لماذا وإلى أين ؟

هل سيتغيَّـر موقفُ موريتانيا من نزاع الصحراء بعد القرار الإسباني الأخير؟ .. محلل سياسي موريتاني يُجيب

كان للموقف الإسباني الأخير بخصوص الإشادة بالمبادرة المغربية لحل نزاع الصحراء والمتمثلة في الحكم الذاتي، صدىً في الدول المغاربية خاصة في الجزائر وموريتانيا، التي ما زال موقفها جامدا في موضوع الصحراء، حيث تعترف بـ”الجمهورية الصحراوية” مع وقف التنفيذ.

أسئلة عدة تطرح حول الموقف الموريتاني بخصوص ملف نزاع الصحراء خاصة بعد إعلان إسبانيا موقفها الجديد الداعم لحل النزاع عبر المبادرة المغربية. فهل سيشهد الموقف الموريتاني تغييرا في الموقت الراهن؟ أم أن موريتانيا ما زالت تحتفظ بموقفها التقليدي الذي تجاوزته الأحداث الدبلوماسية؟

وفي هذا الإطار، يرى الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني؛ محمد أفو، أن تغيير الموقف من عدمه في موريتانيا يحمل الكثير من التعقيدات، منها التعقيدات الأمنية و الإجتماعية. أما التعقيدات الامنية فتتمثل في أنها لن تكون في مأمن من غدر “المليشيات” وحلفائها، خاصة أنها ممتدة على طول حدودها الشمالية وفي مناطق يسهل اختراقها أمنيا.

محمد أفو ــ كاتب ومحلل سياسي موريتاني

أما التعقيدات الإجتماعية، يضيف أوفو في حديثه لـ”آشكاين”، فتتعلق بالتداخل القبلي الكبير بين سكان المنطقة، مشددا على أن هذه التعقيدات هي التي تجعل “تغيبر موقف موريتانيا من القضية لن يمر دون خسارة، وأمام هذا الوضع لا يمكننا أن نتحرك للأمام ولا إلى الخلف دون خسائر كبيرة”.

وأضاف المحلل السياسي، تغيير موقف موريتانيا من نزاع الصحراء لن يكون إلا ضمن مواقف متزامنة من القضية، أي ضمن موجة حراك قوية، معتبرا أن المغرب يخطط للحظة قد ترفع الحرج عن الدول المعترفة بالصحراء، حيث أنها تعمل بدأب داخل أروقة الدبلوماسية وتجني ثمارا متتالية، وهناك لحظة سيكون الأمر الواقع هو سيد الموقف ولن تكون هناك خيارات كبيرة أمام الجزائر إلا أن تواجه المجتمع الدولي.

وبخصوص الظروف المنافسة لتغير موريتانيا موقفها من نزاع الصحراء، رد الكاتب الموريتاني، بأنه “بلا شك هي ظروف تقارب الجارتين الجزائر والمغرب”، مضيفا “المغرب ينتهج سياسة لا تستخدم الأخوة في السياسية؛ وَهذا ما جعلها تتغاضى عن اعتراف موريتانيا بدولة على أرضها، بينما الجزائر لا تنتهج ذات النهج في علاقاتها، وأي تغيير في الموقف الموريتاني يعني خسارة الجزائر، وموريتانيا حريصة على علاقاتها بالجزائر كثيرا”.

وخلص أوفو، إلى التأكيد على أن “هذا الموقف الحرج هو ما وجدت عليه موريتانيا نفسها منذ 1981″، مسترسلا “لكن في النهاية يظل الاعتراف بالجبهة موقفا غير منطقي ولا مؤسس على بصيرة، والمغرب تتقدم بحنكة نحو تعميم دولي لصالحها، وبعض مراحل هذا التحرك ستواجه فيه الجزائر ضغوضات قوية”، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x