2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أحمد عصيد
شخصنة المشاكل وجمعها ومحورتها في شخص معين مهما كان موقعه ومسؤولياته هو من بقايا التفكير الأسطوري القديم، الذي يعتقد أن “المنقذ” شخص واحد سيأتي، كما يعتبر أن سبب مشاكل البشر شخص معين كذلك، “المنقذ” يرمز للأمل ولانفراج الأوضاع، بينما يرمز الشخص المسؤول للشيطان ممثل كل الشرور، فتتم التعبئة ضده بكل الوسائل، حتى يبدو في صورة “عدو الشعب”، ولكن سرعان ما تنكشف محدودية هذه النظرة عندما يتم التخلص من الشخص غير المرغوب فيه، والذي تتم شيطنته على نطاق واسع، ليبقى الوضع على ما هو عليه، ويأتي شخص آخر يتم استعماله بنفس الطريقة وهكذا دواليك.
إن هذه النظرة الأسطورية عائق أمام التغيير، لأن السبب الحقيقي في أزماتنا ليس شخصا معينا، بل هو نسق كامل بنيوي من الفساد، متوارث عبر أجيال من التراكمات السلبية، يمكن داخله تغيير الأشخاص يوميا دون أن تتحسن أوضاع الناس.
إن الوعي المواطن الذي ينبغي أن نرقى إليه هو الذي يدرك بأن لعبة التحامل على شخص معين في الحكومة هي لعبة في صالح السلطة، وفي صالح استقرار الأوضاع على ما هي عليه من خلل، حيث يتم التضحية بالشخص غير المرغوب فيه عند الضرورة، ليعتقد الناس في حدوث تغيير ما، وليجدوا أنفسهم بعد ذلك في نفس وضعهم السابق. ويعبر العامة من البسطاء عن هذا الموقف بالقول متحدثين عن المسؤول الحكومي “إضرق وجهو علينا !”، معتقدين أن اختفاء وجه الوزير هو بمثابة حل لمشاكلهم.
من جانب آخر، فالهجوم على شخص معين يُوهم الناس بأنهم يمارسون “محاسبة” لمسؤول حكومي، وهذا ما تريده السلطة بالذات، لأن المحاسبة الشعبية على “الفيسبوك” تغني وتغطي على المحاسبة الحقيقية المنصوص عليها دستوريا، وهي المحاسبة المؤسساتية والقانونية، ولهذا لا يقف المسؤول الحكومي أبدا أمام القضاء، كما لا يتم إصلاح الوضع التي اتهم وحده من طرف الجمهور بإفساده.
شيطنة الأشخاص وشخصنة مشاكل البلاد، اعتُمدت بإفراط في مصر و تونس وليبيا واليمن والعراق، ذهب الأشخاص ولم تتغير أحوال الناس بل ساءت كثيرا، لأنهم ركزوا على واحد من مظاهر الخلل، ولم يغيروا النسق والتقاليد المرعية، ولم يُفككوا مافيات الفساد التي يرعاها، ولوبيات الاستبداد التي يقوم عليها، ولهذا لم يحدث التغيير المطلوب، لا في عقول الناس ولا في دواليب الدولة.
إن شخصنة الأزمات هو في الحقيقة جزء من الأزمة نفسها، ولا يمكن أن يكون حلاّ لأي شيء.
.. لعاب البعض يسيل بمجرد رأيتهم للأظرفة أما عند ملامستهم لها فيفقدون صوابهم …
.. سي عصيد الحكومة ليست شخصا كما تتصور أنت . الحكومة تمثل توجها سياسيا و نسقا فكريا . فحين يقول المواطنون “#ارحل_أخنوش” ، فهم لايقصدونه في شخصه ، و إنما كممثل لتوجه الحكومة و كراسم لسياستها،أليس هو رئيس الحكومة؟
و بالتالي فالوسم “#ارحل_أخنوس” يعني أن المواطنين سئموا من سياسة التفقير و التجويع التي تنتهجها الحكومة ؛ ولا مجال لتغليط المواطنين .
انا متفق مع عصيد والغلاء في المغرب لا يقتصر على المحروقات، وبالنسبة لهذه الأخيرة فإن ارخص المحطات هي محطات افريقيا واغلاها شال، السؤال لماذا لا نتحدث عن أرباح الشركات الأجنبية كطوطال وشال
فعلا سقط عصيد في شباك منطقه الذي يدعي عقلانيته وحداثيته …فكيف تدافع بنفس المنطق عن شخص فاسد بحجة عدم شخصنة الأزمه السياسيه …وربطها بشخص ما وهو أخنوش حيث لم تذكر إسمه ولو مره واحده …فهذا تواطؤ مع الفساد وربما هي عنصريه مقيته منك …
قريتي بزاف السي عصيد اتحداك تقولها خايبة فاخنوش هو ربان سفينة الفساد عليه ان يغادر هو المسؤول عن سياسة الحكومة برمتها وانتهى الكلام
لقد بعت ذمتك للشيطان يا عصيد…نحن لم نشخصن وإنما الشخص هنا يرمز لسياسة فاشلة سياسة ضد مصالح الشعب وتطلعه نحو الأفضل….
سقطت ورقة التوت عنك….
حملة ارحل تستهدف اول ما تستهدف اجبار الحكومة والدولة على ابتكار مبادرات استعجالية تحسن الاوضاع المعيشية للمواطن الذي اكتوى بنار الغلاء ، ولا يهمها استبدال فلان بفلان ، واستعمالها شعار ارحل اخنوش لا يشير بأي وجه من الوجوه الى مسألة شخصنة الأزمة ، بل هي ثقافة ثورية جديدة ترسل رسائل الى كل مهندسي الفساد ورموزه أن لعبة تغيير المفسدين بالمفسدين لتهدئة الأوضاع لن يعد يجدي ، وأنه لا بد من تلبية المطالب المشروعة للمواطن وإلا فإن الوضع لن يستقر على حال وهذأ بطبيعة الحال ما تخشاه بنية الفساد ، لأانه سيكون جد مكلف للاستقرار الموهوم الذي تراهن عليه لتستمر في نهب البلاد