2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هل يستمر الزلزال السياسي؟ لم لا؟ وهو أمر متوقع لا ريب فيه!

لقد وقع نظري يوم الخميس 7 يونيو 2018، وأنا أتصفح بعض الجرائد على مقال بعنوان “تسونامي يضرب الولاة والعمال”.
رجعت إلى الوراء القريب وتذكرت بأنني نشرت مقال في جريدة “هلا بريس” الالكترونية مستوحى من الخطاب الملكي السامي تحت عنوان خطاب ملكي سامي ما فرط في شيء فيما يخص القضايا الملحة للمواطنين وهو يحمل بين سطوره رسائل قوية، ثم نشرت مقالا آخر يوم 3 نونبر 2017، وقلت فيه ويستمر الزلزال السياسي، وهو تكملة من الخطاب السامي لصاحب الجلالة نصره الله ليوم 13 أكتوبر 2017 بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة، حيث قال سيدنا أعز الله أمره:
• كما ندعو للتحلي بالموضوعية وتسمية الأمور بمسمياتها دون مجاملة أو تنميق واعتماد حلول مبتكرة وشجاعة حتى وإن اقتضى الأمر الخروج عن الطرق المعتادة أو إحداث “زلزال سياسي”.
وحينها خطر في بالي أن هناك إجراءات أخرى قادمة قد تكون أيضا مزلزلة أكثر من الإعفاءات والغضبات التي وقعت عندما أعفى جلالته نصره الله بعض المسؤولين أو غضب عنهم، وفعلا قلت في نفسي إن سيدنا المنصور بالله يمهل ولا يهمل، وعندما يقول جلالته زلزال سياسي فذاك يعني أن سيدنا قد يتخذ إجراءات ملكية سامية قد تحدث في أي وقت وحين، وقد يكون هذا الإجراء المزلزل واسعا وقد يشمل الكثير من القطاعات سواء في المنطقة الشمالية التي وقعت فيها تلك الاختلالات أو مناطق أخرى، وقد يشمل الأمر أشخاص بعينها ولو كانوا من المقربين كما يعتقدون، حيث المصلحة العامة والإصلاحات العميقة التي ينهجها جلالته أعز الله أمره هي فوق كل اعتبار، مادام الحال يتلاءم والقضايا الملحة للمواطنين، حيث أن هؤلاء المواطنون لا يثقون إلا في جلالة الملك وهو بالنسبة إليهم ذلك المصباح الذي ينير طريق مستقبلهم، وهو الحامي لكرامة المواطن المغربي والضامن لأمنه وحياته الكريمة لأن الشعب المغربي الوفي للعرش والجالس عليه دائم الوفاء والتطلع إلى يوم أفضل.
فالمواطن المغربي الحر الغيور على بلده ووطنه، المحافظ على وطنيته وهويته أينما وجد، فجلالة الملك محمد السادس بالنسبة له هو الهواء الذي لايمكن أن يعيش بدونه لأن ذلك منة من الله حبا بها الشعب المغربي وملكه الهمام الذي ولاه الله أمور هذا الشعب الوفي السعيد من طنجة إلى الكويرة وثقته لا نهاية لها في جلالة الملك يفديه بالدم والروح، فالمحبة والوفاء لجلالة الملك ورثها المغاربة أبا عن جد، فالحب والوفاء لهذا الشعب الأبي ليس لهما مثيل ولا يزيغ عنهما إلا مارق شيطان رجيم، وهما يتجددان ويتقويان سنة بعد أخرى، غير أن هناك بعض الرهوط يحاولون تلويث هذا الصفاء وهذه الصراحة بين الشعب والعرش، ولكن ماهم إلا خاسرون في الدنيا والآخرة، لهذه الأسباب ، القول، الخونة لا يمكن أن تؤخذ فيهم رأفة ولا أسفا إن هم تعدوا حدود الله وخانوا الأمانة والعهد وأهملوا شؤون رعايا جلالة الملك في كل بقعة من هذه المملكة السعيدة التي تغار منها شعوب كثيرة سواء أكانت شقيقة أو صديقة، وللحفاظ على هذه العطايا الربانية من استقرار وطموح إلى غذ أفضل نجد أن سيدنا أعز الله أمره، قال في خطابه السامي ليوم 13/10/2017:
• إن إجراء هذه الوقفة النقدية التي يقتضيها الوضع، ليس غاية في حد ذاته ولا نهاية هذا المسار.
