لماذا لم يُستقبل بنشماس من طرف الملك؟

جرى العرف في المغرب أن يستقبل الملك الأمناء العامين ورؤساء الأحزاب الذين يتم انتخابهم على رأس هيئاتهم الحزبية.

وفي هذا السياق، لوحظ مؤخرا أن الملك لم يستقبل الأمين العام لحزب “التقدم والاشتراكية”، نبيل بنعبد الله، بعد إعادة انتخابه للمرة الثالثة على رأس الحزب، كما لم يتم لحد الآن، استقبال حكيم بنشماس، بعد انتخابه أمينا عاما لحزب “الأصالة والمعاصرة”، الأمر الذي طرح تساؤلات من قبل المتتبعين للشأن الحزبي حول أسباب عدم استقبال المسؤولين الحزبيين المذكورين ومن قبلهما الأمينة العامة لـ”الحزب الاشتراكي الموحد”.

يقول الأكاديمي ميلود بالقاضي، “المهم بالنسبة للزعيم الفائز هو الرسالة الملكية، وما تحمله من إشارات ورموز، أما مسألة الاستقبال فهي تدخل في مجال محفوظ للملك، وهو الذي يختار متى يستقبل زعماء الأحزاب حسب الأجندة”.

ويوضح بالقاضي في تصريح لـ”آشكاين”، أنه “عادة يهنئ ملك البلاد الفائز بأمانة أو رئاسة حزب ما، مباشرة بعد إعطاء النتائج الرسمية، أما قضية الاستقبال فهي تخضع للأجندة الملكية، وهناك تداول خاطئ عند بعض الباحثين والإعلاميين في هذا الموضوع”.

“الأساسي هو مضمون الرسالة الملكية”، يؤكد بالقاضي، ويضيف ” لذلك إذا قارنا بين الرسائل الملكية للزعماء الحزبيين المنتخبين، فمؤخرا نلاحظ أن هناك فرق في مضمون وشكل الرسائل الموجهة لزعماء الأحزاب السياسية الفائزين”، مشددا على أنه “يقع اهتمام بهذا الشق لأن هذا المضمون يضيء مجموعة من الجوانب التي تربط الملك بقادة الأحزاب السياسة”.

وكان الملك محمد السادس قد بعث برقية تهنئة إلى عبد الحكيم بنشماش بمناسبة انتخابه أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة من قبل مجلسه الوطني.

ومما جاء في برقية الملك لبنشماس“يطيب لنا على إثر انتخابك أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، من قبل مجلسه الوطني، أن نتوجه إليك بتهانئنا، على الثقة التي نلتها، والتي تؤكد مدى التقدير الذي تحظى به لدى عضوات وأعضاء هيأتك السياسية، اعتبارا لمسارك النضالي داخل الحزب، ولالتزامك بالدفاع عن مبادئه”.

وأضاف الملك “بهذه المناسبة، لا يفوتنا أن نطلب منك إبلاغ جميع عضوات وأعضاء حزب الأصالة والمعاصرة، بمن فيهم سلفك، السيد إلياس العماري، عبارات موصول تقديرنا السامي”.