2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تتعاقب التطورات بشكل متسارع بعد أحداث سبتة المحتلة، التي شهدت منذ أمس الإثنين 17 ماي الجاري، حالة “نزوح جماعي” لمهاجرين مغاربة غير نظاميين، فروا في اتجاهها، حيث وجدوا الجيش وقوات الحرس الإسبانيين في انتظارهم صباح اليوم الثلاثاء 19 ماي الجاري، بالرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع، محاولة بذلك منع أفواج جديدة من بلوغ بوابة أوروبا عبر الثغر المحتل.
فبعد يوم واحد فقط، من هذه الأحداث، أصدرت الحكومة الإسبانية قراراها بمنح المغرب 30 مليون أورو للمغرب لمحاربة هذا النوع الهجرة، ما يظهر أن هناك نية إسبانية في تلطيف أجواء سماء علاقاتها مع المغرب، وهي التطورات التي تحيلنا على التساؤل حول مآل العلاقات بين الجارين.
ولاستجلاء الآثار التي يمكن أن تترتب عن هذه الأحداث فيما يخص علاقة المغرب بإسبانيا، علاوة على تغير موقف هذه الأخيرة بسببها، تستضيف “آشكاين” في هذا الحوار الخبير في الشؤون الإفريقية، والأستاذ الباحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي.
وفي ما يلي نص الحوار:
كيف تقيم الأحداث الأخيرة في سبتة؟
مما لا شك فيه أن العلاقات الإسبانية المغربية لا تمر بأزهي أيامها لأسباب متعددة، آخرها استقبال الحكومة الإسبانية لإبراهيم غالي بصفة مستترة، وهو الشيء الذي أثار غضب الحكومة المغربية لأسباب متعددة، حتى وإن كان هناك أساب صحية إنسانية، فبحكم العلاقات التي تجمع البلدين كان من الفائدة الإخبار والاستشارة على الأقل.
لكن يبدو على أن الإسبان لم يدركوا بعد أن المغرب تحولت إلى قوة إقليمية أساسية، لها رأيها في كل ما يجري على المستوى الإقليمية، وإذا ما قرأنا وأعدنا قراءة تصريحات وزير الخارجية، ناصر بوريطة فهو دائما يشير إلى هذا الأمر، بأنه يجب أن تتم استشارة المغرب وأن كثير من الأشياء لا يمكن أن تحدد في غياب هذه الاستشارة.
وما وقع البارحة هو رسالة ضمنية بأن المغرب ليس حارس حدود لسبتة، من جهة أخرى، هو أن سبتة هي مطلب مغربي لتصبح تحت السيادة المغربية، والشيء الذي لا يعرفه الكثير هو أن سبتة التي تقول إسبانيا إنها موجودة فيها منذ خمسة قرون، فتواجدها لا يتعدى الآن القلعة المطل على سبتة، عدا ذلك فهي أراضي لم يسترجعها المغرب سنة 1956.
إذن، ففي سبتة هناك مجالان جغرافيان: سبتة التي احتلتها إسبانيا منذ خمسة قرون، والمجال المتواجد بين الحدود الحالية والقلعة القديمة في سبتة التي هي أرض حتى إسبانيا لا ملكية لها فيها، لأنه تدخل في إطار الاتفاق ما بين فرنسا وإسبانيا سنة 1912.
بالتالي فهذه رسائل تنبه الحكومة الإسبانية على أن مجال السيادة فيه نقاش ومفاوضات، وأن إسبانيا عليها أن تراعي الحدود، وأن تراعي كذلك تميز هذه العلاقات المغربية الإسبانية، دون الحدث عن الجانب الأمني، والذي يعد المغرب بارزا فيه، فعلى سبيل المثال أخذ عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، عدة أوسمة من طرف الملك فيليب السادس، إضافة إلى أن إسبانيا هي الشريك الاقتصادي الأول الذي أزاح فرنسا عن هذا الصف.
في ظل هذا كله، المغرب يقول لإسبانيا إنه عليك الاختيار بين علاقات استراتيجية واضحة، وبين اللعب القصير، والمغرب لاعب ماهر في هذا النوع من اللعب، ومنها ما وقع البارحة، وهذا كله تم تصفيفه بالموقف الإسباني السلبي تجاه الاعتراف الأمريكية بمغربية الصحراء.
وما هي تبعات هذه الأحداث على العلاقات المغربية الإسبانية؟
لم يكن هناك تبعات على هذه العلاقة، لأن المغرب لديه تجارب سابقة في هذا المجال، مع الاتحاد الأوربي حين قرر المغرب توقيف كل علاقة مع سفارة الاتحاد الأوربي، مع مصر في وقت سابق، وألمانيا مؤخرا، ومع أمريكا سنة 2013، بمعنى أن المغرب دائما “يتحدى” هذه القوى التي تحاول أن لا تأخذ الرأي المغربي بعين الاعتبار، في معادلات العلاقات الثنائية، أو في الوضع الإقليمي.
