2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

نوال عايد الفاعوري*
لا أحد يسأل محدثه إنْ أخذ اللقاح الأميركي أو البريطاني. فلهذه اللقاحات أسماء محددة مثل «فايزر»، و«أسترازينيكا»، و«موديرنا»، و«جونسون آند جونسون»…
وحده لقاح «سينوفارم» يشار إليه ببلد المنشأ. اللقاح الصيني!
في بداية الوباء اذا كنت تسخر ان الصينيين “أكلوا الخفاش” كـ سبب للتفشي، فلا مشكلة في ذلك ولكن اذا قلت انه “تسرب من المختبر” فهذه معلومات مضللة وعنصرية ضد الصينيين!
حاليا ينشر نفس اعلام الديموقراطيين تقارير حول “فشل و عدم فعالية” لقاح شركة سينوفارم دون الاستناد لادلة أو دراسات ويصفه بالـ ( اللقاح الصيني ) وهذه طبعا ليست عنصرية ومعلومات مضللة ولكن اذا نشرت رأي سلبي حول فايزر او موديرنا فهي “معلومات مضللة”
طبعا، هنا قد ترتبك يا عزيزي وتسألني.. ماذا يعني ذلك ؟ هل يدافعون عن الصين او يحاربون الصين ؟
الاجابة ببساطة لا ذلك ولا ذاك.. هم مجرد يؤدون دورهم في الدفاع عن بايدن وسياساته وجماعته ورجال اعمال الحزب الديموقراطي الذي يمولهم!
لو قلت ان الفيروس “تسرب من المختبر” فهي عنصرية ومعلومات مضللة لان ادارة اوباما ( ونائبه بايدن ) دعمت الابحاث في مختبر ووهان وتحديداً فاوتشي الذي قدم تمويلاً لابحاث الخفافيش من اموال دافعي الضرائب الامريكيين وهذا ما اعترف به بنفسه ولكن اذا قلت ان الصينيين “أكلوا الخفاش” فلا علاقة لامريكا بذلك!
نفس الامر مع حاكم نيوريوك الديموقراطي كومو الذي قال بعد ترخيص لقاح فايزر في عهد ترامب بأنه لا يثق في ادارة الغذاء والدواء الامريكية ويجب ان يتشكك الامريكيين في اللقاح وبعد وصول بايدن اصبح اكثر شخص يدافع عن اللقاحات لتحقيق هدف بايدن!
و حاليا من مصلحة الديموقراطيين تشويه سمعة اللقاح الصيني بين الشعوب والدول لان الصين اذا استطاعت ارساله للكثير من الدول فسوف يخدمها فيما يسمى “دبلوماسية اللقاح” حيث تستطيع التأثير على الدول المتلقية للقاحات وطبعاً من مصلحة الديموقراطيين ان هذه الدول تنتظر عطف و تبرع بايدن بلقاح فايزر حتى يكون التأثير لادارته وليس الصين وفي نفس الوقت الترويج لفايزر وحظر اي رأي سلبي ضده!
طبعا انا شخص متفهم السياسة ولذلك لا استغرب ولكن الخطير هنا ان هناك دول فقيرة لا تملك الا اللقاح الصيني وهذا الواقع بعدما تأخر بايدن في اعلان تبرعه باللقاحات وبالتالي استخدام تلك المنصات البارزة لتشويه اللقاح دون اي ادلة او دراسات دقيقة قد يجعل الناس لا تحصل عليه ما قد يؤدي لخطر تعرضهم لاعراض خطيرة من الفيروس او وفاتهم في هذه الدول او زيادة التفشي لحساب مكاسب سياسية!
عندما كانت الامارات والبحرين ودول اخرى قد وصلت لتطعيم 55% من السكان وارتفعت الحالات.. ذهبت بعض وسائل الاعلام منها واشنطن بوست لربط ذلك بدون اي ادلة باللقاح الصيني و “عدم فعاليته” وكتبت نيوريوك تايمز : “لقد اعتمدوا على اللقاحات الصينية. الآن هم يقاتلون تفشي المرض”.. نفس وسائل الاعلام تحرض على حظر اي شخص يتحدث عن لقاح فايزر بصورة سلبية وتصف حديثه بالمعلومات المضللة!
