لماذا وإلى أين ؟

هل وظفت شركات المقاطعة المنتخب الوطني لكسر الحصار عليها ؟

يبدو أن كل الحيل والخطط التسويقية التي تقرها الشركات المستهدفة من طرف حملة المقاطعة لم تعد تجدي نفعا أمام القوة الضاغطة التي أصبح المقاطعون يفرضونها على مصالحها ومنتجاتها، وأمام هذ الوضع الذي أثر بشكل سلبي حسب لغة الأرقام على معاملات هذه الشركات، واستغلالا للظرفية التي يمر بها المغاربة في رحلة منتخبهم إلى روسيا من أجل كأس العالم، تحاول هذه الشركات التوسل بالشعبية التي يحظى بها المنتخب من لمحاولة استعطاف ثقة المواطنين.

ولكسر الحصار الذي فرضته حملة المقاطعة قامت هذه الشركات من بينها “إفريقيا ” بإطلاق حملة دعائية واسعة عبر مختلف وسائل الإعلام، بما فيها الإلكترونية والشبكات الاجتماعية لتقدم نفسها مساندا للمنتخب الوطني، في خطوة تحاول من خلالها تعزيز صورة “المقاولة الاجتماعية” التي ركزت عليها منذ بداية حملة المقاطعة من خلال إشهاراتها وإعلاناتها.

من جهتها، سارعت الشركة المنتجة لـ”مياه سيدي علي” إلى تغيير شكل عبواتها، حيث أصبحت تشبه كرة القدم وتحمل ألوان القميص الوطني للمنتخب المغربي، وهو ما اعتبره دعاة حملة المقاطعة محاولة للتمويه وتغليط المواطنين الذين اعتادوا على شكل قنيناتها ذات اللون الأزرق السماوي، وهو التمويه الذي قابله المقاطعون على وسائط التواصل الاجتماعي بفطنة ورفض عارم لـ”الحيلة” التي قالوا إنها لن “تنطلي عليهم بسهولة”.

المثير في هذه الحملة، هو أن النتائج المخيبة للآمال التي حصل عليها المنتخب المغربي في أولى مبارياته في المونديال، جعلت المغاربة يركزون على المنتخب واللاعبين ولم يهتمون بالحملات والإعلانات الترويجية لهذه الشركات، وهو ما يفسر فشل هذه الحملات في بداياتها، وهو أيضا ما قد يحيل إلى كون الصدى الذي كانت تنتظره هذه الشركات من استغلالها لتشجيع المنتخب ينتهي في مهده أيضا، خصوصا وأن إطلاق الحملات الإشهارية والدعائية رهين بالظرفية الزمنية والموضوعية التي يرتبط بها .

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x