لماذا وإلى أين ؟

من مسيرة “ولد زروال” إلى تظاهرة “داودي سنطرال”

لم يكد المغاربة ينسون مسيرة “ولد زروال”، حتى أعادها لأذهانهم، وبقوة، الظهور غير المسبوق، للوزير لحسن الداودي، وهو يتزعم الوقفة التي نظمها أمام البرلمان، عمال وعاملات شركة “سنطرال دنون” وأشخاص آخرون.

فقبل سنة ونصف تقريبا، توافد عشرات المغاربة على أحد شوارع الدار البيضاء، قادمين إليها من مدن وقرى مختلفة، على متن حافلات عمومية مجانية، للمشاركة في تظاهرة نظمت من طرف أشخاص لم يظهروا في العلن، قبل أن تفضحهم تصريحات الوافدين على المسيرة، ومنها تصريح لمواطنة، شكرت فيه شخصا قالت “إنه ولد زروال”، وأنه “هو من جاء بها لهذه المسيرة”، مضيفة “الله يخلي لينا ولد زروال.. ولد زروال كيشري ليا الحولي..”، فأصبحت منذ ذك الحين تسمى “مسيرة ولد زروال”، نسبة للقيادي في حزب “الأصالة والمعاصرة”،المنتخب الشهير في منطقة سيدي بنور، بوشعيب عمار.

مسيرة ولد زروال، تم الاعداد لها في الخفاء، قبل أن يبدأ الترويج لها في العالم الافتراضي من طرف أشخاص مجهولين، وشارك فيها أناس غير معروفين، لتحقيق أهداف ومصالح سياسيين غير معلنين، وكل هذا تحت غطاء التصدي لـ”أخونة الدولة”.

وبعدما كانت مسيرة “ولد زروال” تهدف توجيه ضربة انتخابية لحزب العدالة والتنمية، ووقف اكتساحه لدوائر قروية وحضرية، جاءت بنتائج عكسية، وتحولت إلى جرعة حياة، وهدية من السماء، تلقفها ذات الحزب على طبق من ذهب، واستغل هفوات من هيؤوا لها، واستثمرها انتخابيا، فحوّل أعداد المشاركين فيها، والناقمين عليها، إلى أوراق أصوات انتخابية، ضاعف بها مقاعده البرلمانية. وبدل أن تتصدى مسيرة ولد زروال لما سماه مهندسوها “أخونة الدولة”، والتي حاولوا تجسيدها في شخص بنكيران وحزبه، ساهمت المسيرة في إيصال “الإخوان” إلى كراسي الحكومة واجتياح البرلمان، وكما يقال: “مشا يكحلها عماها”.

أما تظاهرة “داودي سنطرال”، فهي تسمية أطلقها مواطنون على وقفة احتجاجية شارك فيها عدد من عمال وعاملات شركة “سنطرال دانون”، لكون المفاجأة الكبرى فيها كانت هي مشاركة الوزير في حكومة المغاربة، لحسن الداودي، وظهوره وهو يتقدم التظاهرة، ويلقن المشاركين فيها الشعارات التي سيرددونها.

وتسمية وقفة عمال سنطرال، بتظاهرة “داودي سنطرال” نسبة لمسيرة “ولد زروال”، لم تأتِ من فراغ، وإنما لتشابه الاثنتين في أسباب النزول والنتائج المحصل عليها.

فعلى غرار مسيرة “ولد زروال “تم الإعداد لتظاهرة “داودي سنطرال” في الخفاء، قبل أن يتم الترويج لها في العالم الافتراضي، وتبنيها من طرف هيئات نقابية، لكن المهندسين الحقيقيين لها ظلوا غير معلنين، إلى أن ظهر الحسن الداودي وهو يردد الشعارات إلى جانب المحتجين، ويلقنهم ما سيقولون، فعرى على ما خفي، وأظهر للعالم أن الحكومة هي من تقف وراء هذه التظاهرة، بعدما سبق أن أعلنت نفسها محاميا على مصالح شركة سنطرال حتى بدأ التساؤل: هل هي حكومة المغاربة أم حكومة سنطرال؟”

المشاركون في تظاهرة “داودي سنطرال”، أُستقدموا كذلك على مثن حافلات بالمجان، ولقنوا شعارات لم تخطر لهم على بال، على شاكلة المشاركين في مسيرة ولد زروال.

وفي الوقت الذي كان يُرجى من الوقفة الاحتجاجية لعمال وعاملات ” سنطرال دانون”، التأثير على المقاطعين، ودفعهم إلى وقف مقاطعتهم، التي اعتبرها المحتجون تهدد قوتهم اليومي، جاءت نتائجها عكسية، بعدما ظهر “داودي سنطرال” وهو يتزعمها، ليجعل منها زيتاََ يُصب على نار المقاطعة، ويشعلها أكثر، بل تتجاوز ذلك إلى محاولة إشعال فتنة مجتمعية، وتحريك نزعة عنصرية، بين أبناء الوطن الواحد بتفضيل فئة على أخرى.

فمن يخبر “ولد زروال” و”داودي سنطرال”، ومن هم على طينتهم، أنهم خطر على السلم الاجتماعي، وبأنهم يلعبون بنار قد تحرق الأخضر واليابس، وأنهم بمثل هكذا تصرفات غير مسؤولة يجعلون أمن الوطن والمواطن على كف عفريت؟؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x