عصيد: حُكومة أخنوش هي الوحيدة التي أدرجت تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في قانون المالية

قال أحمد عصيد، الباحث والمفكر الأمازيغي، إن تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية هو ورش هام للحكومة التي يقودها عزيز أخنوش، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية هي الأولى التي ستشرع فعليا في تنزيل وتفعيل القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، الذي صدر منذ فاتح أكتوبر 2019.

عصيد الذي كان يتحدث، نهاية هذا الأسبوع، في ورشة ضمن أشغال الدورة الرابعة للجامعة الصيفية لشباب الأحرار، الذي انعقد بأكادير، أبرز في مداخلته أن “تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية يكتسي طابعا من الجدية في عهد حكومة أخنوش أكثر من الحكومات السابقة”، وأنه “في الماضي لم تكن هناك حكومة واحدة أدرجت موضوع تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية ضمن قانون ماليتها، مضيفا “كنا نسمع في الحكومات السابقة الاهتمام بالأمازيغية لكن لا نجد أي شيء يعكس هذا الاهتمام في قانون المالية”.

غير أنه في عهد حكومة أخنوش، يقول عصيد، “وضعت الحكومة الأسس للتفعيل الحقيقي للطابع الرسمي للأمازيغية، لأنها وضعت بعين الاعتبار جانب الاعتمادات المالية لهذا الورش”، مردفا “يمكن أن نعتبر أننا في مرحلة حاسمة بالنسبة لهذا الورش الهوياتي الهام جدا، بحكم أن هذه المرحلة فيها قرار و إرادة أعلى سلطة بالبلد”.

وأضاف في ذات الصدد: “هذا ورش وطني لا يتعلق فقط باللغة أو الثقافة الأمازيغية بل يتعلق بهوية الدولة المغربية، والمقصود به هو العودة إلى الذات المغربية، وهي عودة ضرورية من أجل النهوض”، مؤكدا أن المغرب ضيع فترة كبيرة من تاريخه وهو تائه في أمواج الأيديولوجيات الأجنبية، خاصة القادمة من الشرق”، على حد تعبيره.

وشدد الناشط نفسه على أن “الأمازيغية بالنسبة للمغرب هي الروح، والروح هنا هي المكونات الأصيلة التي تجعل من كل مواطن يشعر من الإنتماء للبلد، و بقوة التجذر، ويخلق لديه شعورا وطنيا و دينامية”، مشيرا إلى أن “تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية يستكمل منظور التنمية، لأن التنمية كان ينظر لها على أساس أنها ورش مادي، غير أن الناس كانوا يغفلون العامل الثقافي واللغوي والهوياتي في التنمية”.

ويرى عصيد أن الظاهر اليوم “أنه من الصعب أن تكون هناك تنمية ناجحة من دون لغة السكان وهويتهم ولغتهم، لأن أي مشروع تنموي لا بد أن ينخرط فيه المواطنون، وهذا يفرض أن تخاطبهم الدولة بلغتهم، وأن يكون العامل الثقافي مأخوذا بعين الإعتبار في الورش التنموي”.