لماذا وإلى أين ؟

أكــاديمي: تم جلبُ تلامـــيذ لملئ فراغـات مــعرض الكــتاب

تتواصل الإنتقادات اللاذعة الموجهة للنسخة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي يقودها وزير الشباب والثقافة والإتصال، “البامي” المهدي بنسعيد، من طرف كتاب و باحثين و زائرين لاحظوا في المعرض مجموعة من الإختلالات التنظيمية.

فبعد أن أذاق بنسعيد لزائري المعرض والناشرين العارضين لكتبهم في أروقته صنوف العذاب الجسدي والفكري، لا زالت الإنتقادات تلاحق المعرض الذي انتهى يوم أمس الأحد 12 يونيو الجاري، بخصوص مكان وطريقة التنظيم قبل و أثناء وبعد افتتاحه، و كشف زواره معاناتهم المريرة مع هذا المعرض، من أصناف متنوعة من العذاب.

وكشف الباحث في الإعلام والإتصال بجامعة ابن زهر، سعيد أهمان، عن مجموعة من الإختلالات التي رافقت تنظيم المعرض الذي ظل بنسعيد يتباهي بنجاحه دون أدلة و أرقام ملموسة، والتي رصدها في زيارة أتيحت له باعتباره كاتبا و باحثا في مجاله الأكاديمي.

ومن بين الملاحظات التي رصدها الباحث أهمان في تدوينة على حسابه الفيسبوكي اطلعت عليها “آشكاين”، أن “المعرض لم يحافظ على هويته “النشر و الكتاب”، وتحولت عدد من أروقة أجنحته إلى فضاءات تَعرض فيه مؤسسات حكومية و غير حكومية، وحتى التجارية، منتجاتها، وتستأثر بمساحات واسعة، مقابل ناشرين وكتاب لم يجدوا من يحتضنهم و يأويهم”.

وكشف المتحدث أن تم “استجلاب التلاميذ صغار السن، إلى المعرض من مدن بعيدة، لملء أنشطة أروقة وفضاءات محترمة خصصت لمؤسسات بعينها،  ليس إلا لـــ “ملء الفراغ وتعمار الشوارج” ، أطفال ناموا بأروقة لشدة تعبهم من السفر، ومنشطون من داخل تلك الفضاءات تَعبُوا ومَلُّوا من كثرة الضجيج في غياب رؤية تدبيرية متوسطة المدى و أخرى بعيدة المدى، لخلق حافزية لدى الأطفال من أجل حُبّ الكتاب”.

ولفت الإنتباه إلى “انشطار بعض مؤسسات النشر، التي بيضت و نبتت معها مؤسسات أخرى، وسط تنافسية في استقطاب الإستكتاب والأسماء بإغراءات، أمام غلاء الورق و لهيب أسعار كتب الناشرين، التي عمقت جراحها أزمة كورونا”، علاوة ما لوحظ  من “الغلاء الفاحش، نعم الفاحش، للخدمات الموازية للمعرض داخله، (المطاعم علي سبيل الحصر..) ، حتى صارت كُلفة الدخول، وشراء الكتب، وتناول غذاء و قهوة، وسفر و تنقل، يحتاج لميزانية استثنائية بكل المقاييس”.

وأشار أهمان إلى أن  “تهافت البعض حوَّل المعرض إلى سوق تجاري في كل شيء، لهفٌ ولهطٌ أمام مَوْزَنة مالية هشة، وثقافة قراءة ضعيفة، وإنتاج مكتوب محدود، مما يُسَائل مستقبل النشر والكتاب واستراتِيجِيتيهما في مغرب مُجتمع المعرفة والإتصال المأمول”.

وأكد على “الحاجة إلى معارض جهوية للنشر و الكتاب، لحفز كل من له لَوْعَةٌ على الكتاب من جهة، ومن جهة أخرى تقريب  الكتاب للمتلقي محليا و جهويا، أيًّا كان مستواه العلمي والمعرفي والجنسي والإجتماعي، وهي مناسبة يتعين إرساء التفكير الجماعي مجاليا في دعم النشر والكتاب، بطريقة شفافة لا بالموالاة والمراباة، كما يفعل آخرون”.

تأتي هذه الإنتقادات موازاة مع سحب بنسعيد من المعرض الدولي للنشر والكتاب، لكتاب “سوسيولوجيا التدين دراسة في الإعتقاد و الممارسة بالمجتمع القروي” للباحث علي تيزنت، المنتمي لجماعة العدل والإحسان،  وذلك بعد أيام فقط من سحب رواية “مذكرات مثلية” لكاتبتها فاطمة الزهراء أمزكار، بعدما أثارته من جدل عقب عرضها بأحد أروقة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، حيث توارت الكاتبة عن الأنظار لدواعي أمنية بعدما تلقت كمًّا هائلا من التعاليق المهاجمة لها.

المعرض الذي استغله بنسعيد بشكل مذموم على المباشر وفي قبة البرلمان من أجل تصفية حسابات سياسية مع خصومه السياسيين ومنتقديه، وتغنى فيه بـ”التغول”، هو نفس المعرض الذي أذاق من خلاله بنسعيد لزواره معاناة لا تكاد تنتهي مع كل زيارة لهذا المعرض الذي تم تنظيمه بهذا الشكل، حيث كشفوا جانبا من معاناتهم مع هذا المعرض، نشرت “آشكاين” نماذج منها في وقت سابق، منذ لحظة توجههم إليه وصولا إلى محيطه وحتى بعد الدخول إليه وما رافقه من انتقادات قبل وأثناء وبعد افتتاحه.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x