2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الفنانون المغاربة وأغاني الملاحم..هل هو تبذير للمال أم فن هادف؟

تعددت في الآونة الأخيرة الإصدارات الفنية والأغاني المغربية التي يحاول من خلالها الفنانون المغاربة تقديم دعمهم للمنتخب المغربي من جهة أو دعم تنظيم المغرب لمونديال 2026 من جهة أخرى، مما جعل العديد منهم يتهافتون حول الميزانيات المخصصة لإنتاج هذه الأغاني من قبل الجهات المسؤولة، لكن السؤال الذي يطرحه المتابعون حول ما مدى جدية هذه الأعمال التي لا تخضع للمراقبة؟وما قيمتها الفنية خصوصا وأن بعضها يمول من المال العام؟
وفي هذا السياق نقلت “آشكاين” إشكالية هذه الظاهرة وتداعياتها على الأغنية المغربية إلى الباحث في التراث المغربي والأغنية المغربية نسيم حداد حيث قال: “إن أول ما يجب التركيز عليه في نقد أي عمل هو قيمته الفنية والجمالية، وفيما إذا كان هذا العمل يعد إضافة لخزينة الأغنية المغربية، أم هو فقط ركوب على الموجة”.
ويضيف المتحدث، أن بعص الأغاني التي صدرت مؤخرا وتم تسميتها بالملاحم تغيب فيها ” القيمة الفنية والتركيبة النصية والنسق اللحني، والتوزيع الفني والموسيقي والصوت، وكذا طريقة تنزيل الفكرة المؤطرة للعمل، كلها عناصر موسيقية وفنية غابت بشكل لافت في بعض الأغاني، لأننا نكون أمام أعمال تغيب فيها الرسالة الفنية، خصوصا وأن هذه الأغاني تكون مصورة وتعتمد على تقنية الفيديو كليب، وبالتالي نكون أمام عوامل جديدة تتدخل في الرسالة الفنية منها توظيف الصور ة والرموز.” حسب الباحث
وعن الأموال التي تصرف على بعض هذه الأغاني بالرغم من كون بعضها ينتج في إطار “الإنتاج الذاتي” لكن بعضها تلقى دعما مباشرا من الدولة يقول ذات الباحث “إن السوق التجارية أصبحت قوة ضاغطة على الأعمال الفنية، وهي التي تتحكم في الصيغة النهائية التي تخرج بها تلك الأغاني، وأصبحنا نفكر في الصيغة المناسبة في تسويق ذلك المنتوج عن طريق رفع نسبة مشاهدته بأي وسيلة ممكنة، وأصبحنا نعتمد على وجوه معينة يمكن ان تبيع المنتوج ، دون الاهتمام مكونات العمل الفني المتمثلة في كتاب الكلمات واللحن والتوزيع الموسيقي”.
ويسترسل المتحدث انه بمجرد أن يكون المشارك في أي اغنية وجه معروف يبيع المنتوجات التي يشارك فيها بغض النظر عن مجال تخصص تصبح مشاركته في الأعمال الفنية ضرورية حتمية لبيع ذلك المنتوج وتسويقه في إطار ثقافة البوز وهو ما حدث بشكل حقيقي في بعض الاعمال التي شهدناها مؤخرا “. حسب الباحث.