وكان جلالته يعني المسار التنموي الإصلاحي التطهيري، والمقصود بالإصلاح والتطهير، الإدارة المغربية سواء كانت عامة أو خاصة أو شبه عمومية، لأن جلالة الملك نصره الله هو الضامن لحقوق المواطنين كبارا كانوا أو صغارا، فهو الأب الروحي لكل مواطن مغربي حر يتمتع بالمواطنة الحقة وهي ميزة لا يستثنى منها مغربي واحد إلا من ظلم نفسه وزاغ عن المألوف محاولا زرع الفتن والبلبلة، فله حق المحاكمة العادلة وإن ثبت في حقه غير الصواب في المطلوب، فمأواه ما تنص عليه القوانين والقواعد المتعارف عليها، إن كان ظالما مقترفا للذنب، وإن تاب وعاد إلى جادة الصواب فالعفو والرحمة هما القاعدة التي هي من شيم آل البيت والشرفاء والأبرار.
وبالعودة إلى ما التقطته عيني في الجريدة الورقية اليومية التي ذكرت في المقدمة، فإنني حسب فهمي وتجربتي وتحليلي المتواضع أعتقد أن ما جاء في تلك الجريدة من أخبار وإن كانت كواليس، فهي قد تكون واقعية وقابلة للتطبيق لأن الوضع والظرفية تفرض ذلك، أي قد تحدث رجة زلزال سياسي تهم رجال السلطة والعمال والولاة والمدراء والمندوبين الحكوميين، ورؤساء الجماعات والمجالس الجماعية، وقد تشمل هذه الرجة حتى من تحملوا مسؤوليات في السابق وغادروا هذه المسؤولية معتقدين أنهم أصبحوا من الناجين، وكما أقول دائما، فسيدنا نصره الله يمهل ولا يهمل، يقرأ و لا ينسى، وهنا تحضرني حكاية ابن عمر الصحابي الجليل عندما سألوه لماذا تعطلت في حفظ سورة البقرة، وهو من الذين فتح الله عليهم بالحفظ أكثر من الحاسوب الآن، فقال رضي الله عنه، ما تعطلت في حفظها ولكنني تعطلت في فهم حروفها، أي أنه كان يريد أن يعلم كل حرف لما يرمز، وهذه هي الحكمة والنباهة والذكاء في اتخاذ القرار الصائب وفي الوقت المناسب، والاعتقاد اليوم كل المغاربة يتطلعون إلى إجراءات سامية تعدل الوضع وتعيد الأمور إلى نصابها التي يسعى إليها كل مغربي غيور على بلده ووطنه و ملكه، لأن المغاربة قد يتسامحون في كل شيء باستثناء الدين، وشخص الملك والأرض والعرض والوطن الذي لا يمكن لأي كان أن ينسى فضله على كل شخص عاش فيه أو تربى فيه أو سكن فيه أو ينتمي إليه بالخلق والتخلق والهوية، وصلة الدم، فالحنين إلى الوطن كالحنين إلى الأم ووحشة الأب، والأمل أن تكون التعيينات المرتقبة الجديدة من تتوفر فيهم المروءة وحسن التدبير، وان يكونوا ذوو مصداقية أخلاقية ومهنية وحسن معالجة الأمور، والدينامية الفعالة القائمة على النهج الصائب مع مراعاة الثقة الغالية والثمينة التي سيضعها فيهم سيدنا المنصور بالله، لأن هؤلاء المسؤولين الجدد سيكونون هم مرآة الإصلاح والتقدم وازدهار المملكة الشريفة، وهم يحافظون على مصالح رعايا جلالة الملك الذين يستحقون كل خير ورفاهية وازدهار من خلال تنمية مستدامة، حيث أن المال لا قيمة له إن لم يوظف في سبيل تكوين الإنسان تكوينا ذهنيا وفكريا يتمتع بالمواطنة الحقة، وحب الوطن والملك.
إن تأطير المواطن الصالح تاطيرا سليما ينفعه هو شخصيا ثم أهله ثم بلده، ثم المحيط الذي يعيش فيه، والأمة التي ينتمي إليها، فالمواطن الصالح لا خوف منه ولا عليه.
أعتقد في رأيي الخاص، المطلوب من السادة الولاة والعمال الجدد أن ينزلوا إلى الساحة بشكل منتظم ومستمر ليطلعوا عن قرب على أحوال المواطنين، ويلمسوا حاجياتهم الملحة وينقلوا ذلك بكل صدق وأمانة إلى أمير المؤمنين وحامي الملة والدين، حيث أن زمان الكرسي قد ولى، ولا خير في من يسعى إلى الكرسي دون مردودية لأن الكرسي يؤدي إلى الخمول والكسل وبالتالي التفكير في الكسب الغير المشروع.
