2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أردوغان يُحكِم قبضته على تركيا بصلاحيات واسعة

خرج الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الاثنين منتصرا من أكبر تحد انتخابي واجهه منذ عقد ونصف مما يمنحه سلطات تنفيذية واسعة سعى إليها منذ فترة طويلة ليحكم بذلك قبضته على البلد البالغ تعداد سكانه 81 مليون نسمة حتى عام 2023 على الأقل.
وتعهد إردوغان بعدم التراجع عن مبادرته لقيادة تحول تركيا، التي تشهد استقطابا حادا وتنتمي لحلف شمال الأطلسي والمرشحة ولو من الناحية النظرية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأعلن إردوغان (64 عاما) وحزبه العدالة والتنمية يوم الأحد النصر في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية متفوقين على المعارضة التي اكتسبت زخما كبيرا في الأسابيع الأخيرة وبدا أنها قادرة على إحداث مفاجأة.
وحصل إردوغان على 52.5 في المئة من الأصوات في السباق الرئاسي بعد فرز أكثر من 99 في المئة من الأصوات فيما حصل حزب العدالة والتنمية على 42.5 في المئة في الانتخابات البرلمانية وتلقى دفعة بحصول حلفائه القوميين، وبخلاف التوقعات، على 11.1 في المئة.
وقال إردوغان في كلمة يوم الأحد ”من المستحيل بالنسبة لنا التراجع عما حققناه لبلدنا فيما يتعلق بالديمقراطية والاقتصاد“.
وكانت نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات مرتفعة إذ بلغت نحو 87 في المئة.
وصعدت الليرة التركية أكثر من اثنين في المئة بعد فوز إردوغان في الانتخابات لتزيد عن مستوى 4.55 ليرة للدولار بعد أن كانت قد خسرت نحو 20 في المئة من قيمتها هذا العام. كما صعدت الأسهم التركية قرابة أربعة بالمئة إذ راهن المستثمرون على أن تؤدي النتيجة إلى الاستقرار السياسي وهو مؤشر إيجابي لأسواق المال.
ورغم قلق المستثمرين من إحكام قبضة إردوغان على السلطة فإن البعض كان يخشى أيضا أن تدفع نتيجة الانتخابات بالبلاد نحو الاضطرابات السياسية.
* انتقادات لإنجه
يشرف إردوغان المتمرس في خوض الحملات الانتخابية على النمو الاقتصادي القوي في تركيا منذ سنوات وفاز بولاء ملايين الأتراك المتدينين من أبناء الطبقة العاملة بفضل إنشاء المدارس والمستشفيات والبنية الأساسية.
لكن الرئيس التركي يشن حملة صارمة على معارضيه شهدت سجن نحو 160 ألفا وإغلاق منافذ إعلامية.
وتؤذن نتيجة الانتخابات بتطبيق نظام رئاسة قوية جديد أيدته أغلبية بسيطة في استفتاء عام 2017 وقال منتقدون إنه سيقوض الديمقراطية وسيرسخ حكم الفرد.
وذكرت وكالة الأناضول الحكومية للأنباء أن النتائج غير الرسمية تشير إلى أن ائتلاف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية اليميني سيشغل 343 مقعدا في البرلمان التركي المؤلف من 600 مقعد على أن يكون 293 مقعدا من نصيب حزب العدالة والتنمية و50 مقعدا للقوميين.
وستحصل المعارضة الرئيسية على 146 مقعدا إذ سيشغل حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد 67 مقعدا وسيحصل الحزب الصالح على 44 مقعدا.
وقالت المعارضة الرئيسية في ساعة متأخرة يوم الأحد إن من السابق لأوانه الإقرار بالهزيمة. وحصل مرشح المعارضة الرئيسي محرم إنجه على نحو 31 في المئة من الأصوات.
وانهالت الانتقادات على إنجه من قبل أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب التزامه الصمت في أعقاب التصويت.
ومن المقرر أن يتحدث إنجه في مؤتمر صحفي الساعة 0900 بتوقيت جرينتش.
ويصف إردوغان مرارا معارضيه بأنهم أعداء الديمقراطية ليلعب على وتر المشاعر القومية التي سادت بعد محاولة الانقلاب في 2016.
وأضاف ”لن نتوقف حتى تصبح تركيا، التي أنقذناها من المتآمرين والانقلابيين والمرتزقة السياسيين والاقتصاديين وعصابات الشوارع والتنظيمات الإرهابية، من بين أكبر عشر اقتصادات في العالم“.
(رويترز)