لماذا وإلى أين ؟

الخلفيات الأمنية للعملية النوعية التي شهدها قطاع مهيريز في المناطق العازلة شرق الجدار

محمد سالم عبد الفتاح

بغض النظر عن صحة الأخبار المتداولة لدى بعض المصادر المقربة من البوليساريو حول مصرع القيادي في الجبهة الإنفصالية خطري ولد برة قائد أركان ما يسمى بالناحية الرابعة، على إثر قصف مصدره طائرة مسيرة تابعة للجيش المغربي بحسب نفس المصادر.

فما ينبغي توضيحه في هذا الصدد هو تركز أنشطة تهريب المخدرات بشكل كبير في قطاع مهيريز بالمناطق العازلة شرق الجدار العسكري، والذي تتمركز فيه ما يسمى بالناحية العسكرية الرابعة التابعة للجبهة، ما يحيل على فرضية استهداف نشاطات غير قانونية لمجموعات الجريمة المنظمة التي تحظى بحماية بعض القيادات العسكرية في البوليساريو، خاصة وأن الفترة الأخيرة تميزت بعودة الهدوء وتوقف المناوشات التي عكفت عليها البوليساريو في موجة التصعيد غداة اعلانها عن تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار، فضلا عن ضعف وغياب أي تأثير ميداني للعمليات العسكرية المعلنة من جانبها..

فما يسمى بالناحية الرابعة بقوات البولساريو نفسها، هي التي تزعمها القيادي في الجبهة المصطفى سيد البشير لما يزيد على عقدين كاملين من الزمن، والذي يعد من أكثر العناصر القيادية ارتباطا مباشرا ببارونات المخدرات، حيث كانت تعتمد عليها البوليساريو في تحصيل الموارد المالية المعتبرة من خلال حماية مجموعات الجريمة المنظمة المنتمين لمختلف بلدان المنطقة، بما في ذلك عديد البارونات المقيمين في مخيمات تيندف نفسها والذين يحظون برعاية وحماية مباشرين من طرف كبار القيادات الأمنية والعسكرية سواء في البوليساريو أو في قطاع تيندوف العسكري الجزائري..

اعتبارات جعلت من منطقة مهيريز بشرق الجدار تشكل محور خطوط الإمداد والتنقل الخاصة ببعض الجماعات المسلحة بشمال مالي وبعمق بلدان الساحل والصحراء، والتي ترتبط هي الأخرى بنفس الأنشطة غير القانونية، حيث تعتمد على بمجموعات الجريمة المنظمة لتأمين جل احتياجاتها من المحروقات، الغذاء والأدوية، وحتى من السلاح الذي مصدره مخازن البوليساريو بتيندوف..

وضع أمني شائك، كان قد أكد عليه الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس في تقريره حول الصحراء الصادر في أكتوبر الماضي، حيث أشار إلى تصاعد المخاطر الأمنية في مناطق تواجد البوليساريو سواء في المناطق العازلة شرق الجدار أو في ميخمات تيندوف، مشيرا إلى ارتباط تلك المخاطر بمجموعات الجريمة المنظمة والجماعات المسلحة المتواجدة بعمق بلدان الساحل والصحراء.

رئيسُ المرصد الصحراوي للإعلام و حقوق الإنسان
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x