لماذا وإلى أين ؟

أكادير.. أسعار صاروخية بالفنادق والشُّقق المفروشة؛ ومهنيون يكشفون الأسباب

يشتكي عددٌ من السياح الذين حلوا بمدينة أكادير ونواحيها لقضاء عطلتهم الصيفية، من ارتفاع أسعار ليالي المبيت إن على مستوى الفنادق المصنفة بمركز المدينة أو نواحيها، خاصة الفنادق المتواجدة بمنتجع “تغازوت باي” على تراب جماعتي أورير وتغازوت. أو على مستوى الفنادق الصغيرة.

غلاء أسعار ليالي المبيت بأكادير ونواحيها خلال هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، جعل مجموعة من السياح سواء المغاربة أو الأجانب يلجؤون إلى البحث عن كراء الشقق المفروشة، التي يتم كراؤها “بعيدا عن أعين السلطات”، نظرا إلى أنها أقل كلفة ولا تخضع للمراقبة من طرف المصالح الأمنية كما هو الشأن بالنسبة للفنادق.

غلاء ليالي المبيت بمدينة أكادير، بالرغم من أنه يأتي في سياق تشهد فيه عدد من المواد والخدمات ارتفاعا في أسعارها المعتادة بسبب الارتفاع الذي شهدته أسعار المحرقات دوليا ووطنيا، ويأتي بعد رفع التدابير المفروضة على الفنادق وتنقل المواطنين بسبب تفشي فيروس كورونا. إلا أن أسبابه الرئيسية تطرح أكثر من علامة استفهام.

الغلاء وباء منتشر

أرباب ومسيرو الفنادق الكبرى يتحفظون بخصوص الحديث للصحافة عن أسعار ليالي المبيت بأكادير، وكأن في الموضوع حرجا لهم. فالبعض منهم يتحجج بأنه “مامسليش” والبعض الآخر يقول “عافاك عفيني من هاذ السؤال”، ما يضفي الكثير من الإثارة في الموضوع ويثير فضول الصحافي للبحث أكثر عن معطيات بهذا الموضوع.

حسن مسير فندق وسط أكادير، اشترط عدم الكشف عن إسمه الكامل والفندق الذي يشتغل فيه، قبل أن يقر بأن هناك زيادة في أسعار ليالي المبيت خلال هذه السنة بنسبة لا تقل عن ٪15، مرجعا أسباب ذلك إلى الطلب الكثيف والضغط الكبير للسياح على فنادق أكادير، التي استغلت الفرصة لتعويض خسائر فيروس كورونا.

ومن الأسباب التي ذكرها حسن في حديثه مع “آشكاين”، الغلاء الذي تشهده عدد من المواد الغذائية والخدمات، حيث أكد أن “الغلاء وباء منتشر خلال هذه الفترة”، متسائلا “كيف يقبل الناس الزيادة في أسعار المحروقات والمواد الغذائية ومختلف الخدمات، ويستنكرون زيادات طفيفة في الفنادق؟”.

وبخصوص أسعار ليالي المبيت، أكد المتحدث ذاته، أن ذلك يختلف على حسب الغرفة وموقعها في الفندق وعدد الأشخاص في كل غرفة، “فسعر غرف شخص واحد لا يمكن أن تقارن مع غرفة عائلة من أربعة أفراد”، مضيفا “في فندق من أربع نجوم يمكن لشخصين كراء غرفة بمبلغ 2500 درهم لليلة الواحدة، وتشمل جميع الوجبات والمشروبات والخدمات التي يوفرها الفندق”، قبل أن يخلص “هاذ الزيادة عادي حيث حنا فـ”haute saison”.

الزيادة طفيفة

من جهة أخرى، اعتبر أحمد مطيع، وهو صاحب فندق ورئيس جمعية المهنيين بتلبرجت بأكادير، أن الزيادة في أسعار ليالي المبيت بخصوص الفنادق الصغيرة طفيفة جدا، مشيرا إلى أن هناك اختلاف بين الغرف والفنادق وموقعها وهو ما يؤثر على الأسعار، كما أن غرفة الفرد الواحد ليست هي غرفة فردين أو أكثر، مشددا على أن الثمن لا يتجاوز في أغلب الفنادق الصغيرة 250 درهما لليلة الواحدة.

وأوضح مطيع في تصريح لـ”آشكاين”، أنه “يجب التفريق بين الفنادق المصنفة التي تفرض أسعار كبيرة جدا على الزبناء وبين الفنادق الصغيرة المتضررة من تداعيات فيروس كورونا ولم تستفد من أي دعم من الحكومة عكس الفنادق المصنفة”، مشيرا إلى أثمنة المبيت اليومي في الفنادق الصغيرة بأكادير تبتدأ من 120 و150 درهما.

وكشف متحدث “آشكاين”، أن الزيادة التي عرفتها أسعار المبيت في الفنادق الصغيرة طفيفة جدا، وذلك راجع إلى فترة “haute saison” التي تشهد إقبال عدد كبير من السياح ما يجعل الطلب يزداد على الفنادق، معتبرا أن الأسعار الموجودة اليوم بأكادير بخصوص الفنادق الصغيرة معقولة جدا.

وفي حديثه عن الأسعار، سلط مطيع الضوء على المنافسة التي يعاني منها أرباب الفنادق الصغيرة بأكادير من أرباب الشقق المفروشة المعدة للكراء اليومي، مبرزا أن أثمنة هذه الشقق تكون في مستوى الفنادق الصغيرة أو تفوقها، ويقبل عليها بعض المواطنين بالنظر إلى أنها لا تخضع إلى مراقبة السلطات عكس الفنادق التي تخضع لمراقبة يومية وتؤدي الضرائب للدولة.