المطلوب أيضا من هؤلاء المسؤولون الجلوس على الطاولة مع الأعيان من رعايا جلالة الملك ورؤساء المجالس و الجماعات المنتخبة من أجل البحث وابتكار الحلول الناجعة للعوائق والاكراهات الراهنة ومعالجتها بكل مسؤولية وأمانة، في سبيل التنمية المنشودة.
إذا اتبعت هذه السياسة التشاركية بكل حزم وإرادة قوية، لقطع المغرب أشواطا بعيدة في زمن قصير في التنمية والحكامة الجيدة.
من المؤكد أن هذه النوايا الحسنة لن تتأتى إلا بعد تجفيف القطاعين العام والخاص من براثن الفساد، الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون، وينحرفوا عن جادة الصواب والمحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك فما ظلموا إلا أنفسهم.
من البديهي أن نجاح هذه الفكرة المتواضعة قد يبقى معلقا على إحداث هيئة عليا للمراقبة والتتبع تحت الإشراف المباشر لصاحب الجلالة محمد السادس أعز الله أمره، لتكون قراراتها غير قابلة للطعن أو حتى المناقشة، وبالتالي تكون هذه القرارات نافذة من تاريخ صدورها.
أما فيما يخص ما يسمى بفشل الحكومة من خلال تراجعها عن الوعود الانتخابية، القصد هنا “حكومة الأغلبية” في غياب معارضة قوية أي فشل الأحزاب السياسية في تاطير المواطنين الذين تستفيد هذه المعارضة على حسابهم من أموال باهظة دون جدوى، والدليل على هذا هو ما ورد في الخطاب السامي لجلالة الملك يوم 13 اكتوبر 2017، لذا يمكن القول، قد حان الوقت لتقدم هذه الحكومة استقالتها، لتخلفها حكومة تكنوقراطية جديدة بعقلية متطورة مع تقليص عدد الحقائب الوزارية، وتمنح لها مدة زمنية محددة بقانون تنظيمي لا تتعدى هذه المدة الزمنية أكثر من ثلاثة سنوات ثم تحاسب على إنجازاتها القطاعية والميدانية، ثم تضاف لها سنة أخرى لتهييء الانتخابات البلدية والتشريعية بابتكار قانون صارم وحازم في ظل الشفافية والنزاهة تحت إشراف الهيئة الوطنية لمراقبة الانتخابات، والكل يكون منسجما مع مقتضيات دستور 2011.
الرأي أن أربعة سنوات كافية للأحزاب السياسية المغربية بأن تراجع نفسها وترتب صفوفها، لأنها ستكون متفرغة لا برلمان ولا حكومة.
موازاة مع هذه الاستحقاقات تفتح ملفات التحقيق المتعلقة بالاختلالات والفساد والاحتيال والنصب المباشر أو الغير المباشر، وكل من تدور حوله شبهة الفساد من الوزراء و البرلمانيون، ورؤساء الأحزاب السياسية والمدراء العامون، والمندوبون السامون للإدارات العمومية وشبه العمومية وهو إجراء مشروع و دستوري قد يمهد لبزوغ مغرب جديد ديمقراطي حداثي في ظل الرعاية السامية لجلالة الملك رعاه الله ونصره، لأن المغاربة قاطبة يحبون ملكهم حبا لا حدود له، وأنهم أصبحوا لا يثقون إلا في جلالته وهم وراء جلالته مؤيدون له في كل ما يقدم عليه، لأن جلالته يعتبر الأب الروحي و الضامن لكرامتهم واستقرارهم وحريتهم، وهو الملجأ الأمين الذي يلجئون إليه حيث لا ملجأ لهم إلا اللجوء إلى جلالته أعز الله أمره.
فالشعب المغربي الوفي الأبي الأصيل، تربطه والعرش العلوي المجيد منذ قرون أواصر المحبة والمودة والوفاء والتلاقي في حب الوطن، والحفاظ على مقوماته من سلم واستقرار دائمين، وإنها لمنة من الله عز وجل منى بها على هذا البلد الأمين.
“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.
عبد العزيز الادريسي
محلل من فترة العام زين كأحد محرري ( الماب ) المدافعين عن مهرجان موازين
محلل على الطريقة السليمية ( نسبة لمنار السليمي )
ربما يحاول صاحبنا من وراء هذا “التحليل ” الحصول على وسام ولم لا شي كريمة ديال الطاكسي أو الكار