2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بالأرقام..بنسعيد يَحصدُ فشلاً غير مسبوق في معرض النشر و الكتاب

تواصل النسخة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب، حصْد الفشل و الخيبات بقيادة وزير الشباب والثقافة والإتصال، “البامي” المهدي بنسعيد، حيث كشفت الأرقام والإحصائيات الأخيرة زيف تفاخُر بنسعيد بمعرضه بالرباط.
فبعد الجدل الذي رافق المعرض في دورته 27 الحالية، والإنتقادات اللاذعة التي وجهها كتاب وباحثون وزائرون، عرضنا نماذج من معاناتهم، والذين لاحظوا في المعرض مجموعة من الإختلالات التنظيمية، جاء الدور على الأرقام التي لا تدع فرصة للتهرب أو الإختباء وراء الفقاعات الإعلامية.
فشل في جلب الزوار رغم كل البروبغاندا
وكشفت الإحصاءات الرقمية حول المعرض الذي سبق لبنسعيد أن استغله سياسيا لمهاجمة خصومه، أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط تمكن طيلة مدة إقامته، من 3 إلى 12 يونيو الجاري، من استقطاب 202089 زائرا فقط، رغم كل الدعايات والبروبغاندا التي سبقت وصاحبت المعرض من أجل جلب أكبر عدد من الزوار إليه، علما أن عدد زوار هذه النسخة 27 بلغ أقل من نصف عدد زوار آخر نسخة بالدار البيضاء الذي لامس نصف مليون زائر.
كما أن الإحصاءات تُكذِّب زيف شعارات بنسعيد و افتخاره المتواصل بهذا المعرض، إذ أن معارض دولية عربية أخرى تخطى عدد زوارها المليونين، ذلك أن عدد زوار معرض القاهرة الدولي للكتاب والنشر بلغ مليوني زائر، و بلغ عدد زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب 1692463 (1.7 مليون) زائر، و معرض مسقط الدولي للكتاب والنشر 1060826 (1.061 مليون) زائر، ومعرض الرياض الدولي للكتاب والنشر 900000 (900 الف) زائر.
فشل في تنظيم افتتاح يليق بالمعرض
لم يستطع الوزير “البامي” بنسعيد، تحضير أجواء تليق بافتتاح معرض دولي من حجم المعرض الدولي للكتاب، إذ كان قد قصَّ يوم الخميس 03 يونيو الجاري، شريط الدورة 27 لمعرض النشر والكتاب، في أجواء “جنائزية” أكثر منها احتفائية.
فخلافا للنسخات السابقة لهذا المعرض، الذي كانت دوراته تفتتح في أجواء احتفالية كبرى، بحضور مسؤولين سامين و كبار المسؤولين الحكوميين، حيث افتتح الأمير مولاي رشيد نسخة 2017، وافتتح ولي العهد مولاي الحسن نسخة 2018، وافتتح رئيس الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني نسخة 2019، خلافا لذلك، عرفَ المعرض، في دورته “البنسعيدية”، غيابا تاما لأي مسؤول كبير عن حفل الإفتتاح الرسمي، وهو ما اعتبره متابعون “عنوان فشل غير مسبوق للمعرض الذي وصل صيتُه العالمية و نافَسَ معارض دولية”.
كما أن الغياب غير المسبوق للمسؤولين المذكورين عن افتتاح “معرض بنسعيد للكتاب” دفع الحاضرين، من صحافيين و ناشرين و متتبعين، إلى التساؤل عن خلفيات هذا الغياب؛ خاصة و أن الساحة السياسية تمر بظرفية كثر الحديث فيها عن تعديل حكومي و عن غليان صامت داخل الأغلبية الحكومية.
فشل في توفير ظروف ملائمة لدور النشر من أجل الحضور والعرض
المعرض الذي لا تزال الانتقادات تلاحقه حتى بعد انتهائه، لم يستطع توفير الشروط المعيارية المتعارف عليها في المعارض الدولية، من أجل إيجاد جو ملائم لدور النشر للحضور والعرض، وهو ما كشف عنه الباحث الأكاديمي إدريس الكنبوري، من خلال جملة من الإختلالات والمشاكل التي واجهتها دور نشر خلال الدورة الحالية من المعرض الدولي للنشر و الكتاب المقام بالرباط من 03 إلى 12 يونيو الجاري.
