لماذا وإلى أين ؟

إصلاح القضاء بالمغرب المحك الحقيقي للسلطة القضائية

اليزيد كونكا

يمر جهاز القضاء بالمغرب في الآونة الاخيرة بفترة عسيرة من تاريخه بعد أن طفا إلى السطح ماكان فيه مستورا من إلا عوجاج وعدم حفظ الأمانة العظمى عند بعض من تشرف بتقلدها. .فهل السلطة القضائية قادرة على ربح الرهان و إصلاح ما افسده الزمن .؟
ولعل هذا السؤال يؤرق المشرفين على جهاز القضاء والمسؤولين عليه أكثر من غيرهم وقد أضحت المؤسسة القضائية مؤسسة دستورية مستقلة عن السلطتين التشريعية والتنفيذية.

ونتيجة هذا الاستقلال انها تتحمل لوحدها المسؤوليةكاملة عما يجري في رحاب العدالة بالمغرب ،ليس الظاهر منه ولكن الخفي منه كذلك، وهو ما يعد تحديا كبيرا لسلطة فتية تشق طريقها نحو المأسسة .

المؤكد أن سن القواعد الأخلاقية غير كاف لردع المعني بهاو إلى تقيده بكل التزاماته وواجباته المهنية ،مما يجعل السلطة القضائية مجبرة على إيجاد وسائل عملية تمكنها من الكشف عما يتم فعله في الكواليس ويضر بالعدالة دون انتظار تسريبات من هنا وهناك فيدفعها إلى البحث والتحقق في صحة او عدم صحة مضمونها لما في ذلك من تأثيرسلبي على سمعة المعنيين بتلك التسريبات وعلى استقلالية سلطتها التي تسعى إلى تكريسها في الواقع.

واذا كان إشراك المحامين في الادلاء بافادتهم بما يجري في دهاليز المحاكم امر محمود وسنة قديمة الا ان نشرها للملأ لايحقق الغاية منها، ويستدعي فتح تحقيق في الجهة المسربة لها وغايتها من ذلك والحديث هنا عن إفادة نقيب هيئة المحامين باكدير للسلطة القضائية حول المنشور المعلوم الذي تضمن الحديث عن السيدين الوكيل العام بمحكمة الاستئناف باكدير ووكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بانزكان، وقد أثارت تلك الإفادة نتيجة تسريبها ردود فعل مختلفة ومتباينة ومنها من اخرجها عن طابعها المهني واعطاها طابعا سياسيا .

ان السلطة القضائية وحتى تؤدي مهمتها في إصلاح جهاز القضاء عليها أن لا تعتمد على الانتقائية وانتظار تسريبات للتفاعل معها وأن تكون لها آلية الاطلاع والعلم المسبق بكل تفاصيل العمل اليومي بمحاكم المملكة.

ان استقلالية السلطة القضائية يحتم على أجهزتها وضع استراتيجية لتدبير الشأن القضائي بما يتلاءم وخصوصيته ومكانته في المجتمع بعيدا عن الشخصنة في معالجة الازمة الحاصلة فيه، وإن يدرك المسؤولون على جهاز القضاء أن العدل يحدد مصير أمة، فهو يبقيها ويقويها، وهو يهدمها وينهيها ، وانه لا حلول وسطى بين هذا وذاك وقد قيل في هذا العدل أساس الملك. فهل أدركت السلطة القضائية أن مصير المملكة المغربية بين يديها ؟

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Mghrbi
المعلق(ة)
23 أغسطس 2022 19:27

الشعب يريد الذلموقراطية والرشوة والمحسوبية وزبانية الزبونية والربا والغش والنصب والتزوير والاحتيال والاحتكار والكذب والنفاق كل مواطن مرتشي او راشي ومفسدوا الشيء لايصلحونه فالقضاء غاص بالمرتشين ومنعدمي الضمير من زرزارة العدل الى سائر ردهات المحاكم والإدارات القضائية والقضاء في المغرب لا يخدم سوى مصالح اصحاب الفلوس كروش الحرام بدون اي مراقبة او متابعة وما يقع في محكمة عين السبع سوى عينة من العصابات واللوبيات والسماسرية الذين ينتشرون في باقي الإدارات كالفطريات ولا حسيب ولا رقيب لان حتى تلكم اللجن البحث والمتابعة اغلبهم مرتشون لذلك في المغرب كل الاشياء قد تتغير لكي لا يتغير اي شيء ويبقى الحال على ماهو عليه وتعود حكيمة لعاداتها القديمة وموعدنا عند الله يوم الحساب عند احكم واسرع الحاكمين

احمد
المعلق(ة)
23 أغسطس 2022 08:39

التهافت نحو تكديس المال والاغتناء السريع يفسد كل شيء ويقتل المبادئ في نفوس من لا ضمائر لهم

متضرر
المعلق(ة)
23 أغسطس 2022 07:20

إلى السيد الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية
نيابة عامة مواطنة
للمرة المليون اطلب من رئاسة النيابة العامة بفتح تحقيق في الشكايات التي سبق أن تقدمنا بها بخصوص ملف إقامة الحديقة 1 لاجيروند الدار البيضاء( التزوير في وثائق رسمية ) و خاصة كدب عامل صاحب الجلالة على الملك الذي أمره بفتح تحقيق بناءا على شكايتنا و دلك ليتستر على العصابة الاجرامية . إنها خيانة وإهانة لملكنا. و ظلم و ضرر جسيم في حقنا.
الملف لديكم ولدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.
أين العدالة أين الثوابت( الله الوطن الملك ) أين المقدسات.
هل المتورطين في هدا الملف أغلى من ملكنا الحبيب .
الملك خط أحمر.
إنها خيانة و إهانة للمغاربة ملكا و شعبا

مواطن غيور
المعلق(ة)
23 أغسطس 2022 00:32

القضاء هو المعهود له الفصل بين الناس، بالعدل والحياد والتجرد.
لا يمكن الحديث عن العدل او العدالة دون توحيد المعايير وهذا التوحيد لا يحتاج الى ميزانية بل الى وعي بالمشكلة وبالرقابة.
هل من المقبول أن يتجاهل قاض ولو كان قيدوما قاعدة اقرتها محكمة النقض، او يزيغ عما ارسته نفس المحكمة التي يعمل بها….. يجب ان ينتهي عند البعض مقولة هاد الشي للي بان ليا.
نريد من القضاء ان يجعل كل شخص مطمئنا على مصيره،
مع كل هاته الأزمات التي نعيشها ويعيشها العالم ينبغي ان يلعب القضاء دوره في تمتين الشعور بالانتماء للوطن والدفاع عن مصالحه العليا، لا نريد من اي شخص ان يهاجر لأنه غير مطمئن على حقوقه او مصيره.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x