لماذا وإلى أين ؟

أكاذيب وزير الخارجية الجزائري

بعد أربعين عاما أو يزيد من التصرف الأرعن وكأنه عصابةٌ من قطاع الطرق أو أسوأ، لم يعد النظام الجزائري يتعجب من أباطيله أحد؛ إلا أن أكاذيبه التي تصل عنان السماء لِتنطلق كل لحظة في الإعلام كالسهم الطائش لا تصيب أحدا غيره ولا تؤذي أحدا سواه؛ فما زالت حادثة تزويرِه لهوية مجرم في واضحة النهار وأمام مرأى ومسمع الجميع لم تجف بعد مما جعله أضحوكة بين دول العالم، حتى انطلق وزير الخارجية “صبري بوقادوم” لينسج سيناريو من وحي الخيال من خلال الحوار الهاتفي الذي جمع بينه وبين وزير الخارجية الأمريكي “بلينكن”.

لكن حبل الكذب القصير وهو في عصر توفر المعلومة أقصر؛ حيث خرج “بلينكن” مباشرة بعد هذيان وزير الخارجية الجزائري بتغريدة مفادها أن الحوار الذي جمع بينه وبين هذا الأخير لم يتعدَّ موضوع العلاقات الثنائية بين البلدين وكذا موضوع استقرار الساحل، وأنه لم يتطرق أبدا إلى الحديث عن الصحراء المغربية لا من قريب ولا من بعيد.

لا أحد يساوره شك في أن النظام الجزائري يعيش سكرات الموت الأخيرة، حيث أصبح اقتصاده يعتمد على بيع أرجل الدجاج، وصار الجزائريون يقتل بعضهم بعضا في طوابير الحليب من أجل الظفر بكيس أو كيسين، كما صاروا يقتنون الزيت في أكياس بلاستيكية وكأنهم مجرد لاجئين؛ لذا كان من الطبيعي أن يخرج الشعب عن بكرة أبيه ليطالب بتقرير المصير وهو يترحم على روح “بنسالم جموعي” الشهيد الذي قضى نَحْبَه في معركة الحليب المقدسة.

ما يعرفه النظام الجزائري جيدا لكنه يحاول تجاهله أن المغرب لا يُعَوِّل فقط على أنه على حق وأن الصحراء مغربية أبا عن جد منذ أبد الآبدين، وأن شواهد التاريخ والحضارة وأسس البيعة للدوحة العلوية كلها حقائق لا يرقى إليها الجدل أو الشك؛ وإنما يعول أيضا على قوته في المنطقة إن سياسيا أو دبلوماسيا أو اقتصاديا أو عسكريا؛ فالنظام العالمي الجديد يؤمن بالقوة أكثر مما يؤمن بالعدل، ومن حسن أقدار الله تعالى أن اجتمع لدى المغرب الحق والقوة.

إن البلد الذي بوسعه إرسال معونات بالأطنان إلى أكثر من 12 دولة إفريقية في قلب أزمة “كوفيد 19” مما أثار استغراب حتى الدول الأوروبية المتقدمة كفرنسا وإسبانيا وبريطانيا، وتَمَكُّنه من تعقيم بضعة ملايين من مواطنيه في غضون أسابيع، الأمر الذي لم تتمكن من القيام به حتى أعتى الدول، وصَرْفُه لملايين الدولارات من أجل اقتناء أحدث الأسلحة في الوقت الذي تعاني فيه أغلب الدول من تسديد رواتب موظفيها، وتجميدُه لجميع أنواع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والثقافية مع السفارة الألمانية إثر تماديها في موضوع الصحراء المغربية، وتهديدُه لإسبانيا بلهجة الواثق في نفسه في قضية المجرم “ابراهيم غالي”، لا تضيره في شيء أباطيل نظام متهالك آيل للسقوط، كما أنه قادر على أن ينتزع حقه بسواعد أبنائه وبقيادته الرشيدة إذا لزم الأمر ذلك.

*عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زكرياء
المعلق(ة)
9 مايو 2021 19:41

تواترت أكاذيب النظام الجزائري إلۍ حد أنها أصبحت فريضة يومية مع إشراقة شمس كل يوم, ولو حاول ولو مرة واحدة صانعو هذه الأباطيل عدها وتصنيفها لوقفوا بأنفسهم علۍ أنها مجرد فقاقيع صابون لا تصمد مع هبة ريح الحقيقة

Ali
المعلق(ة)
الرد على  احمد كمال
9 مايو 2021 11:43

موضوع الكابرانات أنتهى. اليوم علينا مواجهة الأعداء الجدد مثل إسبانيا و ألمانيا. يا له من جميل ان تكون قويا و لك أصدقاء أقوى منك حينها تصبح انت الأقوى

احمد كمال
المعلق(ة)
9 مايو 2021 02:10

بوصلة كل من تبون الجارة العدو ووزرائه متجهة 100/100 و24 ساعة على 24 لعداء المغرب العضيم. كيف يمكن لهدا العدو ان يتقدم وينمي شعبه وبلده؟؟ أكيد إن بهدا التصرف الارعن سيبقى متخلفا ويبدد أموال الشعب على المرتزقة ولوبيات الضغط التي تستنزف خزينته او بالأحرى أموال الشعب الجزائري المضطهد والمنبود من جنرالاته الحقودين. اقول لهؤلاء، المغرب داهب إلى الأمام ولن يردخ لابتزازكم. عاش المغرب العظيم وعاش ملكه الهمام.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x