لماذا وإلى أين ؟

بصدد مادة التربية الإسلامية

أحمد عصيد*

الإجراءات التي أتت بها المذكرة الوزارية المعنية تتعلق بمكون المراقبة المستمرة في المستويات الانتقالية والمستويات الختامية للأسلاك التعليمية، وعدم إدراج مادة التربية الإسلامية في المراقبة المستمرة لهذه المستويات أمر يعود كما جاء في توضيح الوزارة إلى إدراج مادة التربية الإسلامية في هذه المستويات مع مادة اللغة العربية، حيث تأتي أسئلة التربية الإسلامية مذيلة لنص مع باقي الأسئلة الأخرى،

ويبدو أن التيار المحافظ يريد نوعا من الاستقلال للمادة الدينية، وفي رأيي أن الخطأ الأصلي الذي وقعت فيه الوزارة هو ذلك الربط غير التربوي بين مادة لغوية والتربية الدينية، ما أدى إلى تحويل مادة اللغة العربية إلى مادة دينية، وأضعف بالتالي مردوديتها وقابلية إتقانها،  بينما منهجية تدريس اللغات تعتمد النصوص الأدبية من شعر ونثر  وليس الدين، كما أن المطلوب من الدولة المغربية اليوم ليس دمج التربية الدينية مع العربية في المراقبة المستمرة لأي مستوى، ما دامت مادة تربوية مقررة وتدرس داخل الأقسام، بل المطلوب إعادة النظر في مضامينها وفلسفتها التي تتعارض في كثير من الأحيان مع العلم ومع مضامين تربوية في مواد أخرى مقررة في المدرسة المغربية، وأعتقد أن تقرير النموذج التنموي قد نبه إلى ذلك بوضوح وليس على الدولة إلا العمل بما جاء فيه فيما يخص مادة التربية الإسلامية وكيفية تدريسها.

والغريب أن أحد سفهاء السلفية نشر بأن مشكلة التربية الإسلامية آتية من إدراج الأمازيغية في التعليم، وأن هذه الأخيرة هي التي أخذت مكانة التربية الإسلامية وهذه غاية الجهل المؤدي إلى إثارة الفتنة،  فالأمازيغية موجودة قبل الإسلام في هذا البلد وهي لا تستجدي مكانة أحد بل لها مكانتها في الدولة وفي دستور البلاد باعتبارها لغة وثقافة رسمية مثل العربية تماما، ومن ينفخ في رماد لن يشعل نارا ولكن سيعمي فقط عينيه الكليلتين.

*كاتب وباحث أكاديمي وناشط حقوقي

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

8 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Simoulay
المعلق(ة)
21 سبتمبر 2021 19:59

Nous avons besoin de sciences, de technologie, de savoir utile pour avancer et se développer. Le reste n’est que débat stérile

مهاجر مغربي
المعلق(ة)
21 سبتمبر 2021 17:58

عندما يبدأ اغلبية المغاربة فهم فكر أحمد عصيد ويصبحون مساندين له فاعرف ان مستوى الوعي لدى المواطن قد تطور واننا اصبحنا نمشي على الخط الصحيح. لكن للاسف هذا سيتطلب اجيال تراكم الوعي وهذا لن يحدث في زمننا هذا.

الحسن
المعلق(ة)
الرد على  أبو ناب
21 سبتمبر 2021 11:52

اللهم أكف المغاربة شر هذا الصنف من البشر. ورد كيده في نحره.
كل همه الطعن في الثوابت الدينية للمملكة.
هذه نتائج فلسفة القشور!!!

مغربي
المعلق(ة)
21 سبتمبر 2021 09:26

أنت لا تفقه شيئا عن طريقة سير الامتحانات و تتحدث فقط لمهاجمة التربية الإسلامية ، أولا امتحان اللغة العربية لا علاقة له بامتحان التربية الإسلامية في المضمون ، العلاقة بينهما تكمن في أن التلميذ مطالب بإنجاز الامتحانين في نفس الفترة الزمنية التي هي ساعة و نصف ، امتحان اللغة العربية مستقل تماما عن التربية الإسلامية سواء في النص أو الأسئلة ، ثانيا أين هو تعارض مضامين التربية الإسلامية مع العلم ، كل الدروس المقررة تدعو إلى التحلي بالخصال الحميدة و من بينها طلب العلم و الاحترام و الإحسان و الصدق و التوحيد و النظافة و الاعتدال … و لكن كرهك للدين الإسلامي أعمى بصيرتك و طبع ( بضم الطاء ) على قلبك و جعل تفكيرك مسموما و تأكد أن سمك ستتجرعه لوحدك في الدنيا أولا فلن تنعم بحياة مطمئنة و ستندم يوم القيامة يوم لا ينفع الندم ” و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى “

أبو ناب
المعلق(ة)
21 سبتمبر 2021 07:45

“منهجية تدريس اللغات تعتمد النصوص الأدبية من شعر ونثر وليس الدين،” يا للغرابة، ألم ينزل القرآن بلسان عربي فصيح؟ ألا توجد كل المحسنات البديعية و الصور البلاغية في النص القرآني ؟ أعتقد ان العقلانية و التفكير النطقي تفرض على المرء التجرد و الحياد و الابتعاد عن كل ما هو ذاتي ، عاطفي اثناء التحليل و الاستقراء و الاستنباط.

شهم
المعلق(ة)
21 سبتمبر 2021 07:25

إن كان سلفي ضدك، فإعلم أنك على طريق العلم و الحق.

شريف راسو
المعلق(ة)
21 سبتمبر 2021 03:12

خاتمة المقال هو عنوان النص ،هؤلاء يدعون الاسلام فالاسلام بريء منهم(انا جعلناكم شعوبا وقباءلا لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) زعمى شفوني انا كندافع على الاسلام انتم اخوان ءازر،بلا ..الا من اتى الله بقلب سليم . مو توا بغيكم!!!!!!!!!!!!.

ابو زيد
المعلق(ة)
21 سبتمبر 2021 00:41

هو باحث اكاديمي ، مفكر و حقوقي!!
و من يدلي براي يمس هويته فهو سلفي و سفيه!!
و متى كان وصف سلفي اهانة؟!
اما سفيه فهي مفردة جديدة للغة الاكاديميين الجدد و متشدقي الحقوق…
عصيد كمواطن مغربي يتعمد مس شعور الاغلبية دون ردة فعل من القيمين على الاوقاف، لكن إماما امام بيت الوزير يهين و يزعج سعادته!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

8
0
أضف تعليقكx
()
x