2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

سعيد الغماز
بعد بضعة أسابيع ستحل الذكرى العشرين على أحداث 11 شتنبر 2001. كانت هذه الأحداث ذريعة للقوات الأمريكية للتدخل المباشر في أفغانستان للقضاء على العدو الذي يهدد الولايات المتحدة الأمريكية والمتمثل في الثلاثي : طالبان والقاعدة وداعش. تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية معلنة أنها ستبني أفغانستان وستعمل على تحقيق حياة أفضل للمواطن الأفغاني وذلك ببناء دولة قائمة على أساس التعددية والديمقراطية، وتدريب وتسليح الجيش الأفغاني لمواجهة قوات طالبان، وبناء دولة قوية بمؤسساتها وجيشها. بعد عشرين سنة، تهاوى الجيش الأفغاني أمام مقاتلي طالبان في أيام معدودات وكأنه لم يتلقى أي تدريب و أي تسليح. فهل كانت أمريكا تدرب وتسلح الجيش الأفغاني أم مقاتلي طالبان؟
السرعة الكبيرة التي استعادت بها طالبان المدن الكبرى ودخلت العاصمة كابول بسهولة، يستعصي على أي متتبع للشأن الأفغاني فهم ألغازه وحيثياته. فبعد عشرين سنة، وما صاحبها من ضربات موجعة لعناصر طالبان، واستعمال أحدث وأفتك الأسلحة، عادت طالبان أكثر قوة، وأكثر تسلحا وفرضت وجودها على جميع الفصائل الأفغانية، بل حتى على أمريكا والتحالف الدولي. ويبقى السؤال اللغز قائما ومحيرا: كيف بمقاتلين تحاصرهم كل دول العالم، ويواجهون تحالفا دوليا مشكلا من أقوى جيوش العالم بقيادة الولايات المتحدة وحلف الناتو، يستطيعون السطو على بلد في بضعة أيام؟
الأكيد أن هذه النتيجة التي حققتها قوات طالبان لا تحمل في طياتها فقط انتصارا لقوات معزولة دوليا على جيوش التحالف الدولي. فانتصار طالبان هو الوجه الظاهر من هذه المعركة، وحوار قادة طالبان مع أمريكا في الدوحة هو بداية تحول الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في بلد خمسة عقود من الحروب ومستعد ليعيش في زمن الحروب إلى ما لا نهاية، والانسحاب من أفغانستان بهذا الشكل المريب هو التطبيق العملي لهذه الاستراتيجية الأمريكية الجديدة. الموقع الجغرافي لأفغانستان يعتبر بالنسبة لأمريكا عمقا جيو-استراتيجيا مهما لمواجهة العدو الرئيسي لأمريكا المتمثل في المارد الصيني. فتحويل أفغانستان إلى بؤرة للتوتر ومَصدر لكل النزعات الطائفية والعقائدية والدينية والقبلية، هو السلاح الأمريكي الجديد لمواجهة أعدائها بأنجع الطرق وبأقل التكاليف.
بهذه الاستراتيجية الجديدة تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد حققت ربحا متعدد الأوجه. فمن جهة ستتخلص أمريكا من الميزانية الضخمة التي تصرفها يوميا على جيوشها في معركتها ضد طالبان، ومن جهة أخرى ستربح أمريكا سلاحا جديدا وتتوفر على ما يكفي من الأوراق بعد عشرين سنة على تواجدها في أفغانستان، للتحكم فيه وتوجيهه لمحاصرة أشرس أعدائها جمهورية الصين الشعبية التي تهدد جلوسها على عرش العالم. وبإمكان أمريكا استعمال هذا السلاح مع باقي أعدائها كإيران والاتحاد السوفياتي. فما لم تستطع أمريكا تحقيقه بتدخلها المباشر في أفغانستان، ستعمل على تحقيقه وهي خارجة عن المنطقة باستعمال الخيوط التي بنتها طيلة العشرين سنة من احتلالها لهذا البلد الذي يقف على حدود العدو الأول لأمريكا.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.
تحليل سطحي يرتكز على ان الولايات المتحدة و الغرب عموما يتحكمون في كل شيء. وهذه العقلية الانهزامية يجب تجاوزها.
من المؤكد أن (و.م.أ)،دأبت -من أجل الحفاض على مصالحها الاستعمارية-،الى تغيير خطتها وسياستها اتجاه أفغانستان،فقد ساندت النظام-الرجعي-السابق بكل الوسائل المتاحة،كما كانت في نفس الوقت تحارب -عن طريق النظام ذلك- حركة طالبان(الافغان ضد الافغان)،وهي وأدنابها من الدول الغربية وكثير من الدول العربية ،لذلك لم تكن تخسر ولو (دولارا واحدا)،الجميع يساهم ماليا واعلاميا،ولولجستيا،سياسة (و.م.أ)،تقادمت وحان الوقت لتغييرها باسقاط النظام الذي أسسته وساندته وساعدت على خروجه(مهربا ثروة الافغانيين)،ليحل محله -طالبان-التي ستساعدها أيضا(ففكرة الارهاب تجووزت)،فقد حان الوقت لتأسيس ومساندة فكر آخر،خدمة لمصالح الغرب بصفة عامة(فحتى مؤامرة كورونا ستصبح في خبر كان،بعد الارباح الطائلة المجناة من طرف شركات الادوية والتلقيح ،العملاقة)،وهذا الفكر الامريكي الجديد قد يغير موازين القوى عبر العالم اللاهث وراء الغرب،لانه يحمي الانظمة الرجعية جميعا وخاصة الانظمة العربية الفاسدة،أما الصين فهي تعمل بصمت،ولاأحد يستطيع كبح هيمنتها الاقتصادية والصناعية،كما أنها -أصبحت اليوم-القوة الاقتصادية الاولى بلامنازع،بفضل البحث العلمي والصناعي الحتيث،وبفضل شمولية نظامها البعيد عن الفوضى الخلاقة…
الطالبان اعلنوا ترحيبهم بالصين و تركيا واستثماراتهم في اعادة الاعمار.
الرسول ص يقول بأن هناك حرب بين المسلمين على عدو لهم من المشرق بدعم من بني الأصفر إذن إنتضروا حربا بين الصين وروسيا من جهة والمسلمين من جهة أخرى بدعم من الغرب.
أعتذر إذا قلت أن هذا التحليل لا يقوم على أساس من منطق أو دليل ، فهو اطلاق للكلام على عواهنه…
الاتحاد السوفياتي لازال قائما بالنسبة للكاتب.