2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الملائكة والكنز والمهدي المنتظر.. خرافات أم إشاعات للتشويش على المقاطعة؟

طفت إلى السطح مؤخرا العديد من الأخبار التي تناقلها الرأي العام المغربي على شكل فيديوهات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، تمل طابع الغرابة والإثارة فمنها من يندرج ضمن صنف “الخرافة” ومنها ما يمكن اعتباره “إشاعة”، وهي الأنباء التي جاءت تزامنا مع حملة مقاطعة عدد من المنتجات الإستهلاكية التي أكملت الشهرين منذ انطلاقها لتدخل شهرها الثالث.
فمباشرة بعد فضيحة وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي الذي تزعم احتجاجات عمال شركة “سنطرال” أمام البرلمان، ظهر شخص يدعي أنه المهدي المنتظر حيث نشر شريط فيديو تم تداوله على نطاق واسع في الصفحات الإجتماعية، وتحدثت عنه الصحافة المغربية، غير أن الموضوع لم يأخذ طابع الواقعية على اعتبار أن العديد من المتابعين أشاروا إلى أن المعني بالأمر يعاني من خلل نفسي، فتم تداول الخبر بشكل ساخر بين العديد من النشطاء.
وبعد ذلك، وخلال نهاية الأسبوع المنصرم، انتشر شريط فيديو، يزعم صاحبه أنه وثق لـ”نزول الملائكة” بمدينة مكناس، حيث أظهر الشريط بعض الأجسام المضيئة في السماء قبل أن تختفي بعد ثوانٍ معدودات، وهو الخبر الذي استأثر باهتمام بالغ من طرف رواد المواقع الإجتماعية، بين مًصدق ومكذب، إذ اعتبر الكثيرون أن الأمر قابل للوقوع، فيما شدد آخرون على أن الموضوع هو أكذوبة ومجرد فيديو مفبرك على اعتبار أن هناك العديد من الفيديوهات التي تناولت الموضوع ذاته وبنفس الشكل في عدة بلدان ومناطق أخرى، أبرزها مكة المكرمة.
ولم تمر سوى ساعات قليلة على هذا الموضوع، حتى خرج شخص بمنطقة “سرغينة” نواحي بولمان، يدعي وجود كنز في قمة جبل ليتضح أن الأمر مجرد “خُدعة” انتهت بكتابة شعار “الله الوطن الملك” في ذات الجبل، فنزل الشخص المعني وبقي آلاف المواطنين ينتظرون خروج الكنز وهو الأمر الذي لم يتم مما اثار موجة كبيرة من الجدل والسخرية، حيث استنكر العديد من المتابعين انغماس فئة من المغاربة في قُمقُم الخرافة ونحن في القرن الواحد والعشرين، فيما طالب آخرون بضرورة اعتقال الشخص المعني بعد أن ضحك على ذقون آلاف الفقراء الذي تكبدوا عناء السفر من كل فج عميق من أجل نيل حصتهم من الكنز المزعوم.
الغريب في الأمر أن كل هذه الأنباء الغريبة جاءت بشكل متواتر ومتزامن مع حملة المقاطعة التي أحدثت رجة سايسية كبرى في المغرب دفعت بالوزير الداودي إلى تقديم استقالته، وزعزعت كيان التحالف الحكومي الذي يقوده حزب “العدالة والتنمية”، ليُفتح الباب من أجل التساؤل، هل كل هذه الأحداث تم افتعالها من أجل التشويش على المقاطعة؟؟