2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

هناك مثل شعبي مغربي يقول “ياكل مع الديب ويبكي مع الراعي”، وهو مثل يطلق في معظم الأحيان على الأشخاص الانتهازيين ذوي الوجهين الذين يأكلون الغلة ويسبون الملة.
مناسبة استحضارنا لهذا المثل هو التصريح الأخير للمعلم السابق، الوزير الحالي الناطق باسم الحكومة، المصطفى بايتاس، خلال الندوة الصحفية التي تلت أشغال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، والتي فضحت تناقضاته ونواياه غير المعلنة.
فبايتاس الذي ما أن يخرج من “زبلة حتى يطيح في أخرى”، ظهر في إحدى لقطات الندوة المذكورة المنعقدة يوم الخميس 19 ماي الجاري، وهو يدعو إلى “نبذ التنابزات والاختلافات، لأن السياق الدولي يدعو إلى الوحدة لمواجهة هذه التحديات”.
تصريح بايتاس هذا قد يظهر للمتتبع أنه عاد، ومنطقي، بل ومطلوب في ظل ما يشهده العالم من قلاقل، لكن؛ ما يجعل منه تصريحا غير عاد، هو ما ذكره بايتاس نفسه قبل أيام معدودة فقط من كلام يحمل دعوة تحريضية صريحة وواضحة ضد حزب مغربي يشتغل وفق القانون، وإشعال لنار فتنة بين مغاربة يجمعهم نفس الانتماء للوطن وتفرقهم فقط اختيارات سياسية.
فمن يسمع بايتاس وهو يقول: “إن سياق الأزمة الحالية لا مجال فيه للتنابزات والاختلافات؛ بل يجب أن نكون فيه على قلب رجل أو سيدة واحدة لمواجهة هذه التحديات التي تمر منها بلادنا والعالم”، لن يعتقد أنه هذا الشخص هو نفسه الذي خرج قبل هذا التصريح بأيام فقط يتهم حزب “العدالة والتنمية، الذي عين الملك محمد السادس قياديين منه لتولي رئاسة الحكومة في ولايتين متتاليتين، بـ”الإشتغال بأجندة غير واضحة لا تنتصر للوطن والمواطنين”، أي أنه حزب “خائن للوطن ومصالحه العليا”، حسب بايتاس !!!
فتصريحات بايتاس في حق “البيجيدي” أقل ما يقال عنها إنها تدعو إلى الفتنة والتفرقة، وكل هذا في نفس الوقت الذي تعيش فيه بلادنا على غرار العديد من بلدان العالم أزمة تتطلب تظافر الجهود لمواجهتها. فأي بايتاس نصدق، بايتاس العضو بالمكتب السياسي لحزب الأحرار، أم بايتاس الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة؟
كما أن تصريح بايتاس هذا قد يفهم منه، أنه تقطار للشمع، لغاية في نفسه، على أخيه القيادي البارز في الحزب؛ رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، الذي خرج قبل أيام فقط يروى حكاية الديب الشارف الذي يجب عليه أن يترك الساحة للشباب لأنه لم يعد له صيت، وهو يقصد بذلك عبد الإله بنكيران، قبل أن يرد له هذا الأخير، لي مكانش من العاكزين، الصاع صاعين، ويصفه بـ”الحمير لي وخا يموت غيبقى غا حمير”.
فأي بايتاس نصدق، بعدما كشفت تصريحاته حقيقة وجهيه؟
يلاه فهمنا علاش الاحزاب كانوا دايرين الشعارات الاسد والحصان ووالاشجار والورد فنحن في غابة او حديقة
رد الديب الشارف كان أذكى من كلام الحمير هههههههه