لماذا وإلى أين ؟

لقجع “دينامـو” غيَّــر مَعالِم كُـرة القدم بالمغرب

تعاقبَ على رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عدد من الرؤساء منذ تأسيسها سنة 1955، و شهدت الفترات الأولى من توالي القائمين عيها تذبذباتٍ ملحوظة ًفي الجودة والأداء الكروي لمختلف الفرق الرياضية الوطنية، خاصة أن أغلب الــ  15رئيسا السابقين، والذين كانو غير مدنيين، ما أفرغ الجامعة، نوعا ما، من محتواها المدني.

وعرف هذا المسار المتذبذب قفزة نوعية منذ تولي فوزي لقجع، زمام رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في 13 أبريل 2014، والذي سحب معه (لقجع) المجال الكروي إلى ملاعب الإحترافية وطنيا و دوليا، وهو ما أقرته الإنجازات المتراكمة على مرّ سنوات تولي لقجع لهذه المسؤولية.

فرق كروية في كفة واحدة

أولى هذه الإنجازات التي قادها ابن مدينة بركان، فوزي لقجع،  بعد توليه رئاسة جامعة كرة القدم، هي إعادة الهيبة الكروية للمغرب، بعد أن افتقدها لعقود، و قفز بممارسة كرة القدم بالمغرب من عالم الهواية و العشوائية إلى عالم الشفافية و تقنية “الفار” وجعل كل الفرق المغربية علي حد سواء.

حرص لقجع على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الفرق الكروية، غــيَّـــر محاور اللعبة وطنيا، بعدما كنا  نسمع فقط عن فرق محور الدار البيضاء و الرباط يفوزان بالألقاب و يستحوذان على التمثيلية داخل المنتخب الوطني و المنتخبات العمرية  وكل البنيات التحتية كانت  من نصيبهم .

كما أنه قبل تولي لقجع للمسؤولية الكروية،  كان المنتخب الوطني يجري كل مبارياته الدولية في محور الدار البيضاء الرباط، بل وتجد كل الأطر المشرفة على المنتخب تنتمي لهذا المحور “المحظوظ”، وهو الأمر الذي تغير بتغيير لقجع لهذه النظرة، وأصبحت مباريات المنتخب تجرى في مدن غير الدار البيضاء و الرباط.

“العدالة الرياضية” في عهد لقجع

ويرى مراقبون للشأن الكروي، أن ما حققه تدبير لقجع للجامعة المغربية الملكية لكرة القدم أسهم في تحقيق “العدالة الرياضية” والمجالية بين مختلف الأندية الرياضية والفاعلين الرياضيين في جهات المملكة، حيت ساعد تفعيل سياسة القرب التي نهجتها الجامعة الكروية بقيادة فوزي لقجع في جعل كرة  القدم في متناول الجميع، من خلال السهر على بناء ملاعب القرب و تعشيبها  بالعشب الطبيعي  و تزويدها بالإنارة، علاوة على تشييد أكاديمية و مراكز جهوية للتكوين.

كل هذه الإنجازات الممتدة في زمن ولاية لقجع للجامعة الكروية، ساعد فرقا كانت مغمورة بأن تخوض غمار اللعب في القسم الوطني الأول، منها على سبيل المثال لا الحصر: الشباب الرياضي السالمي، برشيد، خميس زمامرة سريع واد زم.. وغيرها.

هذه الفرص لم تكن لترى النور لو استمرت نفس سياسة التحكم و الإملاءات كما كان  في السابق.، إذ أصبحت كل المدن المغربية قادرة على  استضافة مباريات المنتخب المغربي  كوجدة، بركان، طنجة تطوان مراكش خريبكة، أكادير وغيرها.

تطور يغضب مُناصري الريع

سير المغرب الكروي على درب التطور و المنافسة الإحترافية الوطنية و الدولية  بقيادة لقجع الذي جاء من بركان ليعزز الحضور القوي للمغرب الذي يوصف بأنه “غير نافع”، شكل مثار قلق  لدى محور “الدار البيضاء – الرباط” الذي ظل ماسكا بزمام الأمور قبل مجيء لقجع الذي فسح المجال أمام أبناء المدن الأخرى لإبراز مهاراتهم.

فلا غرابة أن نرى هجوما عنيفا وغير مبرر على فوزي لقجع، نظرا لمحاربته المتواصلة للريع الرياضي و الفساد داخل منظومة الكروية بالمغرب.، وهو الهجوم الذي لم يظهر له أثر في عهد الرؤساء السابقين للجامعة، بل ولم يحقق بعضهم ولو إنجازا في عهده، إلا أن نفس هؤلاء المنتقدين للقجع بلعوا ألسنتهم و لم يطالبوا بمحاسبتهم أو بافتحاص مالي لميزانياتهم  كما يفعلون اليوم  مع فوزي لقجع دون أن يدلوا بما يعزز مطالبهم المبيتة هاته.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Abdo Abdo
المعلق(ة)
13 مارس 2022 12:54

حقيقة يرجع له الفضل في تطوير كرة القدم الوطنية والدليل على دلك انتصارات الفرق المحلية بدوريات البطولات الأفريقية وجعل من البطولة المغربية احسن البطولات على الصعيد الافريقي .الدي اعاتبه عليه هو عدم وضع الثقة في اللاعب المحلي بخصوص المنتخبات الوطنية والاعتماد 100% على اللاعبين من أصول مغربية الدين يمارسون باالديار الاوروبية .

حسن
المعلق(ة)
13 مارس 2022 11:42

المغرب اختار سياسة معينة قبل مجيء لقجع، والمغرب لم يفز بالكاس لحد الآن.

ابو زيد
المعلق(ة)
13 مارس 2022 00:02

مع كل الاحترام لكاتب المقال لكنه لا يعكس راي اغلبية الجماهير المغربية…..
اخفاقات البطولات تتوالى…..
غطرسة المدرب خليلو….مخليناه !
قد يكون السيد لقجع رجل الادارة بامتياز، لكن عيون الكرة تختلف!!!
و لا يحتاج السيد لقجع الى تلميع حذائه بقدر ما يحتاج إلى النقد البناء و هو على فكرة صحي في المجتمعات الديمقراطية!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x