2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

حسن الحسيني*
عندما تشاهد المنتخب الجزائري يقاتل في الملاعب ويحقق الفوز ويهدي كأس التتويج الى الجنرال شنقريحة، و يتم توظيف هذا الانتصار الرياضي على اساس أنه انتصار استراتيجي وسياسي وحتى عسكري، بعدما حاول بعض المحللين ربط قوة المنتخب الجزائري بروح ثورة نوفمبر الخالدة،
تحيلنا هذه المقاربات الى الرجوع للتاريخ والوقوف على مجموعة من المحطات التى وظفت فيها الرياضة لخدمة فكرة عسكرية، فكانت النتيجة مأساوية والنهاية كارثية، كما حدث عندما فازت إيطاليا الفاشية بكأس العالم سنة 1938 وأهدته الى الديكتاتور موسليني الذي استغله للدعاية لنظامه الديكتاتوري الدموي والنتيجة كانت نشوب الحرب العالمية الثانية وما خلفته من دمار شامل وقتل وتشريد الملايين من الأبرياء.
نفس الشيء تكرر مع مباريات الهندوراس والسلفادور برسم تصفيات كأس العالم لسنة 1970 في جو مشحون من العداء والكراهية بدأ من فوق أرضية الملعب لينتهي بحرب عسكرية بين البلدين خلفت قتلى ودمار للبلدين.
فليعلم نظام العسكر الجزائري إذا أن للرياضة مجالها، فيها الهزيمة و الانتصار، يوم لك ويوم عليك،
فعلى الكبرانات أن يبتعدو عن الاستغلال السياسي لفوز منتخبهم، لأن كل هذا لن يزيد إلا في غرس بدور الكراهية والحقد بين الشعوب وسيؤدي لا محالة بالمنطقة الى ما لا يحمد عقباه.
كما أن هذه الرياضة التى يسعي النظام الجزائري توظيف انتصارتها من أجل خلق الوحدة والإجماع الداخلي هي نفسها الت قد تكون سببا للثورات والاحتجاجات في حالة الهزيمة والفشل.
* محلل رياضي
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.