أبطالٌ مِنْ ذهَب: لزعر .. البطل العالمي الذي يتعرض للسخرية قبل أن يصدم خصومه

خلال شهر رمضان الجاري، سيكون لقراء ومتتبعي الموقع الإعلامي “آشكاين”، موعد يومي مع سلسة “أبطال من ذهب”، والتي ستكشف أسرارا عن أبطال مغاربة في رياضات فردية مختلفة؛ خاصة منها القتالية، حيث ستركز السلسلة على أبطال رفعوا راية المغرب عاليا و آخرين سجلوا أسماءهم في تاريخ الإنجازات الرياضية بمداد من ذهب.

الحلقة الثالثة عشر: لزعر .. البطل العالمي الذي يتعرض للسخرية قبل أن يصدم خصومه

النشأة والألقاب

“المظاهر خداعة” مثل يقال في كل مناسبة يظهر فيها الشيء في غير حقيقته، وضيفنا في حلقة اليوم من سلسة أبطال من ذهب ينبق عليه هذا المثال بامتياز في رياضة الكيك بوكسينغ. حيث يتعرض للسخرية من منافسيه بسبب وزنه الزائد قبل أن يسقطهم بالقاضية داخل الحلبة. فمن يكون البطل المغربي والعالمي إسماعيل لزعر؟

ولد اسماعيل لزعر يوم 12 نونبر من سنة 1990 بمدينة تيلبورغ الهولندية، من أصول مغربية، حيث ينحذر والداه من مدينة زايو بإقليم الناظور بالريف المغربي. ومثل جميع أبناء المهاجرين المغاربة؛ لم يجد لزعر أمامه إلا رياضتين، كرة القدم والكيك بوسينغ، فاختار هذه الاخيرة.

بدأ لزعر ممارسة الكيك بوسينغ في سن 15 سنة، وخاض أول قتال له في سن 19 سنة، قبل أن يطلق العنان لنفسه لحصر الألقاب والبطولات في رياضة الكيك بوكسينغ بالرغم من أن جسه يعطي صورة مغايرة عن مستواه الحقيقي في القتال.

حاز لزعر على لقب بطل العالم سنة 2014 داخل منظمة “ENFUSION” الشهيرة في الوزن الثقيل في رياضة الكيك بوكسينغ، كما حصد المركز الأول في النسخة الرابعة من بطولة غلوبال للفنون القتالية في نادي الطيران في ّدبي، إضافة إلى جائزة تقدّر بمليون درهم، وتوّج عام 2016 بلقب بطولة G.F.C 4 العالمية للكيك بوكسينغ ضد خصمه بعد فوزه بالضربة القاضية في إمارة دبي، وجائزة مليون درهم إماراتي.

السخرية والتميز

تعرض البطل المغربي إسماعيل لزعر للتنمر والسخرية كثيرا في مساره الرياضي بسبب وزنه الزائد وقصر قامته. والمثير أن هذه السخرية لم يتعرض لها من طرف الجمهور فقط، بل حتى من المنافسين، حيث أن العديد من منافسيه أطلقوا تصريحات إعلامية قبل نزالهم ضده تسخر من وزنه الزائد، وذلك من أجل حشد الجمهور لمتابعة النزال وكذا من أجل زعزعة ثقة لزعر في نفسه.

إلا أن داخل الحلبة ليس مثل خارجها وأمام “مكروفونات” وسائل الإعلام، حيث أن أغلب المنافسين الذي سخروا من لزعر قبل النزال يسقطون بالضربة القاضية داخل الحلبة في جولات النزال. حيث لا يتوقعون قوة ضرباته خاصة بالأيدي ما يجعلهم في مواقف صعبة داخل النزال الذي ينتهي غالبا بفوز لزعر.

السجل الاحترافي لإسماعيل لزعر يظهر أنه مقاتل قوي، حيث أن حصيلته لحدود اليوم جد متميزة، كيف لا وهو يتوفر على 30 نزالا احترافيا، فاز منها بـ 27 نزالا، 15 منها بالضربة القاضية، ولم ينهزم إلا ثلاث مرات، آخرها أمام حامل اللقب في منظمة “كلوري” الهولندي بطل العالم في الوزن الثقيل ريكو فيرهوفن.

في وصفها للبطل المغربي إسماعيل لزعر، قالت منظمة “كلوري” التي تعتبر الأقوى والأشهر في العالم عبر موقعها الرسمي، إن “إطاره الممتلئ يجعله يبدو وكأنه يقضي وقتًا على الأريكة أكثر مما يقضي في صالة الألعاب الرياضية. ولكن يمكن أن تكون المظاهر خادعة، فهو مقاتل ديناميكي للغاية يطلق الأسهم والقنابل من يديه فيسقط المنافسين على الأرض”.

أزمة المنشطات

كان البطل المغربي إسماعيل لزعر في مسار متصاعد، حيث صنف من بين أقوى 10 مقاتلين في الوزن الثقيل في رياضة الكيك بوكسينغ، حيث كان في ترتيب “كلوري” بالقرب من زملائه بدر هاري، جمال بن صديق وطارق خبابز. قبل أن يصدم بقرار توقيفه لأربع سنوات.

توقيف لزعر صدر من طرف اللجنة التأديبية الرياضية بهولندا بسبب ثبوت تعاطيه المنشطات خلال آخر نزال له ضد البطل الهولندي ريكو فيرهوفن خلال في منافسات “كلوري 41″، والذي انهزم فيه البطل المغربي بالنقط، ونال احترام العديد من المراقبين.

تعليقا على القرار، عبّر إسماعيل لزعر في تصريحات صحفية عن استيائه وعدم تقبّله للإيقاف، وأوضح أنه لا يعرف بتاتا أي شيء عن هذا الموضوع، وسيستفسر عنه طبيبه الخاص المكلّف بتنظيم نظامه الغذائي وكذا المتابع له منذ سنوات، مؤكّدا أنه لم يتناول أي مادة منشّطة طيلة استعداداته لهذا النزال. ولحدود اليوم لم يلعب لزعر أي نزال في “كلوري” بالرغم من انتهاء مدة عقوبته.