لماذا وإلى أين ؟

تخيَّـلوا .. “الأحرار” يجعلُ وزارةَ بايتاس الثانية من حيث الأهمية بعد رئاسـة الحُكومة

يبدو أن حزب “التجمع الوطني للأحرار” يعتمد برتوكولا خاصا به في ترتيب الوزراء، بدل البرتوكول المعتمد في تنظيم هذه العملية من طرف رئاسة الحكومة، و على ما يظهر أن بروتوكول الأحرار، يعتمد معايير مختلفة في ترتيب وزرائه، ربما أهمها مدى ولاء الشخص.

مناسبة هذا الكلام، هي الصورة المنشورة على الموقع الرسمي لحزب “الحمامة” الذي يترأس الحكومة للتعريف بوزرائه، والتي يظهر من خلالها أن لهذا الحزب فهمٌ خاص لأهمية القطاعات الحكومية، وهذا الفهم ينبني أساسا على مدى ولاء الشخص المكلف بالقطاع بالنسبة لهم، أو بالنسبة للمشرف على الموقع الإلكتروني للحزب على الأقل.

فخلافا للبرتوكول الحكومي الذي يرتب الوزراء بحسب مدى أهمية القطاعات، وخلافا للترتيب الذي اعتاد المغاربة أن يروه على شاشات التلفزة والصورة المعممة لوزراء الحكومة خلال اجتماع المجلس الحكومي، وضع “الأحرار”، ترتيبا خاصا بهم، يجعل من مصطفى بايتاس الرجل الثاني بعد رئيس الحكومة، رغم أن رتبته لا تصل إلى وزير، فهو فقط وزير مكلف، و رغم أن الوزارة التي يتحمل مسؤوليتها يمكن الإستغناء عنها وتكليف مسؤول برئاسة الحكومة بالإشراف على مهامها، ولن يضر ذلك بالسير العادي للحكومة.

تخيل عزيزي القارئ فقط، أن الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلّف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني و الناطق الرسمي باسم الحكومة، يتجاوز في أهميته وزارة المالية و وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بل وله أهمية أكبر حتى من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات!!

ما قام به الحزب المذكور يعكس ثقافة مستشرية لدى مسؤوليه، تجعل من الشخص كل شيء ومن القطاع لا شيء. وإلا كيف سيفسرون للمغاربة جعل وزير منتدب، مهمته الوحيدة إحراج الحكومة بما يقدمه من تصريحات وأجوبة لا يصدقها حتى أقرب المقربين له، إن وجدوا،  (جعله) في الرتبة الثانية بعد رئيس الحكومة من حيت أهمية القطاعات، متفوقا في ذلك على وزارة المالية، وما أدراك ما وزارة المالية، التي بدونها تتوقف الحياة الإقتصادية و الإجتماعية في المغرب.

بل اصبح بايتاس الناطق الرسمي، بفضل برتوكول الأحرار، أهم من وزارة التعليم، والتي بدونها لا يمكن لأي مجتمع التقدم والنماء والسير إلى الأمام، ما يعني حسب أصحاب هذة “الفهامة”، أنه يمكن الإستغناء عن التعليم و لا يمكن الإستغناء عن بايتاس، و بحسبهم دائما يمكن يمكن الإستغناء عن وزارة الفلاحة، المكلفة بسلة غذاء المغاربة، ولا يمكن الإستغناء على “ببغاء”!

ما قام به “الأحرار”، من خرق سافر لبروتوكول لم يوضع عبثا، وتقاليد لها أكثر من معنى و رسالة،  يمكن تفسيرة بكون المشرف الحقيقي على إعلام الحزب، والذي هو بالمناسبة مدير المقر المركزي لهذا الأخير، مصطفى بايتاس، وصل حدا خطيرا من مرض جنون العظمة، وأصبح يعتقد أنه “وحدو مضوي البلاد”، و بات مطلوبا تدخل عاجل لعلاج الرجل، شافاه الله  من أوهامه التي قد تدفعه لارتكاب مزيد من الحماقات قد تكون لها انعكاسات سلبية على الحزب و على الحكومة أكثر مما تسبب لهما فيه لحدود الساعـــــة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
salim
المعلق(ة)
27 يوليو 2022 18:04

عليها الطالبي العلمي طلب لشي ناس بالشفاء . و لّا خاصكم غير منين تدوزو لاخنوش. وا راه بزاف عليكم !

فاروق
المعلق(ة)
27 يوليو 2022 12:39

هذا دليل بأن اخنتوش هو الكل في الكل والباقي مجرد بيادق لا تسمن ولا تغني من جوع

samir
المعلق(ة)
27 يوليو 2022 12:17

واعيق ا راس لبريق راه في المركز الثاني في لكذوب ههههه

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x