لماذا وإلى أين ؟

أفتاتي : البلوكاج عملية مدبرة للانقلاب

وصف عبد العزيز أفتاتي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، ما يسمى بـ”البلوكاج الحكومي”، بالـ”عملية المدبرة للانقلاب على الانتقال الديمقراطي وعلى عبد الإله بن كيران، بعد إفشال آخر محاولة للانتقال التي كانت مع عبد الرحمن اليوسفي”.

وأكد البرلماني السابق عن “البيجدي” في حوار صحافي أجرته معه جريدة “القدس العربي”، على أن “البلوكاج”، الذي وقع أثناء تكليف عبد الإله بنكيران، والذي كانت نتيجته هذا الأخير من مهمته من طرف الملك محمد السادس، “كان له أغراض انقلابية على العملية الديمقراطية”، موضحا أن “هناك من يعتقد أنه يمكن أن يسود بدلا من الشعب، وتلك الجهات ما زالت تحلم بالتحكم في القرار السياسي والثروة، ولذلك قامت بالعملية الانقلابية ضد محاولة الانتقال الديمقراطي التي كان يدبرها بن كيران”.

وأجاب أفتاتي، على سؤال محاوره، حول رأيه في الكيفية التي تمت بها إدارة مرحلة “البلوكاج” من طرف الحزب وعبد الإله بن كيران، قائلا: “إدارة المعركة لم تكن سهلة”، مبررا ذلك بكون “الجهة التي تقف خلف العملية الانقلابية، لها أجندة رهيبة”. مضيفا، “لذلك فإدارة هذه المعركة لم تكن مسألة هينة أبدا. كانوا يريدون إزاحة بن كيران، لأن في إزاحته نوع من الحيلولة دون التوجه الانسيابي نحو الملكية البرلمانية.

وتابع أفتاتي، في ذات الصدد، “الحيلولة دون استمرار بن كيران كانت تعني عرقلة التدرج والتقدم في إعمال المنهجية الديمقراطية، وتعني عدم السماح لرئيس الحكومة أن يشكل تحالفه حسب إرادته، انسجاما طبعا مع مخرجات الاقتراع. الإزاحة كانت تروم عدم السماح لبن كيران بتشكيل فريق منسجم، لذلك فالأمور كلها تشكل إضرارا بالانتقال الديمقراطي”.

ويرى أفتاتي، أن الهدف من إعفاء بن كيران وتعيين العثماني خلفا له وتم تشكيل الحكومة في ظرف قياسي مقارنة مع ما استغرقه بن كيران”، بحسب تعبيره،: “كانوا يريدون شق الحزب لنصفين، ضرب الحزب بالحزب من خلال إعفاء بن كيران واختيار العثماني على أساس أن يكون هذا الاختيار نقيضا للمسار وللاختيارات السابقة وهذا الذي حاولوا إبرازه بكل الطرق وألحقوا ضررا بليغا بالفريق وبالتحالف، حيث أنه تم فرض جزء من التحالف ومن الفريق الحكومي من خلال استثمار الظروف الدولية والإقليمية، والاستثمار في علاقات المغرب ببعض شركائه سواء الشريك المرجعي أو الشركاء العشائريين”.

“هناك دولة عميقة تشتغل”

ونفى، عضو الأمانة العامة “للبيجيدي” السابق، عن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة خلفا لابنكيران، أن يكون قد ساهم في “البلوكاج” قائلا: “ليس عن طريق العثماني. تم لهم ذلك من خلال الاستثمار في المعطيات الإقليمية والدولية، والذي وقع هو عملية إعاقة للانتقال”، وزاد “القضية ليست مرتبطة بالنيل من العدالة والتنمية بمفرده وإنما هو نيل من المسار الديمقراطي”.

وبخصوص تأخر تعويض الوزراء الذين تم إعفائهم بسبب “مشروع الحسيمة منارة المتوسط”، قال أفتاتي، أن ” هناك جهة تريد الظهور في كل مرة أنها سيدة الموقف وليست المؤسسات والحكومة ورئاسة الحكومة، وتريد أن تقول للشعب أنها حاضرة ومستمرة وقراراتها لا ترد ومساعيها لا يمكن لأحد أن يقف في وجهها وهي التي تقرر، وبذلك فالعملية واضحة، هناك دولة عميقة تشتغل”.

الإحتجاجات و الأفق الديمقراطي

وإعتبر أفتاتي، أن الإحتجاجات التي تشهدها بعض مناطق المغرب، بكونها ” من المؤشرات الكبيرة على أن الدولة العميقة في مأزق حقيقي وكبير”، مبرزا أن “الذراع السياسي للدولة العميقة هو الذي يؤطر الجهة وكثير من الأقاليم في الشمال بما فيها الحسيمة”، واصفا ذلك ب”البؤس” (في إشارة لحزب الأصالة والمعاصرة) من صنيعتها”، وزاد “حيثما وجد البؤس تجد الدولة العميقة في مأزق، وفي كلا الجهتين (حسيمة وجرادة) هناك بؤس حزبي وبؤس اقتصادي وهناك رجال أعمال “فبركتهم” الدولة “فبركة” كاملة وهم من يمولون “البؤس السياسي” ودعموا ليسيطروا على المجالس وفي الجهتين هناك جمع رهيب بين السلطة والثروة”.

” ليست هناك أي مقاربة، فالمقاربة الحقيقية هي إعمال سيادة الشعب، ليست هناك مقاربة وجيهة دون الرضوخ لإرادة الشعب وعدم التدخل في صناعة المنتخبين وعدم التدخل في صناعة الثروات المشبوهة، هذه هي المقاربة المطلوبة. المطلوب سيادة الشعب على السلطة وعلى الثروة”، هكذا رد افتاتي على سؤال الصحافي، حول رأيه في الكيفية التي تقارب الدولة بها للاحتـجــاجات المتـصــاعدة في الريف أو زاكورة وحاليا جرادة.

وأكد القيادي في “البيجدي”، على أنه ” بعد 20 فبراير2011 لم يعد في إمكان أي جهة أن تلتف على إرادة الشعب المغربي”، مضيفا أنه “اليوم يثبت الشعب أنه متشبث ومتمسك أكثر من أي وقت مضى بالكرامة وبالحياة، ولا بد أن يستجيب القدر”، وتابع “نحن أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق مراد الشعب في سيادته على السلطة والثروة أي بناء الديمقراطية الحقيقية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x