وقال الكنبوري خلال استضافته ببرنامج “آشكاين مع هشام” الذي يبث على المنبر الإعلامي آشكاين والقناة التلفزية مغرب تيفي (قال) إن “العديد من دور النشر لم تحضر في النسخة الحالية لهذا المعرض بسبب مشاكل حدثت لها في أخر ساعة”، مشيرا إلى أن هذه المشاكل لها علاقة بـ”التنظيم والمساحة الممنوحة للأروقة وكذا الترتيب التي تم إخبارهم به في أخر ساعة”.
وأضاف ذات الباحث “في لقاءاتي مع بعض الناشرين يقولون إن المساحة التي منحت لهم مساحة صغيرة مقارنة مع ما كان يمنح لهم بالدار البيضاء، الشيء الذي منعهم من عرض كتب أكثر”.
ويرى ضيف “آشكاين مع هشام” أن “هناك فوضى” تقع داخل أروقة هذا المعرض في نسخته الرباطية، من قبيل ” بيع بعض الكتب الصادرة عن نفس دار الناشر في رواق آخر بثمن أكثر منه بالضعف” كما أن “أسعار الكتب المعروضة بهذا المعرض أغلى من أسعاره في المكتبات المعروض بها طيلة العام”.
وعن الجهة التي يجب عليها التدخل لمنع هذه الفوضى، يقول الكنبوري “وزارة الثقافة هي المنظمة والمشرفة لهذا المعرض، وعليها أن تتدخل من أجل تسهيل وصول الكتب إلى القراء، خاصة أن الفئة المستهدفة هي الطلبة والباحثون”.
فشل في الحفاظ على حيادية المعرض عن الصراع السياسي
في ظل كل الإنتقادات الموجهة لهذا المعرض، خرج وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، يوم الثلاثاء 7 يونيو الجاري، ليفتخر بكون “التغول” هو الذي ساعده في تنظيم وإنجاح هذا المعرض، مهاجما في قبة البلمان خصومه السياسيين، حيث قام بنسعيد بخرق جدار الحياد الفاصل بين المعرض كتظاهرة ثقافية وبين الصراع السياسي الذي يجمع حزبه الأصالة المعاصرة مع باقي خصومه السياسيين.
حيث ساءل أحد البرلمانيين بجلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، الوزير بنسعيد عن التدابير والإجراءات المتخذة لإنجاح هذا المعرض، إلا أن الوزير، بدل أن ينكب على عرض الأرقام والإحصاءات والمؤشرات التي تعكس “افتخاره” بنجاح هذه المعرض وفق مداخلته، ذهب لاستغلال المناسبة سياسيا لتقطير الشمع على خصوم حزبه السياسيين.
وقال بنسعيد في جوابه على سؤال المستشار البرلماني، “اسمحوا لي أن أقول لكم إن ما يسميه البعض بالتغول، أعتبره إيجابيا للمواطنات والمواطنين، لأنه هو لي كا يخلينا نجّحوا مجموعة من الأشياء ليس فقط على المستوى الحكومي وإنما حتى على صعيد أقاليم و جهات المملكة”.
تفاخر بنسعيد “بـ”التغول” لمحاولة إثبات نجاح المعرض، هو استغلالٌ مذموم لهذه التظاهرة الثقافية الوطنية من أجل تصفية حسابات سياسية و حزبية مع خصوم آخرين، لم يسبقه إليه أي مسؤول من قبل، وهي تصرفات قوّضت مبدأ الحياد في هذا المعرض.
فشل في الحفاظ على هوية المعرض
لم تقف أخطاء بنسعيد عند زلاته السابقة التي ذكرنا ما بعضا منها، بل إنه، بعدما عمد إلى ترحيل المعرض قسرا من الدار البيضاء نحو الرباط، سلخ المعرض من الهوية التي تميزه كمحطة ثقافية خاصة بالكتاب وتحويله إلى فضاء للألعاب.
كما أن معرض بنسعيد “للنشر و العذاب”، غابت هويته الثقافية، وفق ما كشفه الباحث في الإعلام والإتصال سعيد أهمان، في تدوينة على حسابه الفيسبوكي، نشرت “آشكاين” محتواها سابقا، إذ أن “المعرض لم يحافظ على هويته “النشر و الكتاب”، وتحولت عدد من أروقة أجنحته إلى فضاءات تَعرض فيه مؤسسات حكومية و غير حكومية، وحتى التجارية، منتجاتها، تستأسد بمساحات واسعة، مقابل ناشرين وكتاب لم يجدوا من يحتضنهم و يأويهم”.
