2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في سابقةٍ من نوعها في تاريخ علاقة البرلمان المغربي بالحكومة، يُكذِّبُ وزيرٌ في هذه الأخيرة زميلاً له أمام الرأي العام و ببلاغ رسمي.
فمساء أمس الإثنين 30 ماي الجاري، فاجأ وزيرُ الصحة و الحماية الإجتماعية، خالد آيت الطالب المغاربةَ ببـلاغٍ يُكذِّبُ فيه ما ورد في مراسلة رسمية بعث بها زميلُه في الحكومة، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة؛ مصطفى بايتاس، إلى مكتب مجلس النواب حول أسباب عَدَم حُضوره إلى الجلسة التي عُقدت في ذات اليوم.
وخلال الجلسة المذكورة، تفاجأ المغاربة وهم يسمعون أمين مجلس النواب، محمد بودريقة، يتلو رسالةً رسمية توصلت بها رئاسة مكتب ذات المجلس من الوزير بايتاس، يخبر فيها المجلس بأن وزيرَ الصحة خالد آيت الطالب، غيرُ مُستعدٍّ للتفاعل مع الطلبات التي تقدم بها نوابٌ للتحدث في موضوع عام وطارئ يستلزم إلقاء الضوء عليه وإخبار الرأي العام الوطني به، و يتعلق بـ”التهديدات الصحية المترتبة عن فيروس جُــذري القرود و الإجراءات الإحترازية المتخذة ضد انتشار هذا الفيروس بالمغرب”.
ما زاد من دهشة المغاربة هو قولُ بايتاس في رسالته الرسمية “إن وزير الصحة غيرُ مُستَعِدٍّ للتحدث في موضوع جُـذري القِرَدة” الذي يستنفر كل العالم، مما يُفهم منه أن هذا الوزير المكلف بحماية صحة المغاربة، والذي أشاد ملك البلاد محمد السادس بالعمل الذي قام به خلال فترة الحرب على جائحة كوفيد19 التي اجتاحت المغرب كغيره من بلدان العالم، “لا يبالي بما يشكله هذا الأمر من تهديد للأمن الصحي للبلاد و مَامْسواقش للموضوع نهائيا، أو أنه غير كفء للحديث في الموضوع ؟؟
ولم تمض سوى دقائق معدودة على تلاوة أمين مجلس النواب لرسالة بايتاس، حتى جاء الردُّ من ديوان وزير الصحة ببلاغ كذَّب فيه، جملة وتفصيلا، ما ورد بهذه الرسالة، مؤكدا (البلاغ) أن “خالد ٱيت الطالب لم يرفض أبدا التجاوب مع أسئلة النواب البرلمانيين المتعلقة بمرض جُـذري القردة، بل إنه يتواجد حاليا في مهمة رسمية خارج أرض الوطن”.
وشدَّد بلاغُ ديوان آيت الطالب، الذي فضح بايتاس، على أن وزير الصحة “سيمثل بعد عودته إلى أرض الوطن أمام أعضاء مجلس النواب للتفاعل مع الطلبات التي تقدم بها النواب البرلمانيين، بخصوص التهديدات الصحية المترتبة عن فيروس جذري القدرة، والإجراءات الإحترازية المتخذة لمواجهة انتشار فيروس جُذري القردة بالمغرب”.
المثير أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل إن بايتاس، “بغا يكَحَّلْها فعْمَاها”، بعدما خرج بتصريحٍ يكذب فيه رسالته التي وجهها إلى رئاسة مجلس النواب، ويقول، أمام نفس النواب الذين أخبرهم بأن وزير الصحة غير مستعد، إنه “لولا وجود وزير الصحة خارج البلاد لكان حاضرا للتواصل حول جُـذري القردة” !! فمن سيصدق المغاربة إذاً؛ بايتاس صاحب الرسالة أم بايتاس صاحب التصريح؟
ما قام به بايتاس اتجاه وزير الصحة قد يكون فقط الشجرة التي تخفي الغابة، غابة خطاياه العديدة التي أصبحت عبئا واحراجا للحكومة، تكشف غياب الانسجام بين أعضائها ومكوناتها.
كما أن خطيئة بايتاس هاته، تدفع إلى التساؤل حول الأهداف الحقيقية لهذا المسؤول، الذي يُعدُّ لسانَ حال الحُكومة، و الكامنة وراء هذه الممارسة، وهي ممارسة كانت ستمر دون أن ينتبه لها أحد، لولا الشجاعة السياسية لوزير الصحة، وفَـضْحِه إياها.
فهل كان غرض بايتاس إحراجُ وزير الصحة وتصفية حسابات معه، قد تكون انتقاما لزميلته في “الحمامة” التي أعفيت من منصب وزيرة الصحة؛ في أقل من أسبوع، بعد عودة آيت الطالب؟ أم أن هذا بايتاس اعتاد التصرف على هذا المنوال باسم وزراء آخرين لم يجرؤوا بعد على فضحه؟
كيفما كانت نوايا بايتاس من وراء هذا التصرف، فالمؤكد أنه خطأٌ جسيم ينضاف إلى سلسلة خطايا أخرى تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن المَنْصِبَ أكبَــرُ منه، وعليه العودة إلى قسمه، لا لكي يُعلِّم أبناء المغاربة، وإنما ليتعلم كيف عليه أن يكون رجل دولة بامتيازـ لا رجلا لإحراج الدولة بامــــتياز !!!
.. سي بايتاس سيكون أول ضحية لتعديل حكومي ، وعليه أن يرحل لان الرجل أصبح يهرطق …
ألم يستحق هذا الوزير إعفاءه من هذا المنصب فورا أما في الدول التي يحترم الوزراء والمسؤلون فيها الدستور و القانون فإنهم يضعون استقالتهم بمجرد صدور شيء من هذا القبيل
الحكومة تحمل بين طياتها داء فقدان المصداقية المكتسبة . وعليه فهي في حاجة إلى وضع كل مشتبه فيه بحمله لهذا الفيروس في حجر سياسي قبل التوصل بنتائج الأبحاث المخبرية . وتوعية المواطنين باتخاذ الإجراءات الاحترازية إزاء كل من يحمل علامات هذا الفيروس . والشعار المقترح : ما تراخاوش ونبقاو جميعا يقظين