لماذا وإلى أين ؟

عادات صحراوية رمضانية (15):  بِــيـصَام

تفوح رائحة الموروث الثقافي الذي تكتنزه رمال الصحراء المغربية من بيوت أهلها، كلما أرخت ليالي رمضان سدولها على هاته الأراضي الزاخرة بتراث البيظان.

ألعاب شعبية وتقاليد وطقوس خاصة توارثتها أجيال من الصحراويين جيلا بعد جيل، تكشف عمق وتنوع الحضارة التي تزخر بها بلادنا، ما يجعل الزائر للجنوب المغربي يغوص في رحاب أجواء الحاضر التي تعود به إلى كنف الأجداد.

واختارت الجريدة الإلكترونية “آشكاين” أن تبسط سلسلة رمضانية لمجموعة من هذه التقاليد الصحراوية العتيقة التي تختزنها الأقاليم الجنوبية والتي يتميز بها شهر رمضان بالخصوص،  من خلال حلقات برنامج “عادات صحراوية رمضانية”.

وسنتطرق في الحلقة الخامسة عشر من سلسة “عادات صحراوية رمضانية”، إلى مشروب نوعي أصبح من المشروبات المهمة في ثقافة الصحراويين خاصة في موائد الإفطار، إنه مشروب: بـِـيصَام.

لمحة أنثروبولوجية

أوضح الباحث في التراث اللامادي الحساني، بوزيد الغلى، أن “المخيال الصحراوي استقر على أن أهم مشروب ساخن يتم تناوله بعد الإفطار هو “أتاي” / الشاي، وهذا صحيح من الناحية الأنثربولوجية، فالشاي حلّ محل “الزريك” كما قال ألبير لوريش كمشروب أول للبيظان حيثما وجدوا”.

ويرى بوزيد الغلى، أن “الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن “كسر الصوم” يتم بالماء والتمر، حرصا على الأخذ بالسنة النبوية، لكن المشروبات المتنوعة تغزو مائدة الإفطار الصحراوية، وإذا كان البدو الرحل لا يزالون يعتمدون أساسا على ألبان الإبل والماعز التي يتناولونها طرية (من الضرع إلى الحلق)، فإن موائد المستقرين تعج عادة بأنواع من المشروبات بما فيها “الشنين”، “الزريكَ، تمبرمة (خاصة خلال الطقس الحار)، عصائر الفواكه المختلفة، ولعل من أهم المشروبات التي أصبحت شديدة الانتشار : بيصام”.

أصل المشروب

وأوضح الباحث في التراث اللامادي الحساني نفسه، في حديث لـ”آشكاين”، أن “بيصام مشروب يغلب الظن أنه دخل المائدة الصحراوية من إفريقيا عبر موريتانيا، و يذكر الأستاذ إبراهيم الحيسن في كتابه: الأطعمة والأشربة في الصحراء أن كلمة “بيصام” ذات أصول إفريقية، وتشير بعض المراجع إلى أن بيصام ليس سوى الوردة الفرعونية أو الكركديه  “Roselle”، واسمه العلمي  “Hibiscus sabdarriffal”، وهو حسب ما جاء في  بعض المواقع : “عبارة عن نبات شجري من الفصيلة الخبازية (HIBSICUS SUBDARIFIA) ومن جنس الخطمي (Marshmallow type، و يصل ارتفاع شجرته حتى مترين اثنين(2m)، وهو كثير التفرع ونموه سريع، ساقه خشبية وجذوره وتدية تضرب عميقًا في الأرض”.

طريقة التحضير:

وبين الباحث في التراث اللامادي الحساني بوزيد الغلى، أن ” الصحراويين يتناولون بيصام كمشروب بارد، لكن طريقة تحضيره تثبت أنه من الممكن تناوله كمشروب ساخن، إذ يتم غليه جيدا كي يوضع لكي يبرد، ويتناول عند الإفطار نظرا لفوائده الصحية في رمضان، فهو “شراب حمضي ملطف للحرارة” “.

أحمد الهيبة صمدني – آشكاين 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x