حينها عندما سألني بعض الاصدقاء.. قلت انه لا يمكن اصدار رأي نهائي في امر علمي شائك جدا ومعقد بهذه الطريقة بدون ادلة ويجب الانتظار ومراقبة كل العوامل حتى الحصول على ادلة ودراسات واضحة.
بالأمس بريطانيا سجلت 26 الف حالة اصابة وهو الرقم الاعلى منذ يناير. 67% من البريطانيين حصلوا على الأقل على الجرعة الاولى من لقاح استرازينكا ! هل هذا يعني ان لقاح استرازينكا لا يعمل ؟ وهل تستطيع ان تكتب الآن نيوريوك تايمز نفس العنوان ( لقد اعتمدوا على اللقاح البريطاني ) ؟
طبعا ليس دفاع عن اللقاح الصيني وحصلت شخصياً على فايزر ولكن لا يمكن ان تصدر حكم بهذه الطريقة دون ادلة و دون دراسة العديد من العوامل الاخرى ومنها متحور “دلتا” وتشكك الناس في دول فقيرة لا تملك بدائل في اللقاح الوحيد المتوفر لديهم، ما قد يؤدي لامتناعهم عن اللقاح وبالتالي زيادة احتمال اصابتهم بالفيروس وتعرضهم للخطر!
كاتبة اردنية*
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.
كل اللقاحات بدون إستثناء سموم لا جدوى منها والهدف من تنافس الدول في تلقيح شعوبها سيظهر قريبا لكن الإعلام كعادته سيلعب دورا كبيرا في السحر والتمويه وكأن شيئا لم يكن قطعان السيل إلى زوال والحرب الحقيقية لم تبدأ بعد
لايشك أحد في عداوة الغرب للصين،وهي عداوة تاريخية،ناتجة عن الاختلاف الايديولوجي بين الطرفين،وناتجة أيضا عن الصراع الاقتصادي،حيث أصبحت الصين مهيمنة على غالبية دول العالم بما في ذلك حلفاء الغرب،والحق يقال أن الصين-وأنا قد زرتها-أكثر تنظيما وحيوية من الدول الغربية التي تعيش -الفوضى الخلاقة-،ملبسة بالحريات المدغدغة لشعوبها ،والتي ساهمت في تفكيك كياناتها وهوياتها الاثنية والاسرية،اذ لايهمها سوى الربح ،في اطار رأسمالية -متوحشة-،تطحن كل ماحولها(دول العالم الثالث)،والصين أيضا تبحث عن الاسواق ،ولكن بشكل براغماتي وعقلاني و(جدلي)،وما يسجل عن الصين أن حواضرها منظمة،خاضعة للقوانين،كما أن ساكنتها أكثر انضباطا ،فخيار الدولة شمولي،وليس -ديموقراطي-،شكلي ،فالمواطن ملتزم بواجباته ،عكس الشعوب الغربية التي -تفعل ماتريد-،دون الالتزام بقواعد انسانية ،اما بشأن التلقيح ،فالامر لايعدو ان يكون منافسة-شرسة-بين اللوبيين والمستثمرين ،فهي حرب اقتصادية ،ليس الا…
الصين هي خصم وعدو استراتيجي للغرب عموما وامريكا وبريطانيا خاصة. فامريكا مثلا لن تبيع الصين طائرات اف ٣٥ او باتريوت، بل ان قضية هواوي اكبر مثال. مشكلة الصين هي انها من رسخت في الذهن رداءة منتجاتها وهو ما يلعب عليه خصومها حاليا.
ثم حتى الآن لم تخرج الصين وتعلن نسبة فعالية لقاحيها حتى الآن. ومع ذلك اعتقد ان سينوفارم افضل من استرازينكا لأنه لو كان سينوفارم غير صالح فإن الغرب سيثبت ذلك.