2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يواصل الجيش المغربي إجراء تدريبات عسكرية مكثفة مع جيوش دول أخرى، في إطار الشراكات التي تربطه بهذه الأخيرة، كان آخرها تدريباته مع جيوش: الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا، وفرنسا.
تداريب نوعية على الحرب العصرية
وركزت التدريبات مع هذه الجيوش على التمرن على أحدث الآليات والتقنيات العسكرية، حيث شملت تدريباته مع الجيش الأمريكي، التي استمرت لأربعة أسابيع، الحماية من الذخائر المتفجرة، والتعامل مع إزالة الألغام وتخزين الذخائر ونقلها، علاوة على تدريبات أخرى لطيارين مغاربة على طائرة الهيليكوبتر الهجومية الأمريكية “أباتشي”، التي ستحصل عليها المملكة في إطار صفقة عسكرية جمعتها بواشنطن.

كما خضع عسكريون مغاربة لبرنامج تدريبي في تركيا خلال الأسابيع الماضية في إطار تسلم المغرب في منتصف شهر شتنبر الجاري، طلبية أولى من الطائرات التركية المقاتلة بدون طيار من طراز “بيرقدار تي بي 2”.
وشملت التداريب الأخيرة للجيش المغربي مع جيوش دول العالم أيضا، تمرين جو-بري بمنطقة ورزازات مع نظيره الفرنسي، في إطار تنزيل برنامج التعاون العسكري المغربي الفرنسي، والذي عرف مشاركة قوات متعددة من البلدين.

هذه التداريب التي شملت مختلف الآليات النوعية التي تشكل عاملا حاسما في ما بات يعرف بـ”الحروب العصرية”، يحلينا على التساؤل عن خلفياتها والرسائل الممكن استنباطها، خاصة أنها جاءت بشكل مترادف في وقت تشهد فيه المنطقة توترا ملحوظا، على الحدود الشرقية للبلاد مع الجارة الجزائر.
اكتساب التجربة من جيوش متمرسة
وأوضح الباحث في الشؤون السياسية والخبير العسكري المغربي، محمد شقير، أن “هذه التداريب العسكرية هي جزء من العمل العسكري الضروري في كل دول العالم، والذي يتم إما بشكل منفرد أو من خلال التعاون مع دول أجنبية”.
واعتبر شقير، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “التداريب مع دول أجنبية خاصة بالنسبة للمغرب مع كل من الولايات المتحدة وتركيا، تدخل في إطار اكتساب التجربة العسكرية للجيش المغربي والاستفادة من تجارب هذه الجيوش، خاصة أن الولايات المتحدة تُعرَف بأنها تتوفر على جيش عسكري متمرس وله دراية بالتحرك في مسرح العمليات في كل مناطق العالم، سواء في آسيا أو أمريكا أو إفريقيا”.

ويرى محدثنا أن “مشاركة المغرب مع الجيش الأمريكي في تداريب عسكرية يوفر للمغرب هذه التجربة وهذه الدراية في مسارح عمليات معينة”، مشيرا إلى أن “هذه التداريب تدخل في إطار اتفاقيات مبرمة بين المغرب والولايات المتحدة، من خلال آخر اتفاق حول الشراكة الاستراتيجية الذي يشمل التداريب العسكرية المشتركة”.
من جهة أخرى يضيف شقير أن “التداريب مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى يدخل في إطار التحالف ما بين هذه الدول في مواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة، والتي من خلالها يقوم كل جيش بالتعرف على مكتسبات جيش آخر”.
إشارات سياسية إلى روسيا والصين
“هذه التداريب تعطي رسائل لكل الدول خارج هذا التحالف، بأن هناك قوة عسكرية مشتركة”، يقول شقير ويردف “بالإضافة إلى تداريبها، يمكنها أن تشارك بشكل مشترك في مواجهة أي خطر أو أي يتحرك على مختلف المستويات”.
وشدد على أن “هذه التداريب بالإضافة إلى التمرس واكتساب التجربة، فهي في نفس الوقت، على المستوى الخارجي، إعطاء إشارات سياسية لكل الدول، سواء دول الجوار أو الدول الكبرى، بان هناك تحالف ما بين هذه الدول لمواجهة أي هجوم محتمل يمكن أن يشمل إحدى الدولتين”.
وخلص شقير إلى أن تداريب الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة يعكس دلالة أخرى، هي تواجدها المكثف في هذه المنطقة، وإعلام المنافسين، خاصة الصين وروسيا، بأن الولايات المتحدة تتواجد بقوة في هذه المناطق، ليس فقط من خلال جيشها، ولكن أيضا من خلال الحلفاء المتواجدين بالمنطقة”.