لماذا وإلى أين ؟

عدم التعامل بجدية مع التحقيقات هو انقلاب صريح على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة

مصطفى طه

مازالت الوصفة السريعة للتخلص من أي فضيحة أو ملف محرج للمسؤولين أو الحكومة هي الإعلان عن فتح تحقيق أو تشكيل لجنة، يعهد إليها ببحث قد يستغرق شهورا أو سنوات أو حتى عقودا، وقد لا ينجز أصلا مادام الهدف الحقيقي هو القفز على أصل المشكل بدل حله!

مثل هكذا أسلوب لن يزيد المغاربة إلا يقينا بأن “حليمة تصر على عادتها القديمة” وأن الحكومة، وبعض المؤسسات، لازالت وفية ومخلصة لطريقها السريع في التخلص من المسؤولية في كل مرة تطفو على السطح ملفات مثيرة للجدل، تكشف إما عجزا أو تواطؤا أو استغلالا أو غير ذلك من السلوكات المتعلقة بالأمراض الكثيرة التي تحف بتدبير الشأن والمال العام.

التحقيقات الكثيرة التي تم وضعها في الثلاجة ولم يتم الإعلان عن نتائجها بعد، هي عامل سلبي لن يساعد بالمطلق على استرجاع الثقة المفقودة، خاصة إذا تعلق الأمر بملفات لها علاقة مباشرة بالمواطن أو بالوقائع والأحداث الجارية، مثل البحث الذي فتح بشأن أسعار المحروقات، وقصة اختفاء الشاب المغربي التهامي بناني، الذي اختفى عن الأنظار بتاريخ 14 من مارس من عام ،2007 منذ كان عمره لا يتعدى ال17 ربيعا، وغيرها كثير.

إن عدم التعامل بجدية مع التحقيقات واستغلال إعلانها فقط لامتصاص الفضائح واحتواء الاستياء الشعبي، هو انقلاب صريح على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.

الغريب أن رائحة بعض الفضائح تفرض على المسؤولين أحيانا المبادرة إلى دفنها بسرعة متهورة قد ترتد عليهم.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
محمد
المعلق(ة)
3 فبراير 2022 04:08

نعم ماجاء بالمقال وهذا شيء طالبت به في ملف بناء ملعب قرب عشوائي بحي الزهور طريق جرادة حيث استعملت ولاية وجدة سططها السلطوي واستغلال النفوذ فترامت على ملكية الاغيار وشجعت الريع الرياضي ولم تعر شكايتي اي اهتمام وصدق صاحب المقال بقوله
مثل هكذا أسلوب لن يزيد المغاربة إلا يقينا بأن “حليمة تصر على عادتها القديمة” وأن الحكومة، وبعض المؤسسات، لازالت وفية ومخلصة لطريقها السريع في التخلص من المسؤولية في كل مرة تطفو على السطح ملفات مثيرة للجدل، تكشف إما عجزا أو تواطؤا أو استغلالا أو غير ذلك من السلوكات المتعلقة بالأمراض الكثيرة التي تحف بتدبير الشأن والمال العام.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x