2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

محمد العطلاتي
مرة أخرى، و كعادتها، سارعت الجزائر عبر نظامها العسكري،الشيخالمُتصابي،إلى محاولة الركوب على القضية الفلسطينية مجددا لِشَنِّ “حرب ديبلوماسية قذرة” غير مباشرة ضد المملكة المغربية، فبعد أيام معدودة من قيام المغرب بإبرام اتفاق تعاون مع إسرائيل، سارعت الجارة الشرقية لاستضافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس و “إكرام وفادته” بسلة من الرشاوي النقدية ناهزت المائة مليون دولار، حيث جرى تسويق العملية للجمهور بكونها تأكيداإضافيا لموقف الجزائرالداعم لقضية فلسطين، و أن مواقف الأخيرة، تهتبر على النقيضمن مواقف دولة أخرى ” من شمال أفريقيا” !
و على الرغم من كون مناورات، من مثل هذه الطبيعة، تعتبر أمرا عاديا في العلاقات الدولية، إلا أنه يكشف بشكل خاص درجة عالية من حالة التهافت التي أصابت الجزائر و أركان نظامها، حالة تبشر بالبؤس و عمى البصيرة، فالجارة “الشمال أفريقية” أعلنت عن دعمها المزعوم، ليس لسواد عيون أبناء فلسطين، بل لمجرد التأليب ضد جاره الغربي المغرب، وهنا يلزم التذكير، مقابل دعاية جزائريةتحاول دس السم في العسل، أن المغرب كان و لا يزال في طليعة الأمم المناصرة للحق الفلسطيني، بعيدا عن التجاذبات الفارغة و الشعارات الطنانة، فقد ساهم المغاربة، عبر حقب التاريخ المتعاقبة، في عمليات الجهاد الإسلامي بل كان لهم الدورالأبرز، خلال فترة حكم السلطان المغربي يعقوب المنصور، في نصرة صلاح الدين الأيوبي لفتح بيت المقدس، وقد نسبت وثائق تاريخية لصلاح الدين قوله عن المغاربة حين خصص لهم حارة ببيت المقدس:” أسكنت هناك من يثبتون في البر ويبطشون في البحر، وخير من يؤتمنون على المسجد الأقصى وعلى هذه المدينة”
نصرة الشعب المغربي، بتنوعه الثقافي و السياسي، لقضية الفلسطينيين الأولى كانت على الدوام محل إجماع شعبي و رسمي في وقت واحد، فعلى المستوى الشعبي تأسست بالمغرب أواخر الستينات”الجمعية المغربية لمساندة الشعب الفلسطيني”حيث مازالت إلى اليوم تقوم بكل جهد لمناصرة الشعب الفلسطيني، و كان لها الفضل في تنظيم مسيرات مليونية ، وفضلا عن ذلك، شارك آلاف المتطوعين المغاربة في القتال مع الثورة الفلسطينية، وعلى المستوى الرسمي، قام الحسن الثاني، قبل حرب أكتوبر 1973 تجريدة عسكرية للقتال على الجبهة السورية، تجريدةأبلتالبلاءالحسنو استشهد منها العديد من الأبطال بسبب رفع الغطاء الجوي عنها من طرف حافظ الأسد، وفي حضن المملكة المغربيةانعقد، أواسط السبعينات، مؤتمر القمة العربيالتاريخي و اعترف خلاله بمنظمة التحرير “ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني”.
و في نفس السياق التاريخي تأسست لجنة القدسبتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ذلك قبل أن يقرر المؤتمر العاشرالمنعقد بمدينة فاس إسناد رئاستها إلى ملك المغرب الراحل الحسن الثاني و تنتقل بعدهإلى الملك محمد السادس . ورغم كون الدعم المالي الذي قدمه و يقدمه المغرب كل مرة، أقل مما تقدمه دول عربية أخرى، إلا أن السياسي و المناضل الفلسطيني الأستاذ إبراهيم ابراش، خريج جامعة محمد الخامس بالرباط، يعتبره ” أكثر أهمية وأكثر مصداقية لأنه يتم بصمت ودون ضجيج وليس من خلفه أجندة سياسية كما هو الحال في المال السياسي الذي تقدمه دول عربية”. لذلك، فالوقت مناسب لنقول للجارة الغربية الجزائر، “نحن مع فلسطين بلا ضجيج”.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.
بعد رفع العلم الفلسطيني في قطر من طرف المنتخبين الجزائري والتونسي ،خرجت مجموعة من الحقوقيين ومناصري القضية الفلسطينية بدعوة المنتخبين الا يقتصر تضامنهم على رفع الشعارات وانما يجب ان يتصامنوا ماليا يدفع قيمة الحوائز التي سيحصلون عليها في قطر الى فلسطين اي اي الملايين من الدولارات نقابل تاهلهم للمقابلة النهائية.