2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هل الحل في أن تخطب المرأة الرجل؟ّ

مريم بوزيد سبابو
الورود الحمراء تغزو مواقع التواصل الاجتماعي.
التغني بإنجازات المرأة لم يعد يغني عن ملامسة الخلل في ما حققته النساء وفي المسارات التي اتخذتها من أجل الوصول لمكتسباتها. فعالم النساء المهجور المركون للظلمة والتعسف والعنف المنزلي وفي الأماكن العامة.
ظروف نساء الخبز والريفيات الأميات والمتعلمات المحجور عليهن تحت ذرائع كثيرة، تفرمل العزيمة خارج الاحتفالات الرسمية وصور التحدي التي تعرض على منصات التواصل الاجتماعي.
كيف تكون مواجهة الملفات الثقيلة؟
ملف زواج القاصرات في هذا القرن. فتح أسواق بيع النساء “عيني عينك”، عبر وسائط التواصل. وأن تفتح مزادات الجنس وفبركة شرف وهمي مريض للفتك بأجساد النساء.
زمن بروز “الحريم الجدد” في مؤسسات العمل والتعليم والبحث، تلك التي فتحت للنساء أذرعها بفضل إصرار هؤلاء على الاستمرار وافتكاك الحقوق، كل هذا يدفع لإعادة النظر في المطالبات وآلياتها، وطرق التأثير في المجتمع، وكيفية كسر الحواجز بين جماعات النساء في ما بينهن.
الوضع يتقهقر، بالرغم من بروز بعض نتائج النضال النسوي والمجتمعي وتضحيات الآباء والأمهات في سبيل تغيير وضع المكانة الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية للنساء.
النساء لسن سواسية، ومجتمع النساء ليس منسجما وليست لديه الحظوظ والامكانات في المساواة والتحرر والكلام الكبير، الذي يغزو الإعلام ويتكرر كل ثامن من مارس/آذار على وسائل التواصل الاجتماعي. فكيف يطلبن المساواة مع الرجال؟
من يسمع تصريحات الممثلة المثيرة للجدل ليلى الشابي، يتهيأ له أنه لا أشياء تهم النساء سوى أن يخطبن الرجال، حتى يحدث توازن المجتمع!
وهل خطبة المرأة للرجل يمكن أن تكون اكتشافا في زمن كورونا العجيب؟
المثل يقول “اخطب لبنتك وماتخطبش لابنك”.
لم يحدد المثل جنس الخاطب، وحتى وإن كان رجلا فأن يخطب لابنته أفضل من “عمى الحب”، الذي خلف أطفالا مشردين ويساوم عليهم كبضائع محظورة!
أن يخطب لابنته قد يحد من التعسف في المحاكم وإخراج النساء الشابات المطلقات من بيوتهن بالتحايل والتحالف مع قوى إذلال المرأة والإنسان. أن ينظر دائما للرجل على أنه جلاد والمرأة ضحية قمة الاستخفاف بالمرأة، التي وصلت وحققت خطوات عملاقة في الظهور في الفضاء العام. على الرغم من أن ذلك البروز ليس بابا للتحرر من الهيمنة الذكورية، إن كان ذلك على أكتاف المحاباة والتقليل من شأن المرأة كفكر وقيمة في حد ذاتها. وكم من امرأة خطبت زوجها. ربما الست ليلى لا يمكنها فعل ذلك، وهي الشقية المشاكسة الجريئة إلى أقصى حدود. لذك أصبح ذلك أمنية من أمنياتها.
دبري راسك:
تمادي والي مستغانم!
كأنه ليس مسؤولا في الحكومة. أو كأنه يعبر عن بديهية التعامل مع المواطن، بتلك الطريقة المهينة أو كأن تصريحات السيد الوالي هي القاعدة العامة. معاملة التعالي تلك التي شاهدها المتفرج الجزائري على مختلف القنوات، لا تختلف عن معاملة “الكولون” للأهالي، الأنديجان.
ما زال المواطن يحتقر ويهان ويعاير على هندامه البسيط، ولا يفكر المسؤول الكبير أن مرتب البسطاء يكفي لسد الرمق فقط.
ولا يمكن للمواطن أن يتهندم ويتشيك ليستقبل جناب الوالي المسؤول.
هل يطلب الوالي من مهندس في الورشة أن يرتدي له لباسا أنيقا أم ماذا يعني بـ”لابسلي فيستا مليتار” (ترتدي بزة عسكرية).
لكن غلطة عمر هذا المسؤول، ويا ويل من يأتي تحت أسنان النقد الشعبي، لا سيما الإهانة وإهانة مسؤول لمواطن بسيط يفترض الاهتمام بمصالحه والسهر على خدمته، كما يقول الخطاب الرسمي، وفي زمن الحراك، الذي خلخل الحواجز.
هكذا حدث التفاعل بسخط وتذمر شغل الرأي العام الجزائري عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، لدرجة نعت السيد عبد السميع سعيدون بـ”الحڤار” والمطالبة بإقالته.
إهانة مهندس دولة أمام الملأ أثار حفيظة الجزائريين عبر منصات التواصل الاجتماعي وانتشرت حالة تذمر وسخط من ممارسات والي مستغانم، الذي استهزأ من مواطن ومواطنة على المباشر.
عبر المهندس كريم بودرار عبر اتصال هاتفي لقناة البلاد عن الأمر، باعتباره مهندس دولة ومديرا فرعيا للبناء والتعمير في النيابة في دائرة “بوقيراط”. يروي التفاصيل التي ظهرت ولم تظهر في الكاميرا.
