2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أعلنت المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية عن مشاركتها في مناورات عسكرية مشتركة مع الجزائر، قرب مدينة بشار الجزائرية على الحدود الشرقية للمغرب، بمشاركة 80 عسكريا روسيا، والتي يرتقب أن تكون شهر نونبر من هذا العام، على شكل “تحركات تكتيكية للبحث عن الجماعات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها”.
ويأتي الإعلان عن هذه المناورات العسكرية بعد أيام قليلة من انتهاء النسخة 14 من مناورات “الشركي” الفرنسية المغربية على الحدود الجزائرية، التي امتدت ما بين 3 و 26 من مارس المنصرم، كما أن مناورات روسيا والجزائر تأتي في سياق دولي متوتر بسبب إقدام روسيا على شن حرب ضد أوكرانيا، ما أربك حسابات العالم، وهو ما يطرح تساؤلات عن الرسائل المراد تبليغها من خلال المناورات الروسية الجزائرية على الحدود المغربية في هذا التوقيت بالذات.
وفي هذا السياق، يرى الخبير الأمني و رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، أن “الجزائر اليوم بعد أن تلقت هزائم كثيرة،

وبعد أن فقدت الكثير من الفرص للإبقاء عن بعض الحظوظ لتفرض استمرارية وبقاء وَهْمِها، واستمرارا لعقيدتها العدائية للمغرب فهي تسعى لإعطاء رسائل للداخل الجزائري، من خلال مثل هذه العمليات والمناورات، هذه الرسائل الموجهة للداخل الجزائري، توهم بأن الجزائر لها مكانة ولها حلفاء، ولها دور تلعبه”.
وأكد بنحمو، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “الجزائر حاولت استغلال مثل هاته المناورات للضغط على بعض الفاعلين الدوليين، في محاولة لإظهار بأنها فاعل ينبغي عدم تجاهل مكانها ودورها، وهي رسائل للأوربيين وخاصة فرنسا، وربما حتى لبعض الدول الغربية بالأساس”.
وشدد على أن “الجزائر تحاول أن تحدث بعض التوازن الإستراتيجي من خلال مثل هاته المناورات العسكرية، ما يعني أنها محاولة لإرسال عدة رسائل في عدة اتجاهات”.
ولفت الإنتباه إلى أن “ما يهم خارج هذه الرسائل خارج هذه المناورات، هو أن مثل هذه المناورات تظل، إلى حد كبير، أمرا سياديا بالنسبة للجزائر، ولكنها مناورات للأسف لا تنخرط في التوجه و الإتجاه السليمين خاصة في هذه الظرفية”.
وأشار إلى أن “روسيا بعد حملتها العسكرية على أوكرانيا هي اليوم في حاجة لمثل هه الشراكات والمناورات لإظهار أنها مستمرة في لعب دورها الذي تراه على المستوى الدولي كقوة عسكرية، والأكيد أن روسيا اليوم تسعى إلى خلق فضاءات من أجل خلق توازنات، خاصة بعد الآثار التي أصبحت تبدو على العملية العسكرية على أوكرانيا، وهي آثار، استراتيجيا وعسكريا، سيكون لها وقع على روسيا، حيث أنها لن تخسر الحرب في أوكرانيا ولن تربحها كذلك”.
وأضاف الخبير الأمني نفسه أننا “أمام شريكين بأهداف مختلفة ولكنهما يلتقيان حول ضرورة إحداث أو إقامة عمل من هذا القبيل للإستهلاك الإعلامي والدولي أكثر منه لشيء آخر، و على ما يبدو هو أن الجزائر تسعى إلى أن تجد حلفاء، او أن تجعل نفسها داخل تحالفات أيا كانت و بأي ثمن كان، وهذا له ثمن”.
وخلص إلى أن “ما يقوم به المغرب في جانب المناورات، ليست مجرد عمليات يتيمة، ولكنها استراتيجية حقيقية قائمة الذات و ثابتة بأهداف واضحة مع مختلف الشركاء، و ردة الفعل الجزائرية هذه تؤكد أن النظام الجزائري في حالة تيه استراتيجي كبير”.