2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

قبل سنوات تساءل أحد وزراء الاتصال عما إذا كان من الضروري الاستمرار في إنتاج برامج تهدف إلى إضحاك المغاربة في رمضان، طالما أن الهدف لا يتحقق وهو الإضحاك والترفيه، حيث لا أحد يضحك من تلك البرامج، واليوم تطالعنا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأن دراما البكاء قد حققت أرقاما قياسية في المشاهدة، فما معنى ذلك ؟
إذا كانت دلالة الرغبة في إضحاك الناس في رمضان تتمثل في إحداث توازن مع المناخ الكئيب الذي تخلقه الدولة والمجتمع نهارا أيام رمضان، بتحويل شعيرة دينية إلى نظام عام تسلطي، حيث يسود العنف وسوء المعاملة والمزاج السيئ والهروب من العمل، وهي كلها مظاهر يختزلها المجتمع في كلمة “الترمضين”، فإن دلالة الدراما التلفزيونية الاجتماعية ذات الطابع البكائي تلقى رواجا ونجاحا في مختلف دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، لأنها تحقق لدى نسبة هامة من المواطنين الإفراج المطلوب عن الانعكاسات النفسية لأوضاع القهر الاجتماعي، فحيث تغيب العدالة ويشيع الظلم والتفاوت والفوارق الطبقية الفاحشة، وتزداد الأوضاع تأزما، يجد الناس ضالتهم في الدراما البكائية التي تنتصر للطبقات الفقيرة والمهمشة وتردّ الاعتبار للروابط التقليدية والتكافل الأسري أمام زحف الليبرالية المتوحشة على مكتسبات التحديث الهش والمؤجل.
السيناريست المصري الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة كانت له رؤية مغايرة، ففي “الراية البيضا” مثلا، كان يلقي بشخصياته في أتون الصراع والمواجهة عوض البكاء والمشاهد المؤثرة، لكن يبدو اليوم أن قوة الصمود لدى الفئات الهشة قد تراجعت بشكل كبير، بسبب الانتصار الساحق للأنظمة السياسية المهيمنة على كل المجالات، وانهزام قوى الممانعة الاجتماعية أمام احتكار السلطة والثروة والقيم.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.
الديانات عموما تعتمد اساسا على التسلط و هو ما جعلها ترتبط بالسياسة منذ القدم , الامم التي تحررت من سلطة الديانات نجحت في بناء انظمة ديمقراطية و بفضل ذلك نجحت في تطوير الانسان و الارتقاء به الى العيش الكريم عبر التقدم الفكري و الازدهار الاقتصادي و الاجتماعي … لا استغرب اذن من البؤس النفسي و الاجتماعي الذي تعيشه امتنا بعد ان ترسخ الفكر الظلامي الذي نجحت المؤامرة الداعشية في ترسيخه
من المواطن الذي يبكي ومما يبكي وما نوع البكاء؟ التعميم،او حصر البكاء في فئة من الشعب،يجعل كلامك ولا اقول تحليلا،يجانبه الصواب!!
الموضوع يحتاج متخصصين في التحليل النفسي وفي التحليل الإجتماعي وتخصصات أخرى حتى يستقيم الإستنتاج.
ان تذكر البكاء وتربطه بالأوضاع الإجتماعية والسلطة بهذه البساطة ،ينم عن الترامي على تخصصات لا تملك ناصيتها،او غاية لغرض مضمر جعلت واجهته ما دبجته!!