لماذا وإلى أين ؟

الحب والغرام وهاجس الهجرة وراء انتحار شاب وسط الرباط

الساعة كانت تشير إلى حوالي 11.30 ليلا من مساء يوم أمس الخميس 24 ماي، ثوانٍ معدودات حتى ترآى للمارة العابريين لتقاطع شارع “لكزا”، وشارع “سيدي فاتح” وسط المدينة القديمة للرباط جسم يهوي من الطابق الثالث لبناية سكينة قديمة ويرتطم بالأرض، في مشهد مرعب، علا فيه الصراخ والعويل، وبعد لحظات قليلة أخرى علم أبناء الحي أن الأمر يتعلق بانتحار إبن “حومتهم”.

وحسب ما استقته “آشكاين” من بعض أفراد أسرته، فإن الهالك يدعى “محمد .م”من مواليد 1989 حاصل على مستوى الباكالوريا، أقدم على وضع حد لحياته بسبب مجموعة من الضغوطات النفسية والأسرية التي كان يعيش فيها بالإضافة إلى عدم قدرته إلى السفر خارج المغرب للقاء إحدى الفتيات التي كانت تجمعه بها علاقة غرامية، تعرف عليها رفقة أبناء خالته الذي يقطنون خارج المغرب أيضا.

ويحكي ابن عم الهالك في حديث لـ “آشكاين” وهو الذي تجمعه علاقة قريبة جدا بالهالك، حيث كان يعتبره شقيقه الأكبر، أن هذا الأخير كان يحس بـ”الحكرة ” بسبب نجاح أبناء خالته الذين تربى معهم في وسط أسري متوسط الدخل، في الهجرة نحو أوروبا، في الوقت الذي كان يعاني فيه من البطالة، وقلة المدخول الذي لم يستطع بسبب ظروفه الإلتحاق بهم، حسب تصريح ابن عمه.

ويضيف الشاهد على الحادثة وأقرب أصدقاء الهالك، أنه عكس ما كان يروج فهو لم ينجح في أية مباراة لولوج سلك الأمن، كما أنه لم ينحج في أي مباراة من المباريات الكثيرة التي امتحن فيها من أجل الولوج إلى مهن مختلفة، فقد اشتغل في مجالات متعددة دون أن يستقر على مهنة محددة، وبالتالي فقد كان يعاني كثيرا مع البطالة .

ويسترسل ذات المتحدث، أن “ما زاد من تأزم وضعه في الأشهر القليلة الماضية هو تعرفه على إحدى الفتيات في الدولة التي يعيش فيها أبناء خالته، حيث ربط معها علاقة عاطفية عبر وسائط التواصل الاجتماعي، في محادثات مرة كانت جماعية رفقة أبناء عائلته هناك، ومرة كانت خاصة بينهما فقط، وبالتالي لم يجد أي سبيل للسفر إليها، ولا أي مساعدة من أفراد عائلته”.

وأمام هذا الوضع الذي كان فيه الهالك، وحيث أنه لم يجد أية طريقة مناسبة للوصول إلى الضفة الأخرى ، قرر إنهاء حياته في مشهد هز سكان أحياء “لكزا” و”سيدي فاتح” و”بوقرون” في المدينة العتيقة بالرباط، وفي ثامن أيام رمضان.

هذا وقد نقلت العناصر الأمنية التي حلت بعين المكان جثة الهالك إلى مستودع الأموات من أجل إجراء تشريح طبي، كما فتحت تحقيقا في الموضوع .

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x