2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

سحبت جمهورية كينيا اعترافها بجبهة البوليساريو، وذلك على إثر الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى الرئيس الجديد لجمهورية كينيا، وليام روتو، الذي أعلن، عبر تغريدة له في تويتر، أن بلاده قررت العدول عن اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في نيروبي.
يأتي هذا بعد ما حدث في قمة “تيكاد8” بتونس، حينما أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد على استقبال زعيم جبهة البوليساريو وخصه باستقبال رئاسي، وهو ما وتر العلاقات بين المغرب و تونس، ما يجعل خطوة كينيا لها أبعاد ودلالات كثيرة و تثير التساؤل عن أثرها في مسار ملف الصحراء المغربية.

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي والباحث في الشؤون الدولية، محمد شقير، أن “هذا الأمر، في إطار الصراع الدبلوماسي بين المغرب والجزائر، يشكل صفعة قوية من طرف الدبلوماسية المغربية للدبلوماسية الجزائرية”.
وأوضح شقير، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه “بعد الصفعة التي وجهتها الأخيرة من خلال استقبال الرئيس التونسي لرئيس الجبهة، كان الرد شبه متزامن، بحيث مقابل تونس، التي لم تعترف بالجمهورية الصحراوية، كان هناك تراجع كينيا عن اعترافها بالجمهورية الصحراوية، بل الأكثر من هذا العمل على فتح سفارة لكينيا في المغرب”.
وشدد على أن “سحب كينيا لاعترافها بالجبهة في هذا التوقيت يشكل ضربة قوية من طرف الدبلوماسية المغربية لنظيرتها الجزائرية، زِد على هذا أن الثقل الجهوي والإقليمي لكينيا، التي تعتبر من الأقطاب الرئيسية في شرق القارة إضافة إلى انتمائها إلى المنظومة الأنغلوأفريقية، كل هذا يجعل الموقف المغربي مدعما بالقوة التي يمكن أن تكون شرارة لانتشارها في مختلف أرجاء هذه المنطقة، بحيث إن كينيا تعتبر قوة إقليمية ويمكن أن يكون النموذج الكيني فرصة لبعض الدول الأخرى لكي تحذو حذو كينيا”.
وخلص شقير إلى أن هذا يعتبر انتصارا، خاصة أنه يتزامن مع الاجتماع الأممي الذي سيكون فيه تحضير لقرار مجلس الأمن في الأيام القادمة، ما يعني أن هذا الإعتراف لا من حيث التوقيت أو الرد أو الرمزية، يشكل أساسا لتدعيم الموقف المغربي الذي بدأ يتطور و يتقوى، خاصة بعد الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وفتح العديد من الدول العربية والإفريقية قنصليات لها بمدينتي الداخلة والعيون”.