“للي معندوش يبقى فدارو”

محمد، “سمسار” يشرف على كراء عدد من الشقق والفلات ما بين جماعتي أورير وتغازوت (شمال أكادير)، كشف أن أسعار الشقق خلال هذه الفترة تختلف حسب المساحة والموقع والتجهيزات لكنها عموما تبقى محصورة ما بين 300 و600 درهما لليلة الواحدة، أما “الفيلات” فأسعار تختلف حسب المعايير المذكورة، وأسعارها ما بين 1000 و1500 درهما لليلة الواحدة، وهي أسعار أقل بكثير من أسعار الفنادق المجاورة.

وأوضح محمد الذي تحفظ في بداية الأمر الحديث عن الموضوع، أن الكثير من السياح المغاربة والأجانب يحبدون كراء الشقق المفروشة و”الفيلات” بدلا من الفنادق، مشيرا إلى أن هامش الحرية المتروك لهم في الشقق والفيلات هو ما يجعلهم يكترونها بالرغم من الزيادة التي شهدتها أسعارها في هذه الفترة.

وعن أسباب ارتفاع أسعار الكراء، يقول متحدث “آشكاين”، “يجب أن لا ننسى أننا في فترة “haute saison” التي تشهد إقبال عدد هام من السياح، وعندها يكون الطلب كبيرا على الكراء، خاصة أن أغلب الفنادق يتم حجزها قبل أشهر بالكامل، وبالتالي “فأي دار أو بيت أو برتوش غادي يتكرا إلى كان قريب للبحر”، وفق تعبير المتحدث.

“هاذي هي الفترة لي كيضربو فيها الناس ديال هاذ المناطق يديهم”، يسترسل محمد، مستدركا “راه غير الصيف لي كتكون الحركة دايرة، العام كامل كيكون ناقض، إلا للي معروف وعندو الناس ديالو، شي كيصيفت لشي، أما الغلا فراه الدنيا كاملة غلات، بقات غير فالكراء، راه الناس جاية تصيف وجايبة معاها باش تصيف، وللي معندوش يبقى فدارو”، يقول المصدر ذاته.

لا يستقيم الظل والعود أعواج

لخص رئيس الإتحاد المغربي لجمعيات حماية المستهلكين، محمد الكيماوي، إسراع أرباب فنادق أكادير إلى الزيادة في أسعار ليالي المبيت بمقولة “لا يستقيم الظل والعود أعواج”، حيث قال “إن كانت الفنادق قد أقدمت على الرفع من أسعار ليالي المبيت، فلأن الحكومة غضت الطرف عن غلاء أسعار المحروقات وطنيا في الوقت الذي تدنت أسعارها دوليا، وسكتت عن التسيب في الأسعار في مختلف القطاعات والمجالات وامتنعت عن التسقيف، وبالتالي لا يستقيم الظل والعود أعواج”.

“عادي جدا أن تلجأ الفنادق إلى مثل هكذا ممارسات في الوقت الذي تتفرج الحكومة في التسيب الذي تشهده الأسعار في المغرب، بحجة حرية الأسعار والمنافسة”، يسترسل الكيماوي في حديثه مع “آشكاين”، مستدركا “هذا الوضع سيستمر مستقبلا لأن هؤلاء يحقوقون أرباحا شخصية هامة، إلى أن تتدخل الحكومة للقيام بواجبها وفق ما يتيحه لها القانون”.

وأكد رئيس الإتحاد المغربي لجمعيات حماية المستهلكين، أن القانون يسمح للحكومة بتسقيف الأسعار في إطار الأزمات لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد”، مردفا “وفي غياب ذلك، فليست الفنادق لوحدها هي التي رفعت أسعار خدماتها، بل جميع القطاعات الصناعية والتجارية شهدت الرفع في الأسعار”.

وخلص الكيماوي إلى الإشارة إلى أن “أي منتوج يباع للمواطن أو أي خدمة تقدم له شهدت ارتفاعا في الثمن، وكأن القانون غير مفعل في هذه البلاد، ونحن نقول لهم كفى، كفى وكفى فقد غابت عنكم الوطنية وغلب عليكم الجشع والمصالح الذاتية”، وفق تعبير المتحدث.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Driss Elf
المعلق(ة)
الرد على  مواطن مغربي
20 أغسطس 2022 13:58

إتبعوا سنة ولي نعمتهم في استغلال الظروف و الضعفاء للإستغناء، و الحال أنها فترة قصيرة و ينتهي كل شيء و بعدها نسمع التباكي و التشكي من ركود في التجارة و الخدمات

مواطن مغربي
المعلق(ة)
17 أغسطس 2022 18:16

لم يتبق سوى ايام معدودات بحيث انه بعد الدخول المدرسي ومغادرة الجالية لارض الوطن سيعرف مصاصو الدماء ركودا اقتصاديا في ظل هاته الازمة الخانقة .كما ان ما يسمى سياحة داخلية ما هو في حد ذاته الا تسويق للوهم .

Nabil
المعلق(ة)
17 أغسطس 2022 17:26

الله ياخذ الحق في لكان سبب هذه الزيادات الحكومة ساكتة لأن مكوناتها تستفيد من الريع ولا تدخلات في الاسعار يقولو ليها أنت الأولى خاصك تنقصي من الأسعار وحنا نتبعوك. الفوضى اضافي. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x