الطويل في العودة إلى صوابها والسعي بمنطق رابح رابح، وهو الامر الذي سيبرزه المغرب من خلال استدعاء السفير وانتظار رد فعل الحكومة الالمانية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x