2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
عندما يثور التيجيني ضد قيم التخلف داخل المجتمع المغربي

عبر الإعلامي محمد التيجيني، عن أسفه الشديد وحزنه العميق، من التصرف الذي بدر عن أستاذ خريكة، حين انهال بالضرب المبرح على تلميذته بطريقة هستيرية ووحشية، مُثنيا على وزارة التربية الوطنية التي سارعت إلى توقيف الأستاذ المعني، وكذا على السلطات التي قامت باعتقاله بعد تفجر الموضوع عبر شريط فيديو.
كما تأسف التيجيني في هذه الإفتتاحية، من الموقف الصادر عن مجموعة من الأساتذة الذين تضامنوا مع زميلهم، رغم المشاهد الصادمة التي تظهر في الفيديو، ورغم أن الضحية تلميذة، كان من المفترض أن يتعامل معها الأستاذ الذي قيل إنه قضى 30 سنة من العمل في هذا المجال، بطريقة تربوية وفقا للتكوين والمعارف التي اكتسبها الأستاذ سواء خلال مساره المهني أو خلال التكوينات التي أجراها.
واستغرب التيجيني أيضا، من تجييش العديد من التلاميذ والزج بهم في صراع يمكن أن يتحول إلى صراع سياسي، للإحتجاج أمام المحكمة والمطالبة بإطلاق سراح الأستاذ، مما يعني أن هناك شرعنة للعنف ومرضية وصل لها المجتمع المغربي، حيث أصبحت الضحية هي الجلاد، وذلك بعد أن أصبح بعض الأساتذة والأطر التربوية ضد التلميذة التي تعرضت للإعتداء.
ورد التيجيني على من يقول بأن اعتقال الأستاذ ليس في محله وبأن هذا الأخير مشهود له بالتفاني في عمله، حيث أكد على أنه يمكن لشخص أن يكون متفانيا في عمله، فيقوم في يوم من الأيام باغتصاب طفل، مشيرا إلى أن ما وقع لهذه التلميذة هو اغتصاب من نوع آخر، حيث تلقت وابلا من الضرب كان من الممكن أن يتسبب لها في عاهة مستديمة أو نزيف حاد، إضافة إلى التشويه المجتمعي الذي تعرضت له والذي سيأثر على شخصيتها وعلى مستقبلها لا محالة.
ووضع المتحدث فرضيتين حول هذا الأستاذ، هما؛ إما أنه إنسان مريض نفسيا يجب معالجته من قبل مختصين في الميدان، وإما أنه في كامل قواه العقلية مما يستوجب توقيفه وتطبيق الإجراءات القانونية في حقه، حماية للتلاميذ وللمجتمع، محملا التيجيني، وزارة التربية الوطنية كامل المسؤولية إذا سمحت للأستاذ بالعودة للعمل.
“مجتمعنا مريض”، يقول التيجيني، ويضيف، “كيف يعقل أن يتم التهديد بالإضراب عن العمل تضامنا مع شخص اعتدى على تلميذة بشكل عنيف،هستيري، وصادم؟”، وقال في هذا الصدد، مخاطبا بعض الأساتذة المتعاطفين معه:” نراكم دائما تدافعون عن زملائكم المعنفين من طرف بعض التلاميذ، وهذا أمر طبيعي وضروري، لكن عندما يقوم هؤلاء الأساتذة بمثل هذه الأفعال الشنيعة في حق التلاميذ، لا نسمع صوتكم”.
وعرج التيجيني أيضا، للحديث عن الضغوطات التي تعرضت لها التلميذة من أجل التنازل عن متابعة الأستاذ الذي عنفها، مستغربا من أن التلميذة التي كادت أن تفقد حياتها على يد الأستاذ، بادرت إلى التنازل تحت ضغط المجتمع، وتقديم الورود له، مشيرا إلى أن مِثل هذه التلميذة في المجتمعات التي تحترم نفسها، سوف تحظى بتضامن جميع الفئات بدون استثناء. وشدد المتحدث، في ذات الإفتتاحية، على أن الطريقة التي تم بها تبرير اعتداء الأستاذ على التلميذة، يمكن أيضا أن نبرر بها تعنيف رجال الأمن للمحتجين والموضفين للمرتفقين…إلخ
ولم يفت صاحب الإفتتاحية، أن يستنكر الشغب المدرسي وداخل الأقسام من قبل بعض التلاميذ المشاغبين وأن يذكر بتضامنه مع رجال ونساء التعليم والدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية وخاصة عندما تعرض بعضهم لعنف بعض التلاميذ، حيث ذكر التيجيني بأنه كان دائما بجانبهم، معتبرا أن أستاذ خريبكة هذا، لا يمثل بطبيعة الحال أسرة التعليم ولا يشرفها.