كرونولوجيا تكشف الفشل الذريع للمعرض وانكشاف الوجه الحقيقي لبنسعيد
تأتي هذه الإنتقادات موازاة مع سحب بنسعيد من المعرض الدولي للنشر والكتاب، كتاب “سوسيولوجيا التدين دراسة في الإعتقاد و الممارسة بالمجتمع القروي” للباحث علي تيزنت، المنتمي لجماعة العدل والإحسان، وذلك بعد أيام فقط من سحب رواية “مذكرات مثلية” لكاتبتها فاطمة الزهراء أمزكار، بعدما أثارته من جدل عقب عرضها بأحد أروقة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، حيث توارت الكاتبة عن الأنظار لدواعي أمنية بعدما تلقت كمًّا هائلا من التعاليق المهاجمة لها.
المعرض الذي استغله بنسعيد بشكل مذموم على المباشر وفي قبة البرلمان من أجل تصفية حسابات سياسية مع خصومه السياسيين و منتقديه، وتغنى فيه بـ”التغول”، هو نفس المعرض الذي أذاق من خلاله بنسعيد لزواره معاناة لا تنتهي مع كل زيارة لهذا المعرض الذي تم تنظيمه بهذا الشكل، حيث كشفوا جانبا من معاناتهم مع هذا المعرض، نشرت “آشكاين” نماذج منها في وقت سابق، منذ لحظة توجههم إليه وصولا إلى محيطه و حتى بعد الدخول إليه وما رافقه من انتقادات قبل و أثناء و بعد افتتاحه.
واعتبارا لما سبق من الانزلاقات و تراكم الإنتقادات على جميع المتسويات الموجهة لهذا المعرض، فإن ذلك لا يدل على شيء سوى الفشل الكبير لبنسعيد في أول امتحان ، والظهور على وجهه الحقيقي كمراهق سياسي و واحد من طفيليات الثقافة.
غريب هذا الهجوم والتجني على وزير الثقافة وتشويه معرض الرباط.بالعكس كان معرضا ممتازا ناجحا حضرت كل أيام المعرض إلا يومين مرة كنت مريضا واليوم الأخير كنت متعبا.أعرف جيدا معرض الدارالبيضاء وكل من سألته عن معرض الرباط من كتاب وعارضين كلهم أعجبوا بما قدمه معرض الرباط من فعاليات ناجحة الكتب الإمضاءات اللقاءات الأدبية…المقاهي متوفرة وخاصة النظافة حيث لم يكن هناك – حاشاكم- مراحيض رديئة متسخة كما في معرض الدارالبيضاء…طبعا هناك نواقص مثل قلة العارضين والسبب المساحة الضيقة للمعرض لكن لو قام الوزير بإقامة معرض يشبه معرض القاهرة لوجب بناء معرض كبير خارج الرباط ب 20 كلم على الأقل.أتمنى بقاء معرض الرباط فقط مشكل المساحة….: عزام بونجوع
في الحقيقة العارضون كانوا أقل مما هو معهود عليه.ولكن استفدنا من تقريب الإدارة للمواطن بوجود كافة مؤسسات الدولة في المعرض و فهم دورها و كذلك الجامعات.
مشكورين سيادة الوزير و لكن يجب إعادة المعرض لموطنه رغم أني سلاوية و لكن كازا يحبها العارضون الأجانب و اعتادوها منذ 12 سنة فالأجدر أن يكون هناك معرض آخر رباطي بصيغته الخاصة
إن سلوك بنسعيد الذي ملأ ديوانه بمجموعة من المراهقين من شبيبة حزبه الذين لم يبلغ أكثرهم سن الفطام وبصفر تجربة ثقافية في مقابل إقصاء أطر الوزارة الذين اكتفى بتشغيلهم في السخرة كأنهم عبيد عنده لا يمكن أن يثمر الا الفشل، لم يستوعب هذا الوزير السريع أن التشبيب والتأنيث وحدهما ليسا عنوان النجاح بل إن تدبير الشأن العام يجب أن يرتكز على المزج والتلاقحً بين أجيال الموظفين وأن أطر الوزارة ذووا التكوين في المجال الثقافي هم قيمة مضافة لك لانجاح استراتيجيتك الثقافية إن كانت لك من استراتيجية وعلى السيد الوزير أن يعلم أنه بظلمه وتهميشه لاطر الدولة إنما بحكم على نفسه وعلى القطاع باجترار الفشل الذي يتخبط فيه هذا القطاع