لماذا وإلى أين ؟

تفاصيل “صفقة” شباط التي أعادته إلى المغرب لأداء هذه المهمة

في الوقت الذي كاد أن ينساه ساكنة فاس، وبعدما اختفى عن المشهد السياسي المغربي قرابة الأربع سنوات، فجأة، أصبحت صفحات منصات التواصل الاجتماعي ومواقع إعلامية تغص بصوره، إنه حميد شباط، المعروف إعلاميا بـ”السيكليس الذي يعرف من أين تؤكل الكتف”.

شباط الذي انتقل من رتبة فقير جدا إلى رتبة غني جدا في ظرف وجيز، وتسلق السلم الطبقي بسرعة الضوء، غادر المغرب إلى وجهة غير معلومة، مباشرة بعد الخروج المذل من نافذة حزب “الاستقلال”، الذي دخله عبر بابه محمولا على أكتاف أتباع ٍ”جرو بيه الحصيرة” في آخر جولة من صراعه للبقاء حيا سياسيا، وقدموه وجبة دسمة للرجل القوي في ذات الحزب، حمدي ولد الرشيد، الذي فعل به ما شاء.

بعد أشهر عُلم مكان تواجد السياسي الذي في عهده أصبحت مدينة فاس، التي حكمها 12 سنة، الأولى مغربيا من حيت معدل الجريمة، وتبين أنه كان يتجول بين دول أوربية قبل أن يستقر به المقام في ألمانيا، بحُجة، ظاهريا، العلاج، فيما يرجح الكثيرون أن السبب هو “الهروب من المغرب خوفا من متابعات قضائيا والنبش في ملفات قد تٌسْكنُه سنوات وأعوام في السجن، لأنه “بحال لقرع فين ما ضربتيه يسيل دمو”.

طول سنوات “الهروب”، لم يزر شباط المغرب إلا مرة أو مرتين، قبل أن يُعلم، فجأة كذلك، أنه سيعود إلى المغرب، وأنه لن يعود إلى أوروبا، فمرضه زال، وهو مرض “الخوف من المتابعة القضائية”. فمن ضمن له ذلك؟ وما هو المقابل المطلوب منه تقديمه جراء هذه الخدمة؟

يقول مصدر عليم بدواليب السياسة في المغرب “والله ومكان شباط عندو ضمانات بأنه مغديش يتباع قضائيا لا رجع”، ويضيف ” ولكن هذه الضمانات ليست مجانية فمطلوب منه تقديم مقابل، ولن يقبل منه الفشل في المهمة التي أوكلت له”.

مصدرنا أكد أن شباط أجرى عدة اتصالات طيلة فترة مكوته/هروبه في أوروبا، وفهم أن وقوفه في وجه التيار لحظة طُلب منه النزول من قيادة حزب “الاستقلال” بعد انتهاء مهمته كـ”كلينكس” كما قال الراحل خالد الجامعي، كان خطأ جسيما، وطلب العفو والصفح عنه، وكرر عشرات المرات “أنا تايب لله، هذي والتوبة”، وتدخل أشخاص وازنين ليشفعوا له، بحجة أن الحاجة إليه ملحة في المرحلة من أجل محاصرة “البيجيدي” وانتزاع قلعة فاس من يدها”.

الصفقة حسب ذات المصدر، تقتضي “ألا يعود شباط للتنافس على منصب قيادي في الحزب أو هياكله الموازية، وأن يتحلى بالطاعة والولاء لمن أعادوه للمغرب، والتنفيذ لما يقره الحزب وأقويائه، و”ميزيدش من راسو” فيما سيُكلف به من مهام”، بالإضافة إلى ذلك “مهمة شباط تقتضي “طحن” البيجيدي بفاس، وسحب العمودية من بين يديه، سواء من خلال اكتساح انتخابي باللعب على أخطاء اليزمي الإدريسي في تسيير المدينة وتحريك قلاعه الانتخابية بكل الوسائل، أو من خلال عقد تحالفات قَبْلية تحاصر “المصباح” في حالة ما تقدم نتائج الاستحقاقات المحلية بالمدينة، بالإضافة إلى العمل على تقليص عدد المقاعد البرلمانية التي يحتمل أن يحصل عليها إخوان العثماني بدائرة فاس والنواحي.

محدثنا قدم دلائل على ما قاله بخصوص صفقة شباط، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، أن “السيكليس” لبس وزرته بمجرد ما وطأت قدماه أرض المغرب، وشُرعت أمامه الأبواب من أجل أداء مهمته، فصار يجوب الدروب والأزقة، ويعانق المارة، ويمازح الصغار ويجالس الكبار، ويعقد التجمعات، ويجري المقابلات الإعلامية، ويتردد على مقاهي النخبة، ومطاعم الفقراء … ، وكل هذا في خرق للتدابير الاحترازية المتخذة من قبل السلطات لمجابهة كورونا، حيت ملأت فيدوهاته وصوره وهو يعانق الناس بدون كمامة، ويجتمع معهم في حشود بدون تباعد، (ملأت) الصفحات الاجتماعية، إذ لم يعد خائفا من أن “تقتله” كورونا لكونه صاحب “مرض مزمن” دفعه إلى المكوت في خارج المغرب لسنوات، فعلته الحقيقية كشفت، وورقة التوت عن سوأته سقطت.

