لماذا وإلى أين ؟

هل يؤثر تحالف الأحزاب السياسية على إرادة المغاربة؟ .. خبير يجيب

قررت خمسة أحزاب سياسية في جهة درعة تافيلالت تشكيل تحالف سياسي لتدبير نتائج الغرف المهنية، لتسيير الجهة في الانتخابات المقبلة. وهو ما يثير إشكالية التحالفات بين الأحزاب السياسية وتأثيرها على إرادة الناخبين، الذي يصوتون أو يعاقبون أحزاب دون أخرى.

ففي الجماعات الترابية مثلا، يصوت أغلب المواطنين عقابا لحزب معين، فإذا بهم يجدونه مرة أخرى في الأغلبية من أجل تدبير أمورهم اليومية، وذلك من خلال التحالفات الحزبية التي تجرى عقب صدور النتائج، وهو ما يطرح إشكالية إرادة الناخبين بين التصويت العقابي والتحالفات الحزبية.

في هذا الصدد، قال المحلل السياسي؛ عصام العروسي، في تصريح لـ”آشكاين”، إن “مثل هذه التحالفات لا تحكمها قاعدة عامة وصريحة لتدبيرها، بقدر ما يتحكم فيها منطق سياسوي وحسابي محض، توزن بمنطق الربح والخسارة”، مشيرا “إلى أن هناك تحالفات كبرى شكلت لم تكن ممكنة منطقيا ولا إيديولوجيا، ومن بينها التحالف الحكومي الذي ضم التقدم والاشتراكية مع العدالة والتنمية”.

وأضاف العروسي، أن “العنصر الآخر الذي تفتقده هذه التحالفات هو التدبير الجماعي لها، حيث أن القرار بخصوصها لا يكون على الأغلب صادرا من القيادة الحزبية، بل ينفلت أحيانا من القيادة إلى الدوائر المحلية”، معتبرا “ذلك نتيجة حسابات محلية، ولا ينظر فيها للجانب الاديولوجي، كما أن التقارب يكون بناء على المصالح الشخصية، كما حصل من تقارب في بعض الدوائر المحلية، بين الاصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، أو الاتحاد الاشتراكي مع العدالة والتنمية، ما يعني أن مثل هذه التحالفات الجهوية والمحلية لا يحكمها منطق التحالفات الوطنية”.

وشدد المتحدث، على “أن مثل هذه التحالفات مسيئة للعمل الحزبي والسياسي، خاصة التي تكون غير منسجمة وغير متناغمة مع الرابط الحزبي والأيديولوجي، ومساعدة بشكل كبير على كبح توجه الشباب للعمل السياسي، والمشاركة السياسية، حينما يتحمسون للانخراط القوي والفعلي في أحزاب سياسية معينة، بدافع فكري أو سياسي إيديولوجي، ثم يجدون تلك الأحزاب وقد تحالفت مع حزب أو أحزاب متناقضة سياسيا وفكريا معها، من أجل تشكيل الحكومة أو أغلبيات في المجالس المحلية والجهوية”، لافتا “إلى أن من شأن ذلك تعميق أزمة الاحزاب السياسية والمشاركة السياسية بالمغرب”.

وختم المحلل السياسي بالقول “إن على الأحزاب السياسية أن تستحضر دورها في التنمية السياسية والتنشئة السياسية، وتبني تحالفاتها على ما هو برنامجي وسياسي، وليس بناء على أهداف ضيقة ومصلحية شخصية، وتقديم عرض سياسي وممارسة مقنعة للشباب وطموحاتهم وليس لممارسة تقبر أحلامهم وطموحاتهم”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x