كلام الوالي ترك أثرا بليغا في أعماق المهندس وترك جراحا بسبب حجم الإهانة له على مرأى الجميع. فبعد تفانيه في العمل وبدون امكانات على مدى قرابة 22 سنة لم يتحصل حتى سكن، وفوق هذه الإهانة على لباس اشتراه من الخردة (اللباس المستعمل)!
المواطن الشاب أب لطفلين وفي رقبته والداه المقعدان براتب43 ألف دينار جزائري، من أين له أن يشتري طقما يليق بمقام المسؤول!
بكى المهندس بحرقة وألم بسبب ما تعرض له في بلد الشهداء.
يقول “أشتكي لله وأشتكي كذلك للرئيس. كما يطلب من الوالي الاعتذار في القناة نفسها والاعتذار لكل موظف عمومي شريف يقوم بمهامه وبراتب زهيد. عليهم أن يحترموننا.
الوالي هذا لم يكتف بإهانة المهندس، بل أهان امرأة أخرى جاءت تشتكي أزمتها السكنية. ولم يتكرم عليها سوى بعبارة: دبري راسك… العبارة التي لم تفهمها وتريد للوالي أن يشرحها لها.
وبعدما كبرت الحكاية بدأوا يتفاوضون معها بأن تتراجع عن أقوالها، لكنها تشبثت بأقوالها وبحقها في التنديد بموقف الوالي وبحصولها على سكن بدل السكن المؤقت، الذي منّ به أحدهم عليها.
وفي بيان أصدرته وزارة الداخلية والجماعات المحلية، كما نقل موقع “البلاد” أكد الوزير رفضه وشجبه القاطع لأي سلوك يمس المواطن، وذلك عقب انتشار الخبر عبر مختلف وسائل الإعلام والقنوات والذي شغل رواد منصات التواصل الاجتماعي.
كورونا أسقط المناعات
لا توجد مناعة أيضا للسياحة. وهل أكثر من مناعة أن تتوقف الرحلات للأراضي المقدسة. وكالات سياحية في الجزائر تعلق نشاطها إلى أجل غير معلوم. من خلال استطلاع للرأي تحدثت “المساء” إلى عدد من أصحاب الوكالات السياحية في العاصمة الجزائرية، عن مدى الإقبال على اقتناء التذاكر من أجل السياحة أو لممارسة بعض الأنشطة التجارية بالنسبة للتجار، الذين اعتادوا على جلب السلع من بعض الدول كالصين وتركيا.
وكالات السفر تعيش كابوسا حقيقيا، كما صرح ممثل لوكالة سياحية. الكل أجل وجهته لسبب أو لآخر كأنها ذريعة لتجنب السفر.
الأمر لا يختلف في تونس والمغرب، اللتين تعودتا على توافد السياح عليهما. الأمر الذي جعل الجزائريين ينكتون على الرعية الإيطالي المصاب في الفيروس، بأن إيطاليا وحيدا سيقتلنا كلنا، بينما يتوافد الملايين على جيراننا. اللهم لا حسد، لكن الترويج لسطوة الوباء وعدم التحكم فيه، هو السبب الذي قصم ظهر السياحة في غياب أمل لقاح مستعجل للحد من انتشار الوباء.
الخيال أصبح حقيقة والأدب يشكل، ليس فقط الوعي بل حتى المخابر واللقاحات وسياسات الدول، بينما يبقى الضعفاء يجترون ويلاتهم الفكرية وعنادهم للثقافة والانتماء وتمردهم على الطاعات والعبادات وفشلهم في الاختراعات.
في تونس تعليق العمرة، بسبب كورونا: حجم الأموال، التي دفعتها وكالات الأسفار يفوق 20 مليارا. وصف رئيس الجامعة التونسية لوكالات السفر جابر بن عتوش وضع وكالات السفر، بعد قرار السعودية تعليق موسم العمرة، بسبب كورونا بالكارثي. وأن حجم الأموال، الذي دفعتها وكالات السفر في موسم العمرة تفوق 20 مليارا، مشددا على أن القطاع يعيش أزمة كبرى في الوقت الحاضر، حسب موقع “شمس أف أم”.
أما في المغرب فتفشي فيروس “كورونا” يخيم على قطاع السياحة، إذ ينقل لنا موقع “هسبريس” التخوف الكبير من تأثير الوباء على الاقتصاد العالمي، عموما والقطاع السياحي على الخصوص. ففي السنوات الأخيرة أقبل السياح الصينيون بشكل مرتفع على المغرب، خصوصا بعد الغاء التأشيرة، لكن تراجعت أعدادهم مباشرة بعد ظهور الوباء.
وحسب فوزي زمراني، نائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة فإن فيروس “كورونا” ليس الأول الذي يواجهه قطاع السياحة في المغرب، فقد سبقته أوبئة أخرى. وهي لا تدوم طويلا.
والأهم هو حماية السكان في المغرب، لأن استقبال السياح بدون مراقبة سينتج انتشارا للوباء، وهو ما يخلق مشاكل كبيرة، يضيف المتحدث.
المرجو أن لا تطول الأزمة وأن تتحد الجهود وما أكثرها ممن تدعي أنها توصلت لعلاج الوباء. عضوية كانت أو نفسية أو دينية أو بيئية. وربما تتفتق عبقرية الأدب وتصدر رواية تتنبأ بالحل، كما تنبأت بالوباء. وأن تأتي عرافة ضريرة ترى بقلبها البلسم الشافي. أو حكمة ما. ولو قشة ترمى لغريق.
اللّهم أجر العالم من الغرق!
كاتبة من الجزائر
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.