لماذا وإلى أين ؟

ما مصير المستقبل الدراسي للطلبة المغاربة بأوكرانيا في ظلّ الحرب؟

يعيش آلاف الطلبة المغاربة بأوكرانيا وقع الحرب التي شنتها روسيا على البلاد، فمن جهة الخوف والهـلع الذي يُخالج العالقين في المدن وعلى المعابر الحدودية، والذي يحـتاج إلى مواكبة نفسية ومن جهة أخرى قلقهم وقلق الذين تمكنوا من مغادرة أوكرانيا، على مستقبلهم الدراسي وكذا المهني، خصوصا من هم في السنوات الأخيرة من الدراسة.

ففي الوقت الذي تعمل السلطات المغربية على حدود أوكرانيا بكل من رومانيا و هنغاريا وسلوفاكيا وبولونيا، لإجلاء الطلبة المغاربة العالقين هناك جراء الحرب، يتساءل الكثيرون خصوصا الطلبة المعنيون وعائلاتهم عن مصير تعب دراساتهم والذي تُجهل لحد الساعة كيفية التعامل مع هذا الملف.

لحسن مادي، الخبير المتخصص في الشؤون التربوية يرى أن الدولة المغربية لن تُضيع سنوات من الدراسة لهؤلاء الطلبة الفارين من الحرب، موردا بالقول “مغيضيعوش ومخصهومش يضيعو”، في إشارة إلى أن الدولة ستعمل لإيجاد حلول واقعية للمعنيين نظرا لكون المشكل أكبر منهم ويتعلق بحرب لها تبعات على الكثير من الدول.

وأوضح مادي في تصريح لـ “آشكاين” أن الطلبة سيتمكنون من استكمال دراساتهم ضمن المجرى الطبيعي والعادي، إلا أن الأمر متوقف على عدة اعتبارات على رأسها نتائج الحرب وما إذا كانت ستستمر أسابيع أو شهور أو قد تتوقف بعد أن يتفق الجانبان على بعض النقاط الخلافية.

 

وشدد المتحدث على أن أولى الأولويات الآن هو تمكن جميع الطلبة المغاربة بأوكرانيا من مغادرة البلاد آمنين صوب المغرب في أقرب وقت، مسترسلا “وآنذاك وبالإضافة إلى مراقبة الأوضاع في البلاد يمكن البحث عن حلول، كون هذه الحرب كانت مفاجئة وصعبة ونتائجها ستكون كارثية على أوكرانيا وعلى روسيا بذاتها، بالنظر إلى العقوبات التي تطالها و سياسة عزلها عن العالم”.

ولم يستبعد الخبير التربوي أن تكون لهذه الحرب تأثيرات متأزمة على الطلبة وخصوصا أصحاب السنة الأخيرة، معربا عن تمنياته بانتهاء هذا الوضع الجديد الذي تنتظر منه النتائج المستقبلية للحرب التي يجب أن تتوقف حالا بالنظر للأزمة التي خلفتها وأثرت على العديد من الدول التي تربطها اتفاقيات تجارية مع البلدين، ما أسفر عن ارتفاع غلاء المعيشة.

وبخصوص ما إذا أمكن اعتبار هذه السنة الدراسية سنة بيضاء للطلبة المغاربة، أبرز مادي أنه لا يمكن الجزم في الوقت الراهن وأنه لا يعتقد أن أحدا يمكن أن يتوقع سنة بيضاء ليس على المغاربة فقط وإنما باقي الطلبة الأجانب بالبلاد وحتى الأوكرانيين أنفسم، مؤكدا “نتائج الحرب هي التي ستحدد الأمر”.

وأشار مادي إلى أن السفارات المغربية و وزارة الخارجية همها الحالي إخراج باقي الطلبة العالقين بأوكرانيا بأمان من خلال استقبالهم بالحدود المجاورة للبلاد.

وارتفع عدد الطلبة المغاربة الذين غادروا أوكرانيا، عبر المعابر الحدودية، الى حدود الساعة الرابعة بعد زوال أمس الإثنين، الى 1534 شخصا، حسب ما علم لدى وزارة الشؤون الخـارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

وأوضح المصدر ذاته، أن هذا الرقم يبقى مرشحا للإرتفاع، مشيرا إلى أنه يتوزع بين بولونيا بـ 720 شخصا، و رومانيا بـ 384 شخصا، وسلوفاكيا بـ 300 شخص، وهنغاريا بـ 130 شخصا. وسجلت ذروة عمليات المغادرة أمس الإثنين بالمركز الحدودي مع بولونيا، بمغادرة 600 مغربي لأوكرانيا، عقب الحرب التي شنتها روسيا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x