لماذا وإلى أين ؟

هل توقف أزمة سبتة تدفق الغاز الجزائري نحو إسبانيا عبر المغرب؟

بلغت الأزمة السياسية بين المغرب وإسبانيا حالة من التوتر غير مسبوقة في تاريخ علاقاتهما الثنائية، بعدما قامت إسبانيا باستقبال زعيم جبهة البوليساريو في ترابها للتداوي، في حركة دبلوماسية اعتبرها المغرب مستفزة لدرجة استدعائه سفيرته من الجارة الشمالية.

هذا التوتر الحاصل والذي مازالت آفاق طيه ضبابية، صار مفتوحا على جميع واجهات الضغط غير الدبلوماسي، والذي قد يصل إلى أبعاد اقتصادية تؤزم من العلاقات الإقليمية بين ثلاث قوى إقليمية في شمال إفريقيا والجنوب الأوربي هي المغرب والجزائر وإسبانيا.

فبعد ثبوت تورط 4 جنرالات من الجزائر في عملية تهريب إبراهيم غالي، وهو ما أثبته تصريح زعيم البوليساريو، حين رفض تسلم استدعائه من قبل القضاء الإسباني إلى حين استشارة السفارة الجزائرية، وبعدما أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الشركات الجزائرية بقطع جميع علاقاتها مع نظيراتها المغربية، فإن التصعيد القادم قد يشمل جوانب أكثر حساسية، ما قد يدفع المغرب لتوجيه ضربة واحدة تؤذي الجانبين الجزائري والإسباني.

وتفتح الأزمة الحالية بين المغرب وإسبانيا المجال أمام احتمال لجوء المغرب إلى تصعيد اقتصادي، يهدف إلى إلغاء تجديد اتفاق خط أنابيب الغاز الطبيعي الذي يزود إسبانيا قادما من الجزائر عبر التراب المغرب، والذي بقي على انتهائه(الاتفاق) 4 أشهر من الآن.

وفي هذا السياق، أكد أستاذ العلاقات الدولية، عصام العروسي، على أنه “إذا كان هناك اتفاق مسبق وقائم، فيجب احترامه، وفي نفس الوقت هو موضوع اقتصادي، وهو يكون ناتج أساسا عن اتفاق ثلاثي بين المغرب وإسبانيا والجزائر، والتصعيد هنا يختلف”.

وأوضح العروسي، أنه “إذا كان السماح لآلاف المهاجرين، منهم قاصرين، بالمرور نحو سبتة المحتلة، فالمسألة ربما تقاس بمقياس الكيل بمكيالين، إذا كانت إسبانيا سمحت وخرقت القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات الدولية المعمول بها عالميا، وسمحت لشخص ابراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، بالدخول بهوية مزيفة، فكان للمغرب أن سمح لنفسه أن يستخدم نفس الآليات، والتي تعد غير دبلوماسية وغير مشروعة في القانون الدولي وسمح بمرور الآلاف، وكما نقول هاته بمقابل تلك”.

ويرى لعروسي، أن “هذا التصعيد قد لا يشمل الجانب الاقتصادي، وقد لا يصل إلى مستوى وقف اتفاق أنبوب الغاز”، موردا أن “إسبانيا من خلال تصريحاتها الأخيرة فهمت الرسالة المغربية”.

وشدد المتحدث على أن “وزيرة الخارجية الإسبانية تصرفت بسلوك إنفرادي، ليس له علاقة بباقي المؤسسات، حيث أن مؤسسات الجيش الإسباني لم تكن على علم بالقرار الذي اتخذته وزيرة الخارجية بالسماح لإبراهيم غالي بالدخول بتلك الطريقة، فحتى في إسبانيا ليس هناك قرار موحد بخصوص هذه الأزمة”.

ولفت لعروسي الانتباه إلى أن “إسبانيا مازالت تسود في مؤسساتها عقلية استعمارية، ومازالت تتعامل بها مع المغرب وتحتمي بالاتحاد الأوربي، باعتباره تكتلا إقليميا تلجأ إليه إسبانيا وباقي الدول المكونة له”.

موردا أن المغرب “تتعامل مع إسبانيا بشكل منفرد وليس باعتبارها دولة من داخل الاتحاد الأوربي، لأن المغرب يميز هذه الأشياء، وهي فرصة ليقوم الاتحاد بمراجعة اتفاق الهجرة مع المغرب خاصة أن 300 مليون يورو في السنة، كما جاء على لسان وزير الخارجية المغربية، فهي لا تغطي سوى 20 في المائة، وبالتالي فالمرغب لن يظل يشتغل كدركي لإسبانيا وأوروبا”.

وخلص لعروسي إلى أن “هذا التوتر الحاصل غير محتمل أن يشمل التصعيد فيه اتفاق اقتصادي قائم بذاته، لأن هذه المسألة فيها تراضي بين المغرب وإسبانيا والجزائر بمرور الأنبوب الغاز من المغرب”.

مشددا على أن “رسالة المغرب ربما وصلت وخيوط التهدئة بدأت تجتمع في نهاية المطاف، ليس لإنهاء التوتر، ولكن على الأقل للوصول إلى تهدئة كما حصل في الأزمات السابقة بين المغرب وإسبانيا.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x