لماذا وإلى أين ؟

إبداعات في زمن كورونا من خلف القضبان

عبد الإله شفيشو

اللجوء للكتابة

يقول الكاتب الراحل ” عبد الكبير الخطيبي ” : ( الشخص الذي يكتب هو أولا ذلك الشخص الذي لا يتكلم أثناء الكتابة ) .

رغم صعوبة الكتابة و الجهد النفسي الذي تتطلبه فقد وجدت أن المجال الوحيد الذي أستطيع أن أقول فيه ما أحسه و أعتقده بحرية هو الكتابة من خلالها أتحدى جميع القيود و الرقابة مراهنا على قراء محتملين سيتجاوبون مع ما أكتبه وهذا لا يعني طبعا أنني أعتمد الإستفزاز أو الإثارة .

الواقع أن لجوئي إلى الكتابة لأنني وجدتها مشدودة إلى ذاكرتي التي انطوت إلى جوانب كثيرة مسكوت عنها فقد جعلتها فسحة حقيقية لممارسة حريتي كما أنها شكل مرن يسعفني على الإنطلاق من رحلة البحث عن الذات و الإقتراب من الآخر و من المجتمع المتعدد اللغات و الخطابات ، فالكتابة متعددة الهوية بطبيعتها و لا ترضى بأن تسخر لأغراض يحددها الكاتب وحده .

هكذا وجدت نفسي و أنا أفكر في نشر هذه المقالات أعيش مغامرة ممتعة لأن الكتابة لم تكن لتستقيم بدون إدراك أبعادها فعندما أعدت كتابة هذه المقالات أحسست فعلا أن الكتابة تعيش داخل مسافات متنوعة ناتجة عن السياقات التي تصاغ فيها الآراء ، فالكتابة بقدر ما هي صيغة للحياة هي أيضا تعبير و تفاعل مع الواقع المعاش .

يصعب أن أكتب بدون أن توجهني أسئلة ضمنية أسعى إلى الإجابة عنها فأنا لما أكتب لا لإستنساخ ما هو قائم أو محاكاة ما أعيشه فدائما هنالك قسط واسع للتحليل و التحوير و على هذا النحو جاءت مقالاتي لأنني أحسست أن ما أكتبه يلتقط التجربة الحياتية موشومة بقليل من الإنكسار قياسا إلى آمال عريضة أحملها وأنا صوب الشيخوخة أمضي .

فبالنسبة لي المسافة الثقافية لا تقاس بالسنوات الحسابية فالأسئلة المطروحة تظل دوما بحاجة إلى المزيد من الـتأمل و التحليل و آمل أن تكون هذه المقالات تساهم على استرجاع بعض الأسئلة و الإجابات التي لها صلة بمعضلات الثقافة ببلادنا ، لا غرو أن القارئ سيجد بين ثنايا هته المقالات ما يثير فضوله نظرا لتنوع المواضيع و اقتضابها مما يجعلها محفزة أكثر فأكثر لأنها تمنح الشعور بعدم الملل كما أنها حبلى بكثير من الأحاسيس الانسانية المتنوعة .

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x