2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

رافقت النسخة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي يقودها وزير الشباب والثقافة والإتصال، “البامي” المهدي بنسعيد، (رافقها) الكثير من الإنتقادات اللاذعة بخصوص مكان وطريقة التنظيم قبل وأثناء وبعد افتتاحه، حيث كشف زواره معاناتهم المريرة مع هذا المعرض، بأصناف متنوعة من العذاب.
فبعد الإنتقادات التي وجهت و مازالت توجه إلى المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 27، كشف مجموعة من الزوار عن نماذج لمعاناتهم مع هذه النسخة 27 من المعرض، والذي افتخر بنعسيد بكونه ناجحا دون أن يقدم دلائل عملية أو أرقاما أو إحصاءات تبرهن مزاعمه.
نفس المعرض الذي استغله بنسعيد بشكل مذموم على المباشر وفي قبة البرلمان من أجل تصفية حسابات سياسية مع خصومه السياسيين ومنتقديه، وتغنى فيه بـ”التغول”، هو نفس المعرض الذي أذاق من خلاله بنسعيد لزواره معاناة لا تكاد تنتهي مع كل زيارة لهذا المعرض الذي تم تنظيمه بهذا الشكل.
فمن بين نماذج المعذبين من معرض بنسعيد، الدكتور أحمد الدافري، الخبير في علوم الإعلام والتواصل، والذي تقاسم مع متابعيه على الفيسبوك جانبا من معاناته المريرة مع هذا المعرض.
وقال الدافري، إنه ، يوم الأحد الماضي، عندما ذهبت إلى المكان الذي يُقام فيه المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، ما لقيتش فين نحط الطوموبيل، وقلت لواحد رجل أمن كان كينظم عملية المرور، عافاك أسيدي فين يمكن نباركي الطوموبيل، قال لي مرحبا، سير حتى للراس ودير الدورة وارجع هنا وادخل للباركينغ، زدت نيشان، وبقيت غير غادي، ولا تسمع سوى أصوات المنبهات من شدة الازدحام، تفرع لي الراس، حتى وصلت لواحد رونبوان، درت الدورة، وارجعت ودخلت للباركينغ”.
وأشار المتحدث إلى أن الباركينغ عبارة عن “قطعة أرضية عامرة بالتراب، عامرة بالطوموبيلات، ما كاين حتى شبر ديال الأرض خاوي، بقيت غادي كنقلب على فين نباركي، والو، ما حدي غادي كنقلب وأنا كنبعد على المعرض”، مسترسلا في الحديث عن تعرض سيارته لاصطدام مع الحواجز الموضوعة في مخرج المعرض والتي تم وضعها بشكل ضيق، كماأن سيارته سقطت في حفرة وخرج منها بمشقة الأنفس قبل أن يتجه بعيدا على المعرض بحوالي نصف كيلومتر لركن السيارة والعودة على قدميه للمعرض بعد معاناة كبيرة.
من جهة أخرى، نقل أحد زائري المعرض، معاناته ولخصها في عدة ملاحظات، أولا: الموقع بعيد جدا عكس الدار البيضاء حيث كان المعرض في قلب المدينة وقرب مسجد الحسن الثاتي، ثانيا: المساحة المخصصة للمؤسسات كبيرة جدا ودون أية إضافة للكتاب محورية للمعرض، ثالثا: هنالك حيف كبير تجاه بعض الناشرين والمكتبات المتقوقعة في مساحات ضيقة جدا حيث يصعب تصفح الكتب ورؤية العناوين، عكس بعض الأروقة الواسعة والخاوية على عروشها، وأحيانا يخيل إليك أنك في معرض للأزياء أو الطبخ أو في حملة انتخابية سابقة لأوانها”.
وأضاف المتحدث الذي يظهر أنه “تمحن” في معرض بنسعيد للنشر والعذاب “شخصيا أظن أن هذا المعرض خلق ليتواجد بالدار البيضاء، حيث فوجئت باختقاء بعض الأروقة التي كانت تؤثته مند ولادته كجناح الكتب القديمة أو المستعملة والذي كان فرصة للجميع لاقتناء ما تيسر من الكتب بأثمنة جد مناسبة”.
مشيرا إلى أن “الإحتفاء بالمؤلفين يقتصر على دور النشر المغربية المعرضة للإنقراض حيث القامات الأدبية تجدها محشورة في ركن ضيق تنتظر من يلتفت إليها ويطلب توقيعا لكتاب لم يحظ لا هو ولا صاحبه بالإحتفاء المناسب”.
يذكر أن الوزير بنسعيد كان قد قص يوم الخميس 03 يونيو الجاري، شريط الدورة 27 لمعرض النشر و الكتاب، في أجواء “جنائزية” أكثر منها احتفائية.
فخلافا للنسخات السابقة لهذا المعرض الذي كانت دوراته تفتتح في أجواء احتفالية كبرى، بحضور مسؤولين سامين و كبار المسؤولين الحكوميين، حيث افتتح الأمير مولاي رشيد نسخة 2017، وافتتح ولي العهد مولاي الحسن نسخة 2018، وافتتح رئيس الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني نسخة 2019، خلافا لذلك ، عرف المعرض، في دورته “البنسعيدية”، غيابا تاما لأي مسؤول كبير عن حفل الافتتاح الرسمي، وهو ما اعتبره متابعون “عنوان فشل غير مسبوق للمعرض الذي وصل صيته العالمية و نافس معارض دولية”.
كما أن الغياب غير المسبوق للمسؤولين المذكورين عن افتتاح “معرض بنسعيد للكتاب” دفع الحاضرين، من صحافيين و ناشرين و متتبعين، إلى التساؤل عن خلفيات هذا الغياب؛ خاصة و أن الساحة السياسية تمر بظرفية كثر الحديث فيها عن تعديل حكومي و عن غليان صامت داخل الأغلبية الحكومية.
ذهبت من الدار البيضاء إلى الرباط لحضور المعرض الجمعة الماضية فمنعت من الدخول من طرف حراس الأمن بدعوى ان اليوم الأول للمعرض هو يوم الإفتتاح و لا يمكن الدخول بدون دعوة. المشكل أنه لم يتم الاخبار بهذا الاجراء لا في القنواة الاذاعية العمومية ولا في الموقع الرسمي للمعرض. هذه البلاد بلاد العشوائية و التسيب و لا مسؤولية.
الفصل فصل صيف وإغلاق الأبواب على الساعة الثامنة مساء?!
التهوية ! الاختناق !
الأروقة كأنك وسط دروب حي عشوائي ! غياب مطويات تعرف الزائرين بالعارضين والناشرين !
اللهث وراء الدرهم والدولار والاورو والمصالح الخاصة أهم عند بعض المسؤولين من الحضور لمعرض حول الكتاب والنشر.فسدت القيم