لذلك لا أعتقد أنها ستؤثر، لأن المصالح هي استراتيجية بين البلدين.
وهل سيكون لهذه الأحداث انعكاسات على موقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية؟
لا أعتقد ذلك.
لأنه إذا افترضنا أن هناك دولة لها معرفة حقيقية بملف الصحراء، فهي إسبانيا، لأن لديها من الوثائق ما يكفي، وتعرف كيف ولدت البوليساريو، وكانت حكومة فرانكو قد وقعت اتفاقا بين الرئيس الجزائري السابق بوتفليقة والبوليساريو من أجل تسليم الصحراء إلى جبهة البوليساريو تحت رعاية عسكرية جزائرية، وكان هناك اتفاق على أساس تدخل عسكري جزائري في شمال المغرب، من أجل الضغط، ولكن هذه الاتفاقية فشلت بفضل المسيرة الخضراء.
إسبانيا تعرف حقيقة ما يجري في الصحراء، لكنها محكومة بعوامل داخليا، مثل مكونات الحكومة الحالية، وتأثير ما هو داخلي بإسبانيا على ما هو رسمي، ورغبة حكومة بيدرو سانشيز في إنشاء ائتلاف مع حزب بوديموس يصب أيضا في هذا الاتجاه.
إضافة إلى وجود لوبيات، دون أن ننسى جهة لا يكثر الحديث عنها، وهم العسكريون، إذ أن الجناح العسكري له تأثير أيضا في بعض المؤسسات، وأغلبهم ولد في الصحراء، وهذا الملف بالنسبة إليهم مسألة شخصية أكثر منها مصالح دولة.
لذلك لا أعتقد أن يكون هناك تصعيد بين الجانبين في مستقبل الأيام.
في صلب كل أمة راقية قلب محور اهتمامها قلب جوهر سياستها. وأمة بلا شعب هي امة بلا قلب. تحليلات وتكهنات خاضت في كل الاتجاهات: التاريخ الجغرافيا الأرض القلاع الحكام! وتم إهمال مركز الاهتمام :الشعب وما عبر عنه الشعب وما عاناه الشعب نعم ثم نعم الشعب تلك الزاوية الميتة angle mort كتل من الاجساد في عز المهانة أمواج بشرية مندفعة نحو المجهول محركها الجوع البطالة انسداد الآفاق النظرة السوداوية في العيون (آراء الذين واللائي هاجروا كرها دليل على ما سلف ذكره) أما التفكير بأن أصحاب القرار تعمدوا البرهنة بهكذا أسلوب فهي قمة السخافة والانحطاط لانه تلاعب بكرامة وأنفة الشعب لانه تعرية الواقع البئيس اكثر مما هو عري في الصميم. القراءة الوحيدة والرسالة الواضحة دونما تشفير هي ان الشعب بحاجة إلى ان ينعم بخيرات الوطن ان تصان كرامته ان تحفظ حقوقه ان لا يصبح اضحوكة وسائل اعلام مقيدة قبل أن يتحول إلى كائن غرائزي ويتحول من ” الكلب الجائع التابع الى كلب مسعور ينهش صاحبه ” واعتذر عن التوصيف
اقرا تحليل السيدزالعجلاوي و انا اتابع تحاليل الصحفيين الاسبان على القناة الرسمية 24h, ما دفعني للتعليق:
علينا كمؤسسات ان نعلم ان اسبانيا لا تعير التعاون الامني الاستخبراتي اي قيمة، بالرغم من قيمة و أهمية الدعم الذي يقدمه و قدمه المغرب لاسبانيا فيما يخص محاربة الارهاب!
ان اسبانيا وظفت صور اجتياح سبتة اسبانيا من خلال استعراض صور الاطفال، و تعمد التطرق الى صلب المشكل!
ان اسبانيا الرسمية، من خلال اعلامها الرسمي تعاطت مع الموضوع من منظور استعماري ربطت الصحراء بمرض فرانكو و انتشار المغرب من خلال المسيرة الخضراء في الصحراء و انها خذلت الصحراويين!!
كما ما اثار انتباهي هو تدخل احد الصحفيين و الذي تعمد استعمال مصطلح chantage لوصف موقف المغرب و كذا انه يملك أصدقاء مثقفين او كما سماهم مجموعة النخبة التي ترفض استعمال القاصرين في الصراع، غي غياب لصحافة حرة، حسب قوله، و هو يدلي بتصريحه من قلب المغرب!!
و به نقول و نحذر اولائك الذين يتملقون الى امثال هؤلاء الصحفيين، ان يزنوا كلامهم و موافقهم، لاننا بحكم معاشرتنا للاسبان، فهم في غالبية الامر يستغلون كرم اهل هذا الوطن، و طبيعته الخلابة و رغد عيش يوفر لهم، ثم لا تجد فيهم اي عرفان!!