لماذا وإلى أين ؟

“خُزعبلات” منْسوبة لتقارير استخباراتية فرنسية ضِدَّ المغرب تُـثير الضَّحِك

راجت؛ عبر صفحات ومجموعات بوسائط التواصل الإجتماعي وكذا بعض المواقع الإخبارية المغربية، ما سمي “تقارير منسوبة للمخابرات الفرنسية” تتحدث عن “خطط لمُحاصرة المغرب وتشويه رموزه”.

التقارير التي اطلعت على بعضها “آشكاين”، تتحدث عما أسْمَتُه “خسائر فرنسا من التطورات الأخيرة التي شهدتها المملكة المغربية، وعلى رأسها التعاون العسكري والإستخباراتي بين المغرب والولايات المتحدة، ثم بعد ذلك مع إسبانيا، اثر تغيير موقف هذه الأخيرة من قضية الصحراء”، وكذا “منافسة الشركات والأبناك المغربية، بشراسة، لنظيراتها الفرنسية، والتي ازدادت قوة (المنافسة) بعد دخول الرأسمال الأمريكي والإسرائيلي..”.

وتطالب ما سميت بـ”تقارير مخابراتية” من الرئيس إمانويل ماكرون، التأشير لمصالح بلاده من أجل نهج عدد من الخطط لمحاصرة الإمتداد المغربي، من بينها تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة، الكشف عن الحسابات البنكية ومشاريع العديد من المسؤولين المغاربة في فرنسا، والتي ستمكن من خلق ضغط شعبي على السلطة هناك، شن حملة تشهيرية ضد شخصيات ورموز مغربية.. “، وما إلى ذلك.

وما مدى صحة هذه التقارير؟

من حيت الشكل، وحسب بحث أولي قامت به “آشكاين”، فلا وجود لأية وثائق يمكن الشك في أنها صادرة من مصالح فرنسية، وكل ما يوجد، من كتابات عبارة عن خواطر أو ما شابه ذلك، باللغة العربية، تتحدث عن تقارير، دون أن ترفق ذلك بما يؤكد هذا الكلام.
أما من حيت المضمون، فأول رد فعل ينتابك بعد الإطلاع على هذه “الخزعبلات” هو الضحك، وذلك بعد اكتشاف مدى سذاجة مروجيها، واستغبائهم لعقل المواطن المغربي، في محاولة مفضوحة لتجيش مشاعر الكراهية لديه تجاه دولة فرنسا لأهداف بعيدة كل البعد عن الدفاع عن المصالح الوطنية المغربية.

فبقراءة بسيطة لما كتب، تكتشف أن من كتبها لا دراية له حتى بتقارير التجمعات العامة لوداديات لأحياء، فما بالك بتقارير مخابراتية، و إلا لما كان دبج ذاك الشيء الذي سماه تقريرا، بتلك اللغة البدائية المتحاملة، التي قد تُضِرُّ بمن يحاول الدفاع عنهم قبل ضررها لمن يحاول مهاجمتهم.

وما يؤكد أن ما كتب هو مجرد “خزعبلات” لا أساس لها من الصحة، هو عدم نشر أية وثيقة بها ما يحيل على كونها قد تكون صادرة عن المخابرات الفرنسية، ولو مفبركة، بمعنى أن من كتب هذا الشيء لم يسبق له حتى رؤية وثيقة صادرة عن هذا الجهاز.

فما الهدف من ترويج مثل هذه التُّرهات؟

يقول أحد المهتمين العارفين بدواليب العلاقات الدولية، “إن ما يتم ترويجه، هو محاولة لتحويل الفتور الحاصل، مؤخرا، في العلاقات المغربية الفرنسية، إلى أزمة دبلوماسية، وحرب إعلامية، وحملة كراهية بين شعبي البلدين”.

ويعتقد مصدرنا أن “هذه الجهات تنتعش خلال الأزمات، ولها ربح من تأزم العلاقات الفرنسية المغربية، وقد تكون جهات خارجية من مصلحتها الدفع نحو مزيد من تأزم العلاقات الدبلوماسية المغربية”، وللأسف يقول مصدرنا “هناك جهات داخلية، تعمل، بوعي أو عن غير وعي، في اتجاه خدمة ما تصبوا إليه هذه الجهات التي تروج لمثل هذه الخزعبلات”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ملاحظ
المعلق(ة)
4 سبتمبر 2022 19:48

المغرب يلعب مع الكبار وفرنسا مجال مناوراتها اصبح ضيقا لم يبقى لها سوى النزول من الاستعلاء و الاعتراف بأن المغرب أصبح ندا
المغرب فعل بفرنسا ما فعل بالمانيا واسبانيا و فرنسا تعرف أن المغرب ليس تونس ولا الجزائر
المغرب دولة عريقة مستمرة في الزمان والمكان

Yass Bei
المعلق(ة)
4 سبتمبر 2022 12:03

إلى صاحب التعليق الثاني، هادوك الجزائريين الخوة اللي كتعرف ماتو. هاد الجيل اللي طلع والي قبلو، أي الجزائريون ما بعد الاستقلال كلهم ربوهم على كره المغرب. أكثر من ثلاثة أرباع تربو على سياسة وأديولوجية بو مدين.
لا خير في من تنادي.

الجيران اخوة يا بني صهيون
المعلق(ة)
4 سبتمبر 2022 09:23

الى صاحب التعليق الاول
شئت ام ابيت انت و جميع الصهاينة الذين يريدون اندلاع حرب بين الاخوة لا كلهم، لن تستطيعوا ان تكرهونا في اخواننا و احبائنا و اشقائنا الجزائريين

احمد
المعلق(ة)
3 سبتمبر 2022 18:30

بكل تأكيد، الجزائريون فبعد المشكل مع تونس، يحلمون بمشمل للمغرب مع فرنسا وموريطانيا، أو ماكرهوش بأن المغرب يقطع العلاقة مع جميع دول العالم، فرنسا هي أكبر صديق للمغرب. المغرب هو فرنسا وفرنسا هي المغرب، يالله موتوا بالفقسة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x