سخط عارم وسط الجالية بسبب رفع أسعار كراء السيارات لمستويات خيالية

أضحى المثل القائل “مصائب قوم عند قوم فوائد” منطبقا على عدد كبير من وكالات كراء السيارات بالمغرب خاصة بعد الالتفاتة التي أولاها الملك محمد السادس للجالية المغربية المقيمة بالخارج والذي أمر بنقل مغاربة العالم بأسعار معقولة حتى يستفيدوا من العطلة الصيفية بجانب الأهل والأقارب.

ففي الوقت الذي توجب على وكالات كراء السيارات التضامن مع باقي فئات الشعب، فضل هؤلاء رفع الاسعار إلى ما يزيد عن 150 % أو أكثر، الشيء الذي أثار امتعاض عدد كبير من مغاربة العالم الذين اعتادوا على كراء السيارات فور وصولهم لمطارات المملكة ليسهل عليهم السفر وقضاء العطلة والاستجمام في مختلف مناطق المغرب.

“آشكاين”، بادرت إلى استفسار عدد من أرباب وكالات كراء السيارات فكانت الصدمة أن الاسعار تجاوزت الضعف لدى العديد من الوكالات، فمثلا بالنسبة للسيارات الاقتصادية الصغيرة، كانت الاسعار تتراوح ما بين 150 و 200 درهما لتصبح الآن 350 إلى 500 درهم لليوم الواحد مهما كانت مدة كراء السيارة.

ويعزو أرباب وكالات كراء السيارات هذا الارتفاع، وفقا لتصريحاتهم، إلى كونهم تضرروا من فترة الحجر الصحي السنة الفارطة، محاولين استغلال ظرفية قدوم مغاربة العالم بكثرة من أجل فرض الامر الواقع واعتماد تسعيرات مرتفعة جدا لتدارك خسارات العام الماضي.

لكن هذا الاجراء يضرب عرض الحائط مبدأ التكافل والتضامن الذي يفترض أن يحدث بين فئات الشعب لكون أزمة وباء كورونا قد شملت كافة المجالات بدون استثناء، كما أن ما أقدمت عليه هذه الوكالات يتنافى مع التعليمات التي أعطاها ملك البلاد لكل القطاعات من أجل التعبئة الشاملة قصد النهوض بالاقتصاد الوطني بعد الركود الذي طاله جراء الوباء، وذلك بدءً بتسهيل مغاربة العمال وإنعاش القطاع السياحي و تخفيض رسوم النقل الجوي والبحري والسككي والفندقة.

ولا حديث بين مغاربة العالم وأمريكا على وجه الخصوص، إلا عن موضوع كراء السيارات حيث ينتظرون بشغف التفاتة الحكومة في شخص وزير النقل واللوحيستيك من أجل وضع حد للمضاربين بأسعار كراء السيارات واعتماد تعريفة موحدة ومعقولة تكون في متناول الجميع، كما هؤلاء أن تسود ثقافة التضامن عوض استغلال الفرص والازمات من أجل الاغتناء السريع ولو على جيوب المواطنين.