2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

باشرت المملكة المغربية مُفاوضات مع إسرائيل من أجل الحصول على عتادٍ حربي هامّ يتمثل في أنْـظمة و أسْـلحة استراتيجية اسرائيلية الصُّـنع، وذلك خلال قمة النقب التي استضافتها إسرائيل مؤخرا و حضرها وزراء خارجية الدول المطبعة مع إسرائيل.
ويتشكل العتاد العسكري الذي ترغب كل من المملكة المغربية، البحرين و الإمارات في الحصول عليه، في نظام الدفاع ضد الصواريخ الباليستية ونظام الدفاع ضد الصواريخ غير الموجهة، بالإضافة إلى نظام الرّصد الراداري للصّواريخ الباليـــستيّة، وهو ما يطرح تساؤلات عدة، عن آثار حصول المغرب على هذا العتاد العسكري على موازين القوى في المنطقة.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “القمة كانت واضحة بحسابات و بتوازنات عسكرية مختلفة، لكنها ربما تتقاطع دول الخليج و المغرب في علاقتها مع إسرائيل في المصالح الحيوية”.
موردا أنه “لكل بلد ولكل قراءته الخاصة لطبيعة هذه العلاقات، خاصة أن علاقة المغرب بإسرائيل تتميز عن باقي الدول بكونها تتماشى مع الرصيد الثقافي و الحضاري للمغرب و الذي عرف تاريخيا هذا التداخل مع التراث اليهودي”.

وأضاف لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه “من خلال هذا التداخل والإستمرارية، وليس ما يسمى اتفاق سلام، لأنه لم تكن هناك حرب، ومن خلال هذه المنطلقات، فإن الأساس هو التركيز المغربي على الجانب الدفاعي و الذي بدا واضحا، لأنه عندما نبحث عن الدول التي تزود المغرب منها بالأسلحة، ونقول إنها أسلحة مؤهلة أو جد متقدمة، نجد أن المغرب كان يحصل على الأسلحة التقليدية من الولايات المتحدة الأمريكية “.
ولفت الإنتباه إلى أن ‘إسرائيل الآن أصبحت متقدمة في عدة مجالات صناعية، خاصة المرتبطة بصناعة الأسلحة أو في المجالات المتعلقة بالصواريخ الباليستية، أو الطائرات غير الموجهة، أو بعض تقنيات الطائرات المسيرة”.
وشدد المتحدث على أن “المغرب يستفيد كثيرا من هذا المجال، و إسرائيل ربما انطلاقا من قناعتها بأهمية هذا التحالف مع المغرب في منطقة شمال إفريقيا، و اعتبار المغرب بوابة لإفريقيا وجسر عبور لأوروبا، ومن خلال هذا التقارب و وجود جماعة ضاغطة لصالح المغرب في إسرائيل تدفع في اتجاه تمتين العلاقات مع المغرب، و رأينا كيف تم استئاف هذه العلاقات والرحلات الجوية وما ترتب عن هذا الأمر من قبول من طرف المغرب و إسرائيل”.
وأكد المتحدث على أن “المغرب يحتاج في هذا الوقت بالذات إلى أسلحة نوعية ستفيده في الدفاع على وحدته الترابية، ومواجهة محيط متوتر في شمال إفريقيا، شرقا الجزائر و مناوراتها الإستراتيجياتية لاحتواء المغرب، ومنطقة الساحل جنوب الصحراء وما تحمله من مظاهر العبث والفوضى و الاضطراب، سواء إن كان الأمر يتعلق بدول هشة، أو حتى بجماعات إرهابية”.
وخلُص محدثنا إلى أنه “بناء على ما سبق، وانطلاقا من عقيدة عسكرية مركبة، ينطلق المغرب من شراكته مع إسرائيل لدعم هذه العقيدة المتجددة لمواجهة كل التحديات المستقبلية”.
الحمد لله ان الدولة المغربية لا تبني استراتيجية دفاعها على تحاليل المناسبات!!
فاسرائيل مثلا تعاني الأمرين مع حزب الله ، و هذا هو الامر الواقع….
المغرب يتخذ من تنويع مصادر تسلحه حسب الحاجة و نجاعة السلاح و ليس فقط من مبدأ الحماسة و المجاملة!!