لماذا وإلى أين ؟

بوريطة: ماذا كان رد فعل إسبانيا لو تم استقبال شخصية انفصالية إسبانية داخل القصر الملكي المغربي؟

يبدو أن منهج “تلطيف” الخطاب الذي نهجه المسؤولين الاسبان خلال الفترة الاخيرة، لم يشفع لهم في إنهاء الازمة الدبلوماسية التي تشهدها العلاقات المغربية الاسبانية التي تفجرت بعد استقبال مدريد زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية من أجل العلاج في أحد المستشفيات العمومية بهوية مزورة.

وحيث غيرت إسبانيا من لهجتها اتجاه المغرب، ما تزال هذه الاخيرة تطالب الحكومة الاسبانية بـ”رد مقنع ومرضي” بشأن قرارها السماح للإنفصالي غالي بدخول ترابها بهوية مزورة، وهو الامر الذي يراه المغرب “دعما من طرف الاسبان للنزعة الانفصالية بالجنوب المغربي، حيث قال بلاغ صادر عن وزارة الخارجية المغربية إن “جذور المشكلة هي مسألة ثقة كُسرت بين الشركاء. حيث أن جذور الأزمة هي مسألة دوافع إسبانية معادية فيما يتعلق بالصحراء التي تعتبر مقدسة لدى الشعب المغربي”.

واعتبر البلاغ الذي كان شديد اللهجة، بأن الازمة بين البلدين ليست مرتبطة بالضرورة بقضية الرجل (في إشارة إلى غالي). ولا تبدأ بوصوله ولن تنتهي برحيله، وإنما هي قصة ثقة واحترام متبادل محطمة بين المغرب وإسبانيا، وهذا اختبار لمصداقية الشراكة بين البلدين”، متسرسلا “وإذا كانت الأزمة لا تنتهي بدون ظهور من يسمى “غالي”، فلا يمكن حلها بالاستماع وحده. حيث أن توقعات المغرب المشروعة تتجاوز ذلك”.

وشددت الخارجية المغربية، على أن “هذه القضية كشفت المواقف العدائية والاستراتيجيات المعادية لإسبانيا اتجاه قضية الصحراء المغربية، وكشفت تواطؤ جارنا الشمالي مع خصوم المملكة لتقويض وحدة أراضي المغرب، متسائلة “كيف يمكن للمغرب أن يثق بإسبانيا مرة أخرى؟ كيف أن إسبانيا لن تتآمر مرة أخرى مع أعداء المملكة؟ كيف تستعيد الثقة بعد هذا الخطأ الجسيم؟ ما هي ضمانات الموثوقة التي يتمتع بها المغرب حتى الآن؟ في الواقع، يتعلق الأمر بطرح السؤال الأساسي؛ ما الذي تريده إسبانيا حقًا؟”

وذكر البلاغ الذي توصلت “آشكاين” بنسخة منه، إسبانيا بالنزعة الانفصالية باقليم كتالونيا، بالقول “لم يستغل المغرب أبداً النزعة الانفصالية، ولم يعتمدها أبدًا ورقة في علاقاته الدولية؛ خاصة مع جيرانه، حيث كانت سياسة المغرب اتجاه إسبانيا على الدوام واضحة وضوح الشمس. وخلال الأزمة الكاتالونية، لم يختر المغرب الحياد. لقد كان من أوائل الذين وقفوا بحزم ووضوح وقوة إلى جانب وحدة الأراضي والوحدة الوطنية لجاره في الشمال”.

وتساءلت وزارة “بوريطة”، “ماذا كان رد فعل إسبانيا لو تم استقبال شخصية انفصالية إسبانية داخل القصر الملكي المغربي؟ وماذا كان سيكون رد فعل إسبانيا إذا تم استقبال هذا الرقم علنًا ورسميًا من قبل حليفها الاستراتيجي وشريكها التجاري المهم وأقرب جار لها من الجنوب؟ مشددة على أن المغرب كان دائما يرفض استقبال وفود من إقليم كتالونيا كما حدث سنتي 2012 و2017.

وخلص المصدر ذاته، إلى أن المغرب ليس لديه مشكلة مع الشعب الإسباني والعاملين الاقتصاديين والفاعلين الثقافيين والسياح الذين يتم الترحيب بهم بحرارة كأصدقاء وجيران في المغرب، كيف لا وبعض المواطنين الإسبان يعملون في القصر الملكي المغربي قبل فترة طويلة من ولادة الملك وأصحاب السمو الملكي والأمراء والأميرات. وهذا يعني إلى أي مدى لا يتخلى المغرب عن كثافة وصلابة الروابط الإنسانية بين المغرب وإسبانيا، مردفا أن المغرب سيبقى مرتبطا بعلاقات الصداقة الطبيعية والحقيقية مع الشعب الإسباني”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
أنا
المعلق(ة)
31 مايو 2021 16:13

للعلاج نعم ..ماالمشكلة ؟ + هل المملكة المغربية تحتضن ملايين المهاجرين الإسبان بمساعدتهم في الشغل والسكن و..و.. ؟؟ لا مقارنة …

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x