فهل استوعب شباط الدرس وسيعمل بكل قوته للنجاح في مهمته للنجاة من متابعته؟ للقصة بقية

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

11 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مريمرين
المعلق(ة)
الرد على  ابو زيد
4 يونيو 2021 14:30

إذا كان السيد شباط مذنبا فتجب متابعته فضائيا . أما القايضة
الواردة في المقال إذا كانت حقيقية فهذا هو البغاء السياسي بعينه .

محمد
المعلق(ة)
الرد على  متتبع
4 يونيو 2021 08:58

تعليقي هو أنه ليس لدي تعليق no comment

ابو زيد
المعلق(ة)
3 يونيو 2021 23:02

لهذا السبب و غيره، لم يبد الشارع اي تفاؤل بالنمودج التنموي الجديد..
كيف نيني على أسس فاسدة ؟!
كيف تدور عجلة التنمية دون ان ينخرط فيها محركها؟! المواطن طبعا!!

محمد أيوب
المعلق(ة)
الرد على  اليزيدي
3 يونيو 2021 23:02

عين الصواب:
ما جاء في تعليق السيد اليزيدي هو عين الصواب تماما حسب رأيي…فالمشهد السياسي ببلدنا في قمة البؤس فعلا وواقعا…فإذا كان شباط له ملفات سوداء فلماذا لا يتابع قضائيا؟وهل إمكانية إسقاطه او لجمه لدكان المصباح تسمح لأم الوزارات والقضاء بالتغاضي عن مساءلته؟اين هي إذن شعارات دولة الحق والقانون ومحاربة الفساد والارتشاء؟…فعلا:بلدنا مليء باللصوص وناهبي المال العام والفاسدين وهم جميعا خارج المساءلة القانونية،بل يتم العفو عليهم اذا ما تمت”متابعتهم”…انطلاقا من هذا لا أرى أية إيجابية في:”النموذج التنموي الجديد”الذي طبل له الريعيون والانتهزيون والوصوليون ومستغلي السلطة والنفوذ من نخبتنا المتعفنة…فما لم تتم عملية ترسيخ ديموقراطية حقيقية تقطع مع ممارسات الريع والجمع بين السلطة والمال فلن ينجح أي نموذج تنموي في تغيير حياة المهمشين نحو الافضل…سيزداد الفقير فقراء مقابل تنامي ثروات الاغنياء…وكل نموذج والبؤساء في بؤسهم سواء كان شباط أو غيره…

kamal
المعلق(ة)
3 يونيو 2021 20:58

المشكل ليس في شباط فهو رخيص المشكل في الدي أعطاه الضوء الأخضربعدم المتابعة ،أن تستعمل فاسدآ لتطيح بغبي هدا يسمى الدعارة السياسية

متتبع
المعلق(ة)
3 يونيو 2021 20:22

اذا كنا نكره كل وجوه ااسياسة الحالية في البلاد ومع دلك قد يصوت عليهم البعض لاسباب اما الحزب الذي سيرشح شباط فانه يعتبر حزبا خائنا ومن صوت عليه من المواطين يعتبر مكلخ وبليد. كيف لشخص ضحك على صوتوا عليه بمجرد ما فاز بالمقعد اعطاهم الصبع والتحق بتركيا واليوم عاد ودون حياء يريد الضحك على الناس من جديد. الطنز العكري ياولدي

مواطن
المعلق(ة)
3 يونيو 2021 19:59

الله اينعال السياسة والكلاب اديالها.

مواطن مغربي
المعلق(ة)
3 يونيو 2021 19:57

لماذا نفس الوجوه الذابلة هل المغرب غير ولاد وغير معطاء هل اندثرت الكفاءات لماذا نعيش على الاطلال .يجب القطع مع القدامى

اليزيدي
المعلق(ة)
3 يونيو 2021 19:32

تحليل بعيد عن الحقيقة،وكأن شباط بيده-خاتم سيدنا سليمان-،لذلك فالذي يحمي هذا الكائن الذي-نسيه غالبية المغاربة-هي :أم الوزارات ولا أحد غيرها،فهي -الى اليوم-تتحكم في المشهد المغربي البئيس،علما أن غالبية ساكنة فاس -يكرهون ذلك الكائن-،ثم أين دور القضاء ،اذا كان بالفعل،قد اختلس المال العام؟وأين -دولة الحق والقانون-؟علما أنه ليس الوحيد من -احتمال-كونه لصا،فالمغرب -ولله الحمد ملئ باللصوص والبلطجية-،مستغلين غياب -ربط المسؤولية بالمحاسبة-،وسيادة الريع والفساد،والنصب والاحتيال من الصغير الى الكبير،،،والخلاصة،أن هذا الكائن سيبقى جاثما على أعناق غالبية المغاربة ،مسنودا من جهة معينة ،تسعى-وبشكل دؤوب- أن يبقى الوضع المغربي دون تغيير أو اصلاح ،الى أجل غير مسمى…

محمد
المعلق(ة)
3 يونيو 2021 19:24

كلام فضفاض .

Ali
المعلق(ة)
3 يونيو 2021 19:18

Zorroïser le sergent Garcia est une comédie à battre tous les records.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

11
0
أضف تعليقكx
()
x