2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أقصبي يعري تاريخ العلاقة بين سنطرال والدولة المغربية

اعتبر الخبير الاقتصادي، نجيب أقصبي، أن “انحياز الحكومة لمصالح شركة سنطرال ضدا على المنتجين والمستهلكين، هو استمرارية لتاريخ يتجاوز نصف قرن من العلاقة غير الصحية بين هذه الشركة والدولة المغربية”، مردفا أن ” هذه الشركة كانت منذ القدم مهيمنة وهي من تحدد شروط سوق الحليب”.
ويري أقصبي في تصريح لـ”آشكاين”، أنه ” دائما ما كان لشركة سنطرال سلطة على القرار السياسي الذي يخدم مصلحتها، وهذا ما يفسر كون الحكومة انحازت بطريقة غير لائقة، حتى أصبحت تسمى بحكومة سنطرال”.
وتابع ذات الخبير قائلا: “سنطرال كانت تلعب منذ القدم دور المهيمنة على السوق، وتحتكر أكثر من 60 في المائة من حصصه، حيث أنه خلال الستينات والسبعينات والثمانينات، كانت تهيمن على كل الجهات في المغرب، وحتى في الجهات التي كانت بها تعاونيات جهوية، وتهمش هذه الأخيرة”.
وأوضح أقصبي “أن الحليب إلى حدود 1993 كان من بين المواد المدعمة، وسنطرال كانت تتغدى من هذا الدعم، حيث أنها كانت في وضعية المهيمن الذي يفرض شروطه على الدولة وبالتالي على الدعم الذي تؤديه لها”، مبرزا أنه “بعد التحرير تطورت وهي في وضع مهيمن، لكن خلال التسعينيات وبصفة مفاجئة ظهرت تعاونيات كوباك، copaq، حيث استطاعت في بضع سنوات أن تبرهن على قدرة لمنافسة سنطرال وربح حصص مهمة من السوق وأن تخلق متاعب لها”.
وأضاف المتحدث نفسه، ” أنه في 2005 برزت بشكل جلي حالة الخلط بين السلطة والمال، حيث استطاعت شركة سنطرال في هذه السنة أن تفرض عبر لوبي تابع لها بالبرلمان قانون لتضريب التعاونيات، أي إخضاع التعاونيات التي لها رقم معاملات يتعدى 5 مليون درهم في ذلك الوقت، للضريبة على الأرباح والقيمة المضافة، مثل تعاونية كوباك، وذلك بهدف إخضاعها، والحد من تنافسيتها، وإضعافها، لكي تسترجع سنطرال هيمنتها عل السوق، بعدما فقدتها جراء منافسة كوباك”، مشيرا إلى أنه “بهذا الإجراء كان الضحايا هم الفلاحون والمربون الصغار، لأن كوباك قبل التضريب كانت تشتري الحليب من الفلاحين بـ4.5 درهم أي 50 في المائة أكثر من السعر الذي تشتريه به سنطرال ولكن بعد التضريب اضطرت كوباك إلى تخفيض ثمن شراء الحليب”.
وعن القيمة الاقتصادية لشركة “سنطرال دانون” بالنسبة للمغرب أكد متحدث “آشكاين”، أن “رقم معاملاتها لم يتجاوز 7 مليار درهم، أي ما لا يتعدى 0.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وأنها تشغل حوالي 6500 عامل فقط، بين موسمي ودائم”.