بايتاس يُخَوٍِِّنُ أحزابا وطنية و يُشكِّك في خِـطابات ملــكيّة

من جديد، يطل علينا المعلم السابق والوزير الحالي، مصطفى بايتاس، بتصريحات غير محسوبة، ظاهرُها خطابُ مسؤولٍ حزبي في إطار تدافع ما قبل انتخابي مع غريم سياسي وباطنُها تحريضٌ على إشعال فتنة طائفية و طعن في خطابات ملكية.

مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خرج بتصريحات في حق حزب “العدالة والتنمية، الذي عين الملك محمد السادس قياديين منه لتولي رئاسة الحكومة في ولايتين متتاليتين، يتهمه من خلالها (التصريحات) بـ”الإشتغال بأجندة غير واضحة لا تنتصر للوطن ‏والمواطنين” !!!

ما صرّح به بايتاس يُعدُّ ” تهمة بـ”الخيانة العظمى” في حق حزب مغربي يشتغل بترخيص من المصالح المعنية و وفق أسس قانون الأحزاب بالمملكة المغربية، فهل يمتلك أدلة على ما يقوله إنْ فتحت النيابة العامة تحقيقاً في هذه التهم الثقــــيلة؟

ومن أوجُه الخطورة فيما صرح به بايتاس أيضا، أن يصُبَّ الزيت على نار الفتنة، والفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها، وذلك من خلال الضرب في وطنية حزبٍ مغربي والتحريض على أعضائه باعتبارهم، حسب بايتاس، “خونة الوطن، يشتغلون بأجندات غير وطنية؟؟ الأمر الذي يجعلهم في نظر بعض المغاربة، و خاصة ممن يسمعون لبايتاس داخل هيئته الحزبية، أعداءً وجبت مُحاربتهم باسم مصالح الوطن؟؟”

بايتاس لم يكْتفِ بِصبِّ الزيت على نار الفتنة، بل هاجم حتى من يقول بأن أسس الورش الملكي ‏لتعميم ‏الحماية الإجتماعية تم إقراره في عهد الحكومة السابقة، وأن الحكومة الحالية تقوم فقط بإنزال ما تم إقراره مسبقا، وهو بذلك يُهاجم و يضرب في مضمون خطاب الملك محمد السادس الذي طالب فيه الحكومة الحالية بـ”استكمال المشاريع الكبرى، التي تم إطلاقها، وفي مقدمتها تعميم الحماية الإجتماعية، التي تحظى برعايتنا”، فهل يكذب بايتاس ما يقوله الملك؟

الأكثر من ذلك، أن بايتاس لم يفهم مقتطف الخطاب الملكي الذي جاء فيه أن بداية هذه الولاية، “تأتي في الوقت الذي يدشن فيه المغرب مرحلة جديدة، تقتضي تضافر الجهود، حول الأولويات الإستراتيجية، لمواصلة مسيرة التنمية، ومواجهة التحديات الخارجية”، وراح يخوضُ حروب دونكشوطية دفاعا عن مصلحة حزبية، بل هي بالأحرى مصلحة شخصية ضيقة.

فهل من عاقلٍ يُنبِّــه بايتاس إلى أن تصريحاته وخرجاته تسيرُ بالحُــكومة و”الحـــمامة” إلى الهــــاوية؟